حوارات عامة

حوار مع رئيس اتحاد ادباء وكتاب ميسان الشاعر والناقد حامد عبد الحسين

حامد عبد الحسين:

* العمارة قلبُ المملكة السومرية التي نبضت بدفء الهور والبردي والمشحوف

 * غنيت فعلا عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي

 * أفزع، فيها مشاكسة للذات الجنوبية محفزة وحاملة لما في دواخله

 * مؤلم أن نرى الوطن يسرق ونحن نعرف السارق ولا ننتفض

.......................

صوت شعري من ميسان ترأس اتحاد أدباء وكتاب ميسان في الدورة السابقة، وهاهم يعقدون له لواء القيادة في هذه الدورة وحامد عبد الحسين حميدي المطيري مثل أغلب (أولاد الملحة) غيرة ونخوة وطيبة قلب ومحبة للناس، مضياف تتناثر بشاشته فوق خطوات الزائرين مرحباًومحيياً يعامل الجميع بمحبة الأخ العائد من غياب طويل يستقبل الجميع بالقُبَل والأحضان ويلحّ بالسؤال عن الأحوال، إضافة إلى ذلك هو تربوي نشيط تشهد له الثانويات التي تولّى ادارتها من حسن تنظيم إلى قوة إدارة وصولاً إلى حصاد نجاحات طلبته في الامتحانات. عندما يضحك فرحاًبوصولك، تشعر بمحبته وطيبة قلبه وعندما يبكي مواساة لك أو تأثراً من حالة ما ترى نبله وصدق مشاعره، فلا تستطيع صبراً من دون أن تشاركه البكاء.. هذا الحامد الذي يقف على رأس الاتحاد في ميسان وفيها ما فيها من أساطين الأدب والثقافة الكثير، قرّرت تقديم تهنئتي له بمناسبة تجديد الثقة به ومحاورته قريباً من الكميت الشاعر وبين دروب (عواشة) وعلى ضفاف المشرح والكحلاء وعلى مسمع من (تسواهن) وعند (كسور) مضايف العمارة في المدينة أو في الأرياف.

* مبارك لك تجديد الثقة لولاية أدبية أخرى وكلّ دورة وأنت بألق

 * شكراً جزيلاً لك صديقي العزيز أيها الفارع بالجمال والمحبة والنبل، وشكراً كبيرة لأدباء ميسان على ثقتهم المطلقة بنا وبفريقنا الذي يضمّ نخبة من الأدباء المبدعين الجادّين في عطائهم وتفانيهم (د. علي كاظم داود / د. مولود محمد زايد / علي حبيب الشابي) الحظوة بتجديد الثقة حينما تضع بصمة لدى الجميع وتترك أثراً طيباً حافلاً بالكثير من العطاء والمنجز المتحقق على أرض الواقع الثقافي، حينما تتخلى عن الأنانية المفرطة التي أرهقتنا كثيراً وتهزمها بعملك المتعب لتبصر أن روحك حملت بريق الأمل للآخرين، لتغرس أنت ثقتك الذاتية وتبثها بقلب يتسع للأفق وجماله الواسع.

* كلنا يعرف أن اسم الوالد (عبد الحسين)، هل يمكن لنا معرفة اسم أمك؟

* طبعاً، لأنها محط اعتزازي دائماً اسمها رحيمة حميد التي كان لها الفضل الكبير في حياتي.

* ميسان يحرس أعاليها علي الغربي والشرقي والكميت وجنوبها العزير.. مَن يتربع وسطها؟

* مدينة الشعر والسرد والنقد، المدينة الولادة بالمبدعين في مختلف المجالات، إنها العمارة قلبُ المملكة السومرية التي نبضت بدفء الهور والبردي والمشحوف، فكلّ ما فيها هو امتداد طبيعي لإنسان يشعر بالانتماء الحقيقي.

