حوارات عامة

حوار بنكهة عراقية خالصة مع البروفسور العراقي المغترب عدنان الظاهر

3583 عدنان الظاهرالبروفسور عدنان الظاهر..

* عرقلوا تعييني قائلين إنَّ هذه المؤسسة كالجيش حِكر على البعثيين!

* وهنَ العظمُ مني واشتعل القلبُ شيبا

* جوز من شغلة المد الأحمر يا وليدي لا تنبشْ عظام الموتى.

* آني ما مختفي لكني مثل الكنفذ!!! ومرّات مثل السلحفاة

* أسئلتك مدببة تخترق الجلد واللحم والعظم وأنا رجل لا لحم لي وعظمي ضعيف

* ما جدوى نكأ جراح عتيقة التأمت وجَلْد الميت

* لم أتورط في حياتي بالدخول في معارك سوى أنَّ محاولة لقتلي نفّذتها زمرة

* الكثير من الشعراء عراقيين وغير عراقيين يتغزلون بالمذكّر.

* أيدينا تصل لك حتى لو كنتَ في القمر

***

انا اليوم في حضرة طاقة عراقية كان يمكن لها ان تقدم للعراق شيئا لولا تعنت وغباء سياسة السلطة بتعاملها المريض مع من يعارضونها ومحاولاتها الدائمة في ابعادهم عن العمل في مجال اختصاص برزوا فيه وبهذا تدفعهم للهجرة القسرية بعيدا عن وطنهم الذي احبوه حد العشق وسعوا لان يكون في مصاف الدول الكبرى في المجالات العلمية والا من يصدق ان طاقة علمية بحجم الدكتور عدنان الظاهر تعامل بقسوة واهمال لتلفظ خارج العراق وتتلاقفها كليات ومصانع ومختبرات دول اخرى ليقدم كل مالديه من علم واختصاص نادر لغير بلده بسبب اختلافه السياسي مع الحزب الحاكم انذاك، ومع ان حواري معه تميز بخفة الظل الا ان الاحساس بالظلم للعراق ولطاقاته كان مصدر الم لايطاق.وبمجرد اطل بوجهه العراقي الجميل سالته باشتياق ليبدا حواري معه..

* انت وين مختفي لخاطر ابو جاسم؟

* ههههههه أبو جاسم وين لكيته عزيزي؟ ماكو بربعنا واحد كنيته أبو جاسم! هل فينا محمد؟ آني ما مختفي لكني مثل الكنفذ!!! ومرّات مثل السلحفاة / الركّة... تحايا وسلامات لكل الأحباب ربعنا في كل مكان.

* يالحلة أمام اسمه محمد ابو جاسم الأسمر

* هذا وين لكيته يرحم والديك وشودّاك للحلة التي لم أزل توّاقاً لزيارتها والأقارب هناك في إنتظاري؟ هذا مو أسمر عزيزي.... إنه أبو جاسم المحروك...

* كنت رايح بزيارة لصديقي بالديوانية وهو مقامه قريب عن الخط السريع والمنطقة في كل مقهى طبيب عرب وبين كهوه وكهوه كهوه.

* مَن يصل الديوانية ألا يُعرّج للسماوة ليزور قاضي الحاجات حبيبنا أبا اليسر؟ وفي طريق عودته إلى بغداد يُعرج إلى كربلاء لزيارة سركال النخيب ونخيل شفاثة؟ للأسف لا أعرف شيئاً عن هذه المناطق التي وصفتَ حيث الأطباء وكثرة المقاهي وأكيد الكثير من باعة الفشافيش والتكّة.

* لا والله يبيعون فجل احمر أكثر شي

* فجل أحمر مو أحسن من البصل الأخضر؟ الفجل الأحمر بواطنه بيض مثل الحليب.. ما أخبار صديق السماء والأرض حبيبنا حمودة الكناني؟ تصبح على خير عزيزي... أنا هنا إذاً أنا موجود!!!!

