حوارات عامة

حوار مع الباحثة المغربية الدكتورة بشرى أقليش

محمد القذافي مسعودخاضت الدكتورة بشرى أقليش البحث في عدة قضايا فكرية وفتحت باب الحوار بين شخصيات مختلفة عبر ترأسها لمنتدى تحالف الحضارات وحوار الديانات إلى جانب كتابتها لمجموعة من المقالات بمجلات محكمة حول سؤال التراث والحداثة وسؤال العقل والنقل في الفكر الإسلامي كما انها تعمل أستاذة زائرة بكلية الآداب والعلوم الانسانية .ظهر المهراز- وعضو المنتدى الإجتماعي المغاربي

والمنتدى المغربي للديموقراطية وحقوق الإنسان

ولها عدد من المؤلفات الصادرة

الإسلام السياسي ودولة الخلافة

قيم الحداثة في القرآن الكريم

نقد نظم المعرفة في الثقافة العربية الإسلامية

أجرينا معها هذا الحوار حول عدة قضايا ومواضيع

- الأهم لنا كعرب في بناء مجتمع متقدم الدين أم الأخلاق؟

* نحتاج للإنسان الذي تنادي به الأخلاق والأديان. لأن الإشكال ليس في الدين ولا في أية منظومة أخلاقية، إنما في الذين ينصبون أنفسهم أوصياء على البشرية باسم هذا المعتقد أو ذاك.نزد على هذا أن مفهوم الأخلاق ذاته عندما نسعى إلى مقاربته، نجد أنه يحضر في كثير من المعاجم والمقاربات بمعنى الدين، هذا من جهة، ومن جهة ثانية،يطلق أيضا لفظ أخلاق على"جميع الأفعال الصادرة عن النفس محمودة كانت أو مذمومة". لكن عندما ننظر للأخلاق باعتبارها مجموعة قواعد تهذب السلوك، فأكيد أننا نلامس هذا التلاقي أو التكامل بين الدين والأخلاق. لأن الدين إيمان وممارسة وتنظيم للسلوك، ولربما ما يميزه عن الأخلاق كمفهوم وكسلوك، إنه اعتقاد ذو بعد روحي.الذي يطرح لنا سؤال الدين، أننا نتمثل الأديان من خلال المتدينين، وهنا المشكل، المتدين إنسان، قد يصيب، قد يخطئ. سلوكياته، وصراع قوى الخير والشر فيه، أكيد لا علاقة لها بالمنظومة الأخلاقية-الدينية التي ينتمي إليها. لهذا علينا التمييز، وعلينا الإيمان أيضا بالبعد المثالي للقيم الأخلاقية والدينية. وبين هذا البعد المثالي والطبيعة البشرية، هناك جهد الفرد للإرتقاء بذاته نحو الإنسانية بأسمى معانيها.وفي الأخير، لا تعارض بين الدين والقيم الأخلاقية،وإن انطلقنا من مرجعيتنا الدينية مثلا، يقول عليه الصلاة والسلام:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ثم إن الدين نظام أخلاقي بالدرجة الأولى.4030 بشرى قليش

- "تجاوز ثنائية كفر- إيمان، في حواراتنا مع الآخر " كيف نحقق هذا التجاوز فعليا؟

* تجاوز ثنائية كفر- إيمان، يقتضي منا فهم واستيعاب منطوق النص الديني القرآني، المؤسس لعلاقة المسلم بغيره، وأيضا استيعاب كونية الرسالة المحمدية، وتكاملها مع باقي الديانات السماوية، وأيضا باقي المعتقدات على اعتبار إن الخير واحد. وإن الطبيعة الخيرة في الإنسان لا ولن تتنافى مع القيم النبيلة التي تتوحد عندها كل الأديان والمعتقدات. وبالعودة إلى النص الديني القرآني، فقد أسس بل دافع عن الحق في الإختلاف، والحق في التدين، والحق في اختيار الكفر أو الإيمان. وعلى سبيل المثال لا الحصر:

1-على مستوى التأسيس لثقافة/سنة الإختلاف: يقول عز وجل(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)."الروم،الآية:22.