* لماذا أعاد انتخابك أدباء وكتاب ميسان يعني، ماهي الميزة؟

* أكثر الأدباء لديهم حسّ قوي في اختيار مَن يرونه مناسباً لقيادة اتحادهم والمحافظة عليه، ولعل ّالنهضة التي ظهرت في دورتنا المنصرمة كان لها الوجه الثقافي المعروف بالاجتهاد والمثابرة من خلال طبع الكتب والمجلات المختلفة والجلسات الثقافية الرصينة وتعزيز العلاقات مع الكليات وجامعة ميسان والجامعات في العراق وخارجه، ووضع الخطة السنوية المدروسة من الهيأة الادارية... أضف إلى ذلك طيبة حامد وروحه المتفانية وتجرّده من الأنا وغلوائها، وإيمانه بأن يكون اتحاده وأدباء ميسان يحظون بكل اهتمام، فهم يستحقون لأن نتعب من أجلهم، وامتلاكهالجرأة في كل القرارات التي تصب في خدمة المصلحة العامة للاتحاد وبما ينسجم ورؤية اتحادنا.

* هل تجيد الغناء وأيّ الاطوار يغنيها ابن حميدي؟

* أكثرنا يطرب ويحب أن يستمع له ويردّد ما يسمعه من المطربين العراقيين، نغني وان خانتنا نبرة الصوت وأوتاره ولعل الطور المحمداوي الذي انتمي إليه عشيرة، هو الصوت الجنوبي الغاصّ بكل همومنا وأوجاعنا الحالمة وحززنا العميق، غنيت فعلا عندما انخرط في صفوف الطلائع في الثمانينات حينما كنت في الصف الرابع الابتدائي في مركز الشباب في وسط العمارة ضمن فرقة خاصة بأعمارنا، وحصلت على بعض الجوائز وقتها، لكن تركت ذلك بسبب انشغالي وحبي الكبير بالدراسة.

* ابن العمارة.. نخوته سريعة.. دمعته رخيصة.. هوسته حاضرة.. ضربته موجعة.. عناده يصل عنان السماء.. مضياف.. طيب.. لمن تفزع؟ وعلى من تبكي؟ ولمن تهوس؟ وتعاند من؟ ومن هم ضيوفك؟ وهل للطيبة حدود؟

* كلمة أفزع، فيها مشاكسة للذات الجنوبية محفزة وحاملة لما في دواخله من صرخة حقيقية للإفصاح عم مكنوناته وطبيعته المتجذرة، إنها تثير فينا مشاعر جمّة، أفزع للمظلوم وأحاول أن أنتصر له حتى وإن كلفني ذلك بعض الشيء، وأبكي بحرقة على نفسي حينما يخذلني بعض الذين أثق بهم، أبكي على فقدِ حبيبٍ وإنسانٍ عزيزٍ على قلبي، وأهوّس للوطن الذي ربما تتلاشى صورته الناصعة أمام عيوننا ولا نستطيع أن نلمّ شتاته، أهوس وبقلب صارخٍ ووجعٍ مؤلمٍ حتى يبحَّ صوتي، وقد جربتها مراراً في أكثر التظاهرات الشعبية والنقابية، مؤلم أن نرى الوطن يسرق ونحن نعرف السارق ولا ننتفض حتى وان انتفضنا عدنا بخفي حنين، كما لا أتصور أني في داخلي روح العناد، فالطيبة المفرطة أحياناً تصقل النفس بالجمال لتبعد العناد ومفرداته مني، أما ضيوفي فكلّ الناس أعرفهم أم لا أعرفهم، العراقي مضياف بطبيعته وبابه مفتوح والتاريخ يشهد لهم بذلك، العراقي لا يعرف البخل أمام ضيفه، وأما الطيبة هو آخر ما تبقى لدينا من أهلنا الراحلين يسمّونها طيبة أهل الجنوب وحنيتهم، وهذه مدافة في دواخلنا.

* كيف تجمع بين العمل الوظيفي وإدارة الاتحاد؟

 * هذا الأمر أحياناً تكون فيه صعوبة كبيرة فالجمع بين العمل الوظيفي وادارة الاتحاد يحددهما عامل الوقت، لأننا نحتاج الى تنظيم وقت، والوقت أحياناً يخوننا شئنا أم أبينا، لكن الطابع الذي استطعت أن أحققه هو محاولة السيطرة على أغلب الوقت وأكثره لهذين الشيئين العمل والاتحاد وعدم زجّ نفسي في تفرعات أخرى إلا ما ندر، حينما أجد وقتاً وفسحة تولد من جديد استغلها واطوعها لما في بالي.