* احنا اشتريناه بديلا للتفاح وحمودي يزهو بعزوبيته وانت ما رايك بهذه الدردشة الرمضانية بيني وبينك؟

* أسئلتك مدببة تخترق الجلد واللحم والعظم وأنا رجل لا لحم لي وعظمي ضعيف [رجيج] منخوب مثل المُنخل! إلاّ إذا تريدني أنْ أسلك سلوك الأستاذ سلام كاظم فَرَج إذْ كان معك شاطراً ومناوراً فذّاً يعرف كيف يتملص وكيف يلف ويدور ويراوغ وما [ينطيك لزمة]. لكن من أين تأتيني مثل هذه القُدرات شبه الخارقة وإني وهنَ العظمُ مني واشتعل القلبُ شيبا؟ أعني يا كناني أبا العلاء. هل أستطيع معرفة أسئلتك حتى أحضر نفسي وأرى هل سأنجح أم أرسب في هذا الإمتحان العصيب ولا يوم المحشر؟

* دعنا من الحاضر وتعال ندردش مع الماضي حيث الشباب والمد الاحمر وياخشوف التجي من عانه ونأخذ وجبه من كيمر السدة والصبح باكلا وبيض؟

* باكلة لو باجلة الله عليك؟ الأصل [يا خشوف العلة المجريّة] لعبود الكرخي وكانت المرحومة والدتي تعرف هذا الشعر وتردده. كم عراقي اليوم يعرف معنى {خشوف ومفردها خِشِف؟} الدردشة معك مخيفة يا عزيز الروح وأخاف لا أسقط بالإمتحان وفي الإمتحان يُكرْم المرء أو يُهان. جوز من شغلة المد الأحمر يا وليدي لا تنبشْ عظام الموتى.

* كتبتها باجلا والفيس غيرها وكلت مو مهم هو يعرفها ويا خشوف العلا المجريه ابنكم فزز الفختيه مدري الدوريه المهم ندردش بسوالف مال شياب وان شاء الله الكرامة محفوظة؟

* عجبتني كثيراً [إبنكم فززْ الفختية] وأراها أفضل من [الدورية] ثم لا أجرؤ على قولها خشيةَ أنْ يغضب أخوتنا الدوريون. لنرَ كيف تحفظ الكرامة؟

* حدثني قليلا عن شبابك وأيام الحلة وباب الحسين والمد الاحمر وعركات الشيوعيين؟

* يطولُ الحديث عن الشباب وعن الحلة... دونت الكثير بخصوص هذين الموضوعين منشورين في كتابي الأخير الموسوم [كفاح الظاهر]. أما المواضيع الأخرى الواردة في هذا السؤال فلا من جديد عندي لأتكلّم فيه.

* كل ما تتكلم به هو جديد وثمين عندي؟

* ما جدوى نكأ جراح عتيقة التأمت وجَلْد الميت وكان المتنبي قد قال : [ما لجُرٍحٍ بميّتٍ إيلامُ]؟

* وقالت بنت أبي بكر.. الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ.. اذا من شنو متردد الرجل القوي العتيد؟

* قليلاً ما أتردد في حياتي ولكن الحذر في بعض المواقف ضروري وتجنب التورط في خوض بعض الأمور ليس تردداً أبداً. عندما قرر الأمير هاملت قتل عمّه ثأراً لأبيه تردد مرةً واحدة لكنه قتله أخيراً شرّ قتلة.

* اخبرني أحدهم انك كنت وسيما وذا خبرة بمخاطبة ومغازلة النساء وكان لك الكثير من المعجبات لكن معركة بالأيدي ذات دوافع سياسية جعلت تقطع كل علاقاتك الأنثوية هل كلامه دقيق؟

* لم أتورط في حياتي بالدخول في معارك سوى أنَّ محاولة لقتلي نفّذتها زمرة من الشقاوات القتلة في شارع المكتبات في مدينة الحلة زمان عبد الكريم قاسم دافعتُ فيها عن نفسي ولا أكثر من ذلك. أما الحديث عن العلاقات ومغازلة النساء فلا أساس له من الصحة ثم إني لا أعرف الغزل بل وأمقته. مَن هذا الذي قال لك عنّي ما قال... هل ممكن ذكر اسمه؟

* سأخبرك عنه لكن صديقك الآخر يقول أهل الحلة اغلبهم سمر البشرة وانت أشقر بعيون ملونة كيف حصل هذا خصوصا وأن العراق تعرض لاحتلالات كثيرة ربما يكون الاحتلال الانكليزي اشهرها؟

* صديقك الآخر ليس بأفضل من الأول من حيث ما قال لك عني. أنا لستُ أشقراً ولا عيوني ملوّنة. كيف تريد منّي أنْ أُجيبَ على مثل هذه الأسئلة وفيها ما فيها من معلومات غريبة لا أساس لها من الصحة. أهلي عرب مسلمون من جبور قصبة بيرمانة لم يتصاهر أيٌّ منهم مع الإنكليز لذا فدمي وبشرتي ولون عينيَّ لا شائبة فيها ولا هُجنة.

* ربما رسم لك صورة من خياله المريض؟

* ربّما!