(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)."هود،الآية:118.

الإختلاف إذن، إرادة الله في الكون.

2-على مستوى الحرية الدينية: يقول عز وجل: (لا إكراه في الدين) "البقرة، الاية :256".

وأيضا (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون)."المائدة،الاية:105.

الدين إذن براء من كل أشكال الوصاية الدينية التي تعتبر إيديولوجية الإسلام السياسي، ومبررا لثنائية كفر-إيمان. ولئن كانت حرية الإنسان قيمة من أبرز القيم العليا، فإنها أيضا مقصدا من أهم مقاصد الشريعة.

3-على مستوى سنة الإيمان والكفر:

يقول عز وجل: (ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)." يونس، الآية:99".

لقد كفلت الشريعة الإسلامية حرية المعتقد للأفراد،وماكان لأحد أن يصادر هذا الحق حتى وإن كان باسم الله. لهذا فثنائية كفر- إيمان، فيها تحد صريح للإرادة الإلهية:(وقل الحق من ربكم فمن شاء فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)" الكهف:29". من هنا فلا مجال لفتح الباب أمام ذهنية التكفير التي تهدد أركان التعايش السلمي بين أتباع مختلف الديانات والمعتقدات. هناك أيضا من يختزل مفهوم الإيمان في مرجعيته الدينية، في حين إن الإيمان سيرورة وجود، وجدلية كفر- إيمان، أيضا جدلية وجود. لكن الخطير أن نقطع مع إنسانيتك، وترى في نفسك الإيمان وترى في الآخر الكفر.

- أين تكمن المشكلة في عدم ايصال مفهوم الاسلام الحقيقي إلى العالم الاخر أو الآخر المختلف؟

* أولا، هي أزمة أفهام. كل يسلك وفق فهمه وقناعاته، ويصرف هذه القناعات على ّإنها حقائق مطلقة.ثانيا، سأعود للفكرة السابقة، وهي اختزال الدين في السلوكيات الفردية أو حتى الجماعية. في حين الدين عموما، منظومة قيمية - أخلاقية - مثالية، موجهة للفرد ولتهذيب السلوك الفردي. الفرد هنا تتنازعه قوى الخير والشر، يقول عز وجل: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها). وبعيدا عن التأصيل الديني للذات البشرية، الطبيعة الإنسانية غير متعالية عن الأنانية، وإيثار المصلحة الخاصة وحب التملك، إلى جانب الميل أيضا إلى الخير، ومن ثمة فالسلوك البشري يبقى بشريا، في حين الدين كقيم ومبادئ وقواعد ،يبقى دينا. لهذا كي تقترب من دين ما باشره كنصوص كمبادئ مسطرة...،وانظر للمتدين وفق طبيعته البشرية حيث الصواب والخطأ.

هناك أيضا منطق الوصاية، الذي يحول دون حوار إنساني بناء يقربنا ويقرب منظومتنا الدينية من الآخر. الشيء الذي يتنافى وجوهر الدين الإسلامي، القائم على الحوار والكلمة الطيبة والإيمان بحق الآخر في التواجد والعيش وفق ما يراه هو مناسبا.

أيضا غياب فقه الواقع، جعل من الشخصية المسلمة شخصية فصامية - إن جاز القول- عاجزة عن محاورة احتياجاتها الدنيوية والروحية. ما يجعل السلوك منافيا للمبدأ الديني.

لهذا نحتاج فقها يصل الواقعي بالمثالي، ويصل المبادئ الدينية بالحياة العامة المليئة بالمتناقضات والتي جعلت أغلب المسلمين مسلمين بالإنتماء فقط، أو كما نقول دوما تعبد العادة الذي لا يفتح المجال لمراجعة سلوكياتنا وقناعاتنا.