* من هو عبد الله بن علي؟ وهل زرت مقامه يوماً؟

* عبيد الله بن علي (عليه السلام) بالقرب من قضاء قلعة صالح على بُعد أربعين كيلو متراً تقريباً من مركز محافظة ميسان، ويُعتبر من أقدم وأكبر المراقد التاريخية في المحافظة، وله مكانة كبيرة عند الناس في داخل وخارج المحافظة، وتقصده الناس للزيارة والتبرُّك وطلب الحاجات والدعاء عند قبره، وله كرامات معروفة ومتحققة لدى أهلنا، أما بالنسبة لزيارتنا له فكانت ضمن سفرة مدرسية عندما كنت مدرساً في متوسطة آمنة بنت وهب للبنات فترة التسعينات.

* ماهي اصداراتك؟

* ما صدر لي تراوح بين الشعر والنقد وهي: هجيرُ الهواجس - شعر، دار أوراق للطباعة والنشر – بغداد، المتنبي، ط 1 سنة 2017، ط 2 اتحاد أدباء ميسان 2021 / رحمُ الخواطر - شعر، دار أوراق للطباعة والنشر – بغداد، المتنبي ، ط 1 سنة 2017 / قرابين أنثى، سيكولوجية المكوّن الثقافي في الرواية والقصّة العراقية المعاصرة، نقد، / دار أوراق للطباعة والنشر – بغداد / المتنبي، ط 1 سنة 2018. / ما وراءَ الأفق.. رؤية أكثر اتساعاً في رواية قنزة ونزة، نقد / مطبعة اشرف وخلدون ط 2 / 2019./ تشظّيات الإرهاب والبُعْد الثّقافي، دراسة نقدية في رواية سبايا دولة الخلافة، نقد / 2018 / مُحلّقاً بلا أجنحةٍ، حداثوية البُعد الدالّ في شعر حبيب السامر، نقد / اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان ط 1 / 2020. / خَارجاً من الشّرنقة، التشفير الدلاليّ في قصورة علي الإمارة، نقد / مطبعة أشرف وخلدون ط 1 / 2020. / توهّم الشعر وخانته الهزائم، ثيمة الحضور الدال في اللغة الشعرية المعاصرة، / مطبعة زاكي – بغداد ط 1 / 2019 / سأنتظر خروج الحروف الصامتة / شعر – مطبعة زاكي ط 1 / 2019 / (تغريدة الأربعاء) مقالات للشاعر ابراهيم الخياط، اعداد مشترك حامد عبدالحسين حميدي وأحمد شمس، مطبعة أشرف وخلدون - العمارة ط 1 سنة 2020. / (نوادر جحا / حكايات أيسوب / كرم حاتم الطائي) سلسلة قصص أطفال، إعداد حامد عبدالحسين حميدي، اصدار اتحاد أدباء ميسان 2020./رصاصة في عقل مجنون شعر، اصدار اتحاد أدباء ميسان، مطبعة أشرف وخلدون – العمارة. ط 1 سنة 2021. / أحلام الذبول - شعر، اصدار اتحاد أدباء ميسان ، مطبعة أشرف وخلدون – العمارة. ط 1 سنة 2021. / لن اترك طفولتي في الخزانة - قصص أطفال، إعداد مشترك، حامد عبدالحسين حميدي / فائدة حنون مجيد / علي سلمان الموسوي، اصدار اتحاد أدباء ميسان 2021. / طبق أنثى تقنية الدلالة في النص الأنثوي - دراسات نقدية، اصدار اتحاد أدباء ميسان ، مطبعة أشرف وخلدون – العمارة. ط 1 سنة 2022، ولدي مخطوطات أخرى تصل تقريبا 12 مخطوطة لم تر النور لحد الآن.