* صديقي الثالث يقول انك هاجرت من العراق كما هاجر المسلمون للحبشة لكنهم عادوا وانت حملت الجنسية الألمانية؟

* حملتُ الجنسية الألمانية لأنَّ حكومة البعث في بغداد رفضت تمديد جواز سفري ثمَّ إنَّ حكمها للعراق طال وطال حتى يئسنا من العودة للوطن. زرتُ العراق عام 2013 ففوجئتُ أنَّ قطعة أرض بإسمي مساحتها 600 متراً مربّعاً تداولها ثلاثة أشخاص فأخذتُ أُكثر من قول المتنبي [بِمَ التعللُ لا أهلٌ ولا وطنٌ / ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سَكَنُ] ,

هل نعمل فُرصة للراحة على أنْ نستأنف الحوار غداً؟ الساعة الآن أمامي تقول الواحدة والربع صباحاً.

* جاء في بالي سؤالي ولم أجد أكثر منك صراحة يجيبني عليه.. لماذ أهل الحلة يتغزلون بالمذكر والشاعر محمد علي القصاب انموذجا؟

* إسألْ محمد علي القصّاب. اغلب المغنين والكثير من الشعراء عراقيين وغير عراقيين يتغزلون بالمذكّر.

* على ذكر النديم معقولة لا كاس ولا سكن خصوصا وندماؤك حمودي وموسى فرج هاي غير المانعرفهم اما بخصوص السكن فأظن انت رافض مبدأ (لتسكنوا إليها)؟

* حمّودي المسكين لا يقرب الخمور فلا تظلمه رجاءً. ثمّ بيت الشعر هذا قاله المتنبي عن نفسه والشعراءُ [يقولون ما يفعلون] تصبح على خير وإلى الغد.

تالي شلون؟ مو أريد أنام... لا أُطيق السهر.

* اذا تحب تنام نوم العوافي واذا لك رغبة نستمر ماكو مانع بس من غير حرشه؟

* من غير حِرشة؟

هي أسئلتك تخلي حيل في الإنسان؟ ألم أقلْ لك إنَّ أسئلتك مُدببة وأكثر كأنها مِثقب / درل، درنفيس... تحياتي. متى نلتقي لأتأهب للقياك وأستعد لقبول الشوك والعاقول ومبطّنات أسئلتك وأستعين بأصدقائي الخُلّص ليعينوني عليك ويدرأوا عني مخاطر إستجواباتك واتهاماتك ويروح لك {بهجت العطيّة} فدوة لأنك " أضرب " منه. وينك يالكناني وينك أبو ياسر قاضي الحاجات وينك يا سلام كاظم وينكم أعينوني فإني بأمس الحاجة لكم كما كانت المرحومة والدتي في أوقات الشدّة [[ريتْ عيناكم تشوف ورجليكم ما تتحملْ وكوفْ]]. صوتٌ في داخلي يؤنبني صارخاً : ليش قبلت هذي الورطة؟ على كل حال... وقع في الرأسِ الفأسُ. أين أنت يالتَرِف الراف والرفراف؟

* اعتقد ان أسئلتي اعتيادية وغالبا ما تقع بين الأصدقاء لكن يمكن حضرتك تحاول تظهر بثوب المظلوم دائما؟

* أنا لا تَرِف مثلك ولا مظلوم لأني لا أقبل الحيف والظلم لذلك تعذّبتُ في حياتي وشقيتُ وعانيتُ ما عانيتُ.

* من اي حصلت على الدكتوراه وبماذا واين مارست حياتك العملية؟

* من جامعة موسكو متمتعاً بواحدة من زمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فينا وبعد إتمام أبحاثي ودراستي في جامعة موسكو حيثُ أجريتُ أبحاثاً في كيمياء التحولات النووية طرتُ من موسكو إلى مدينة لوس آنجلس الأمريكية لأبحث في نفس مجالي السابق باحثاً علمياً في جامعة كالفورنيا في إرفاين... ثم عدتُ للعراق الوطن وقدّمتُ أوراقي للتعيين باحثاً علمياً في معهد الأبحاث الذرية في التويثة.. عرقلوا تعييني قائلين إنَّ هذه المؤسسة كالجيش حِكر على البعثيين!! رفضتُ وبقيتُ عاطلاً في وطني عن العمل لحوالي ستة أشهر! رشّحني قسم الكيمياء في كلية علوم جامعة بغداد للتدريس لكنَّ رئاسة جامعة بغداد برئاسة سعد عبد الباقي الراوي ومعاونه العلمي كنعان محمد جميل رفضوا تعييني! ثم شاءت الصدف النادرة أنْ فتح موضوعي صديق قديم مع وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي دكتورة سعاد البستاني فوافقت فوراً على تعييني في كلية العلوم أوائل عام 1970. بحثتُ ودرّست في جامعتي بغداد والسليمانية وفي تموز 1978 غادرت العراق على عجل لأبحثَ وأُدرّس في جامعة الفاتح في العاصمة الليبية طرابلس لستة أعوام. بعد أربعة أعوام قضيتها في ألمانيا إلتحقتُ في جامعة ويلز البريطانية في مدينة كاردف أكاديمي زائر... أجريتُ أبحاثاً لحوالي عامين ثم غادرتها لألتحق بجامعة شفيلد البريطانية باحثاً علمياً مشاركاً لثلاث سنوات... بعد هذه السنوات الثلاث تقاعدتُ وعدتُ لألمانيا حيث أُقيم الآن مع عائلتي منصرفاً للشعر والأدب ونشرت عدة كتب في الشعر والنقد. هذا ملخّص مُكثف جواباً على سؤالك.