” فإنه ليس من الحداثة أن نظل حبيسي تراث مليء بالتناقضات لدرجة أننا أصبحنا بحاجة لآليات ومناهج خاصة ، لفهم هذا الكم من الاجتهادات والمعارف الدينية التي ورثناها عمن ادعوا قدرتهم على فك شفرات الخطاب الرباني ، ليظل السؤال ماذا بعد الماضي؟" ورد هذا في كتابك هل استطعت ان تضع يدك على موضع الألم بالكامل وبالتالي وصف علاج له؟

طرحت إشكالية التراث في الفكر العربي المعاصر بقوة، ليطرح معها أكثر من سؤال، خاصة وأن التحدي الحقيقي الذي تواجهه الأمة العربية - الإسلامية، هو في مدى قدرتها على استشراف المستقبل والصمود أمام سيل العولمة الجارف. لهذا حضرت إشكالية التراث بقوة لتحضر معها حقيقة عجز الفكر العربي عن التحرر من قيود الماضي ومعطياته المتناقضة في كثير من الأحيان. إشكالية التراث إنه ارتبط بما هو ديني، ليحضى بقدسية حالت دون إخضاعه للمساءلة .قدس التراث- خاصة الديني- وقدست معه كل الأحداث والمعطيات التاريخية، التي جعلت المسلمين عاجزين عن استثمار الإنتاجات الفكرية-الدينية الماضية لأجل خلق واقع مرضي والتطلع إلى مستقبل زاهر، قادر على منحنا حضورا حضاريا قويا. من هنا تاهت الرؤى الفكرية بين الخجل أحيانا وعدم الجرأة على المقدس أحايين أخرى. لأن ما ميز الثقافة العربية الإسلامية، كما أشار إلى ذلك المفكر المغربي محمد عابد الجابري، أنها ثقافة دين، ومن ثم فأي حراك فكري/ معرفي، لم يتجاوز النص القرآني، وهذا ما حل دون الوقوف من التراث مواقف ناقدة بناءة تنتشل المعطيات الدينية من الجمود، وتتجه نحو خلق فضاء للتحرك الإيجابي بالديني ومعه. لهذا وحسب فهمي نحتاج للفصل بين قدسية الدين وما أنتج وفق مرجعية دينية كي يتسنى لنا تشخيص مآزقنا المعرفية والوجودية أيضا. لتحرير فكرنا ولرؤية مزالقنا الحضارية بعيدا عن المقاربات الوجدانية ونظريات المؤامرة. لهذا أنا مع طرح المفكر المغربي عبد الله العروي، القائل بضرورة تجاوز تراثنا الفكري،لأن علامات التأخر يقول عبد الله العروي، هي"تخلف الوعي عن الواقع".4032

- النخب العربية وبنية تفكيرها ومهامها ومشكلاتها وجهت لها الكثير من الانتقادات حول عدم توجهها إلى أكثر التحديات الحضارية والسياسية الكبرى التي نواجهها كيف ترين اداء النخب العربية؟

* بداية النقد ظاهرة معرفية صحية، لأنها دليل تفاعل النخب العالمة مع ما ينتج، ودليل رغبة أيضا في المضي قدما لأجل وجود حضاري لائق. لا أراني مؤهلة لتقييم أداء النخب العربية، فأنا لازلت أتلمس الطريق، وهذه النخب فتحت لنا أفق التفكير في وضعياتنا الفكرية والمعرفية الشائكة. يعود لها الفضل أيضا في رصد مواطن الداء. ولئن أخفقت حسب بعض الآراء في مقاربة التحديات الحضارية التي نواجهها، فأعتقد أنه يكفيها شرفا أنها حاولت.

في المقابل لي أن أقول أن النقد ونقد النقد استنزفنا أو استنزف القوى المفكرة. في حين المطلوب الاستمرارية لأجل التقدم على مستوى رصد المشاكل وأيضا على مستوى تقديم أطاريح ورؤى جديدة.