* كم مطبوعاً صدر خلال دورتكم الأولى من الكتب والمجلات؟

* من الكتب اصدرنا 125 كتاباً بين الشعر والسرد والنقد والاجتماع والدين وغيرها، أما بالنسبة للمجلات فقد اصدرنا 47 مجلة منها 30 مجلة ميشا التي تعنى بثقافة الطفل و3 مجلة ميشانيون الفصلية للشباب و2 مجلة انخيدوانا التي تعنى بالفكر النسوي و 12 مجلة أطفال بين القصص والشعر والمسرح لأدباء عدّة.

* من هم أصدقاؤك في ميسان؟

* كثيرون هم الأصدقاء الذين أعتز بهم، ليس في ميسان وإنما في محافظات العراق والوطن العربي، فهو يشكلون ديمومة الحياة الحقيقة التي أعمل على تعزيزها وتقوية رابطها من خلال السؤال المستمر عنهم، ولا يمكنني أن أحدّد واحداً منهم، لأنهم يتربعون على القلب في كل الأوقات.

* هل تأخذك أحياناً الأمور العشائرية وتشارك بها أحياناً؟

* رغم الانتماء العشائري وما يمثله من ارتباط صميمي مع أبناء جلدتك وعمومتك، إلا أنني أميل الى تغليب روح المدنية، وهذا لا يعني أنني ألغي العشيرة، لا... ابداً، فالعشيرة لها روح الماضي ونكهتها التي لا يمكن أن ننسلخ منها لاعتبارات قيميّة ففيها تقاليد متوارثة عن الآباء والأجداد وهي ما تزل تمنحنا العطاء والتسامح والكرم والأخلاق الحميدة.

* هل تذكر الحبّ الأول؟ وكم كان عمرك؟

* نعم، مازلت أتذكر ذلك جيداً عندما كنت في المتوسطة وحاولت ان أحظى بعطف ابنة الجيران حينما كتبت رسالة ورقية وسلمتها اليها باليد وأنا أرتجف من الخوف حتى ضربات قلبي كانت متسارعة جداً لدرجة لم أستطع السيطرة على نفسي سلمتها وهربت، لكن لم تفت سوى نصف ساعة لتخبر أختي بما فعلته، لأدرك أن تصرفي في عمر 13 سنة كان خطأً وفيه طيش ومراهقة.

* ماهو الفرق بين الطابك والسياح؟ ولماذا يفضل أهل العمارة (البني) على غيره من السمك؟

* الطابك نوع من الخبز، ومشهور لدينا في الجنوب، يؤكل مع السمك المشوي، وعجينته من طحين التمن، ويكون أكثر سمكاً وأقل تماسكاً من عجينة الخبز العادي، يوضع الطابك على مساند طينية تسمى مناصب، بينما خبز السيّاح أيضاً يستخدم فيه طحين التمن لكنه يكون رقيقاً ومتماسكاً ويحضّر مع أكلة السمك أو البيض أو القيمر.

أما بالنسبة لسمك البني فهو الأكثر عيشاً في الأهوار ونهر دجلة رغم قلته في الفترة الأخيرة بسبب تعرض الأهوار والأنهر الى الجفاف وانحسار المياه إلا أنه ما زال حاضراً في موائد مضايف وبيوت الجنوب لما يمثله من نكهة خاصة وطعم متفرّد.

* من هي ملهمتك؟ وكم قصيدة كتبت لها؟ وأهم ما قلت فيها؟

* والله لو أعفيتني من هذا السؤال لكان أفضل لي لما فيه من احراج في الوقت الحاضر، لكن عندما نلتقي سيطول الحديث طبعا أمامك..

* هل في اتحاد أدباء ميسان مَن هو أحق منك بتولي القيادة؟

* نعم، هناك رعد زامل وأحمد شمس ود.علي كاظم داود و د. مولود محمد زايد وصادق الدراجي والوليد خالد وعلي حبيب الشابي والقائمة تطول بأدباء مخلصين لاتحادهم طامحين لتحقيق الكثير من العمل النقابي والثقافي، لما يمتلكونه من خبرة ادارية تؤهلهم للعمل في هذا المجال المهم، وسترى بأمّ عينك واحداً من هذه الأسماء الرصينة يقود إدارة الاتحاد.