* هل تحب الأندلس ولما سميت ابنتك باسم أشهر حاضرة فيها؟

* أمضيت وعائلتي شهراً في مدريد وبلاد الأندلس نزولاً عند رغبة إبنتي التي أصرّت أنْ تزور المدينة التي تحملُ اسمها [قُرطبة]. أستطيعُ أنْ أزعم أنَّ كل العرب يُحبون ويحنّون لأسبانيا وليس للأندلس فقط. أعجبني قصر الحمراء بشكل خاص وأحببتُ فاكهتها خاصة البطيخ السكّري والتين ودجاجها المشوي بعد تخميره بعصير الثوم... بل ووجدنا في مدينة المريّة حلوى { الساهون } الذي يحبه أطفال العراق؟ هل تحبه يا الراضي أم هواك في { بيض اللكلك } و [كعب الغزال] وشعر البنات؟ أسميت ابنتي قرطبة لأني أعتقد أنَّ لكل مولود جديد حق في إسم جديد غير مسبوق وعلى هذا الأساس أسميتُ ولدنا الأول { أمثل }.

* هل مارست نشاطا سياسيا في غربتك؟

* جداً جداً وفي كل بلد حللتُ به خاصة في ليبيا وبريطانيا ثم في ألمانيا... حضور مؤتمرات للمعارضة العراقية وإلقاء محاضرات أفضح فيها جرائم ومظالم البعث في العراق وأمسيات ثقافية ــ أدبية ألقيت فيها أشعاراً سياسية في لندن وفيينا وبرلين وميونيخ ولايبزك وستوكهولم وقبل الجميع في ليبيا. ونالني جرّاء ذلك وبعض أهلي في العراق ما نالنا من عنت وتهديدات وسجن واعتقال بعض أهلي في العراق.... وكان أول الغيث إمتناع العراق عن تجديد جواز سفر وتهديدي بالرجوع للعراق وإلاّ [[أيدينا تصل لك حتى لو كنتَ في القمر]]! كما صرّح أحد سفراء العراق.

* هل انت راض عن نفسك أيها الظاهر للعيان؟

* فيفتي ــــ فيفتي! لا كمالَ في الحياة وقد قال أحد الشعراء : لا يَنقُصُ البدرُ إلاّ حينَ يكتملُ.

* قال الراحل حسب الشيخ جعفر من غربته في ألمانيا..

يا انت ياقمرا تثاءب في السماء

هل انت مثلي تعشق في العراق

اراك تبعث لي ضياءه

هل انت تعشق في العراق؟ ومن هو المعشوق؟

* لم يكن حسب الشيخ جعفر في ألمانيا على حد علمي... غادر العراق في زمن الحصار أو بعد الحصار وأقام في عمّان شأن الكثيرين من شعراء ومثقفي وأدباء حزب البعث وغيرهم إبتاعوا بيوتاً هناك أو شققاً واستقروا وأعرف الكثير أفراداً وعوائلاً.

* بماذا تحب ان نختم هذا الحوار المضمخ بنكهة عراقية خالصة؟

* شكري الجزيل ومحبّتي ورجائي أنْ تبقى مُحبّاً لأصدقائي الذين تعرف وأن لا تجور عليهم وتشتد وتدخلهم في [[معمعات / ميع ميع]] فإنهم رقاق ودودون يخدشُ النسيمُ إذا مسَّ خدودهم. ولا تزعّل أبا العلاء ترة سيّد شارته باليد... يعوّر.

* تحياتي

***

حوار / راضي المترفي

 

في المثقف اليوم