- دراسات كثيرة تنشر عن " عوائق التقدم الحضاري " وتحتل مجموعة من الموضوعات الاهتمام الاكبر في هذه الدراسات ( الاصلاح الديني / الاستشراف / الانتلجنسيا ) بينما تغيب قضايا أخرى قد تبدو اهم في هذه المرحلة ومراحل قبلها كباحثة ومتخصصة كيف تنظرين لهذا الامر؟

* في الحقيقة لدينا أزمة"المثقف الشمولي"،القادر على رصد التجديد والتأطير لثورة علمية في الآن ذاته. في المقابل لدينا المفكر والمثقف المتخصص-إن جاز القول- ولأن الحضارة المتفوقة اليوم هي النموذج، فالثورة العلمية مطلب حضاري لا يستقيم التنظير لنهضة حضارية أو جهد نرتقي به إلى عوالم التقدم والتطور خارج دوائر العلوم الحقة. وهذا ما جعل من الغرب غربا؛ أن التنوير والتحديث اقترنا بالثورة العلمية وبتطور مناهج العلوم، وبظهور علوم جديدة :"العلوم الإنسانية". ثم إن سيرورة البناء العلمي لازالت مستمرة لدى الغرب، في حين نعاني نحن أزمة علوم حقة. اللهم بعض الإشعاعات الفردية المرتبطة بتفوق بين الفينة والأخرى في بعض المجالات الاقتصادية والعلمية.

- اهتمام بعض الباحثين / الباحثات بموضوع الجندر ومحاولة طرحه كقضية أساسية في المجتمع العربي كيف ترينه أنت؟

* سؤال النوع الإجتماعي، سؤال ملح أمام ما نراه من تمييز على أساس النوع، بالرغم من كل الجهود المبذولة لأجل الرقي بوضعية المرأة وتجاوز التمثلات السلبية التي تستثني بعدها الإنساني. وإن كنا نطمح إلى إزدهار حضاري، فالأمر لن يستقيم ونحن لا نؤمن بقدرات المرأة وأهليتها للتسيير والتدبير. فوضع المرأة بماضيه وحاضره هو حلقات متواصلة من العنف والإيذاء، ما يدفعنا في كل مرة إلى الدعوة إلى ضرورة مراجعة ونقد كل ما أنتجته البشرية من أفكار وقيم وعادات وتقاليد تهم المرأة، خاصة وأن تمثلات الناس للمرأة ولقدراتها تستند في الغالب إلى ما حمله التراث الإنساني من أفكار ضدها. وعندما نقول التراث الإنساني فإننا نضمن ما هو فلسفي وما هو ديني وما هو سياسي، إلى ما غير ذلك. لقد اختزل التراث الإنساني المرأة في الغواية والشر، فهي أخرجت آدم من الجنة، وهي التي تسببت في حضور ثقافة القتل في العالم، على اعتبار أن أول جريمة في تاريخ الإنسانية ارتكبت لأجلها...وغيرها من التهم والصفات التي أسست للأوضاع المهينة التي مست المرأة.لقد استنكرت المجتمعات قدرات المرأة، وغض التاريخ الطرف عن كل النساء اللائي استطعن فرض هيمنتهن فكريا وسياسيا، بل في كل المجالات، في جحود تام لجهودها، بل وإنكار لإنسانيتها. بل هذا الجحود كان المشترك بين الإنتاجات الفلسفية الكلاسيكية وبعض الاجتهادات الفقهية الضيقة. استطاع الغرب في إطار إعادة بناء الذات، تجاوز مجموعة من التمثلات والأفكار.في المقابل مازالت المفاضلة على أساس النوع تحكم معاملاتنا. لهذا سؤال النوع الإجتماعي سيظل قائما إلى أن تعامل المرأة كإنسان.ولئن ارتبطت فلسفة حقوق الإنسان بتطور مبادئ وقيم الديمقراطية والعدالة والتسامح، فإنها اكتست طابع العالمية والشمولية لأنها دافعت عن كرامة الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو ديانته أو عرقه أو مكانته الاجتماعية والاقتصادية.

- الخطاب الديني المطروح في الاعلام والمنابر الدينية ولنأخذ المغرب نموذجا هل يتناسب مع الواقع وعقلية المتلقي العادي أم أنه يحتاج إلى اعادة نظر؟

* الحديث عن الخطاب الديني المطروح في الإعلام والمنابر الدينية بصفة عامة، لي أن أقول إن"بعضها"، يحتاج إلى مراجعة. أما إذا وقفنا عند التجربة المغربية، فكما هو معلوم، تبقى تجربة رائدة. فخطاب التكفير مثلا، لن تجد، ثنائية كفر- إيمان، وغيرها من عوائق التعايش والحوار مع الآخر. والفضل في ذلك يعود إلى الثوابت الدينية للملكة التي ساهمت في التأسيس لهوية دينية تمثل الإسلام الحقيقي بمبادئه السمحة. وكما تعلمون تستند هويتنا الدينية على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، وتصوف الجنيد. وهذا ما جعل الشخصية المغربية بحمولتها الدينية منسجمة مع الواقع. نزد على هذا كله الإصلاحات المهمة التي نهجها المغرب برعاية أمير المؤمنين "الملك محمد السادس"، خاصة بعد تدفق الفكر المتطرف، وأحداث"16 ماي"، وهو فكر دخيل على الثقافة والشعب المغربيين. حيث ستعتمد المملكة مجموعة مشاريع أبرزها سيرتبط بالعالم الرقمي، ولنا أن نقف عند جهود الرابطة المحمدية، التي عمدت إلى إطلاق برامج رقمية لأجل حماية كل فئات المجتمع وخاصة الأطفال والشباب من خطر التطرف، خاصة في العالم الرقمي.

هي إذن خصوصية التدين المغربي، والجهود المبذولة جعلت من المغرب نموذجا يحتدى به، بل جعلته في منأى عن الصراعات الدينية الضيقة.

- بعيدا عن النخب في رأيك كيف يمكننا الوصول إلى العامة من الناس ونجعلهم يشاركون في حوار هم طرف أساسي فيه؟

* عندما يرتبط الأمر بالخطاب الديني، أعتقد إنه بالإمكان وصل الوجداني بالمعرفي لدى الناس، متى اخترنا لغة سهلة قادرة على خلق التواصل المنشود مع الآخر بغض النظر عن إمكاناته المعرفية. وهذه وظيفة المفكر عموما الذي يسعى إلى التغيير. لكن نحتاج أيضا بالموازاة لهذا الجهد غير اليسير، أن نعمل على الرقي بالمستوى المعرفي للجميع، عبر، محو الأمية، الانخراط إلى جانب المؤسسات في عمليات التوعية والمبادرات التطوعية سواء بتنظيم لقاءات خارج ما هو أكاديمي لأجل مد جسور التواصل مع الجميع وكسر الصورة النمطية للمثقف والمفكر النخبوي. ففي نهاية الأمر الفكر-أي فكر-يعكس هواجس المجتمعات بكل فئاتها، بل ويرصد مكامن الخلل لأجل بناء الفرد ومن ثمة بناء المجتمع.

فيما هو عام، يعني كمعارف عامة، بل وحتى أكاديمية أعتقد أن التكنولوجيا اليوم ساعدت في إخراج المعرفة من النخبوية. المعلومة تصل بأكثر من طريقة. نحتاج فقط آليات ضبط وتنقيح ومراقبة، وإبداع طرق جديدة لتبسيط المعلومة وجعلها في متناول الجميع. علنا نتجاوز أزمة استغلال الأمية خاصة في إنتاج خطابات العنف والكراهية والتطرف الديني.

***

حاورها: محمد القذافي مسعود . كاتب وصحفي مستقل من ليبيا

في المثقف اليوم