* ماهو أجمل نصّ كتبته في هذا العام؟

قصيدة (حُسَـــينٌ سَـــيّدي لا مَجْــدَ يَبْقى) التي أقول فيها :

وَيدعُـــــوْنِي للقيَاكَ اشـــــتـيـاق ٌ

لِتُرْبِكَ ينتـَـــمِي كُـــلُّ اشْـــتـيَاقي

وَمِن ذَهَــبِ القِبَابِ رَأيـتُ نُــوْراً

تفجّرَ حَامِــــلاً ضَــــــوْءَ انبِثـاقِ

وَمِنْ دَمِكَ المُخَضّبِ فيْضُ رُوْحٍ

تُعــــاقِرُها الأســـــــنّةُ بِالـــعِنَاقِ

فمَا زَالَتْ سِــــــــيُوفُهُم خَــرَابـاً

وَمَـــوتــاً صَـــــارِخاً لا حَقَّ باقِ

وَمَا زِلْــتَ الحُسَـــــيْنُ لِكـلِّ بيتٍ

تُعَانِــقُـــــه اليَتَامَــــــى باسْتـباقِ

وَقـَـد لَاذُوا صِــغَــاراً أوْ كِــــبَاراً

عَلى ضَــوْءٍ يشــعُّ مِنَ المُــحَاقِ

وَإنْ جَاعُــــوا فَـفِــي كَفِّ العَرَاءِ

رَغِيْفٌ سَـــــاكِـــنَاً وِسْــعَ المَآقي

أرادُوا مِنْ نبــِـــيٍّ ذبـْحَ فِكْـــــــرٍ

وفِكْرُك سَـــــيّدي دَرْبُ انْطِــلاقِ

صَـــهيلُ الرّيحِ تُوْشِــــمُها دِمَاءٌ

عَلَى سَـــيْفٍ تَهــجَّى باحْــتِـرَاقِ

فيَا رُوحَ الإبا مَــا زِلْـتَ نَصْـــرَاً

يشقْشِــــقُ ضَــارِباً ليلَ انْفِــلاقِ

نُجـَــــــدّدُ عَهْــدَنا فِي كُــلِّ عَـامٍ

وَنُســـقِــيه بنَبـْـضٍ مِــنْ وِفَــاقِ

عَلى ثقْلِ السّــيوفِ المَوتُ يعْلُو

قـِتـالاً يَنْبـــــشُ الوَجَعَ العرَاقي

وَهَذا الفَــجـْرُ يُوْلَـــــدُ مِنْ مَنايا

عَلى أفْـــقٍ تــمَــــدَّدَ فِي الحِدَاقِ

وَإنّ الحَامِــلينَ العَـــدْلَ لــبُّـــوا

ألا مِنْ نَاصِرٍ؟ صَـــوْتَ اللِـحَـاقِ

وَمَا حـَفَّــتْ مَــنَايا الكَــــوْنِ إلا

لِتحفرَ قبـْـــرَها وَالمَــجـْــدُ بـاقِ

وَرُمـــحُك رَاكِـــزٌ فِي بطْنِ ظُلمٍ

   تجَـــرَّعَ بالأسَــى وَالصَّبرُ سَاقِ حتُــُـوْفٌ حَـــاولتْ لَكـِـنْ تشَـــظَّتْ

   بخَـــيْلٍ ألْجَـمتْ جَيــشَ النِّــفَـاقِ حُسَـــينٌ سَـــيّدي لا مَجْــدَ يَبْقى

  سِــوَى مَجْــدِ الشّــهَادَةِ والعراقِ.

* ماذا تعني لك المرأة؟ وكيف تردّ في شعرك؟

* المرأة تعني الكثير للرجل فكيف بك إن كنت شاعراً أو فناناً، إنها الجمال الذي يكمّل ما في داخلك ويحرضك على الكتابة لتمنحك جناحين تحلّق بهما الى سماوات ولحظات التعبّد الشعري، إنها الوحي المرسل الذي يغذّيك بكلّ هدوء وضجيج وسكينة وصخب، والراحة النفسية والقلق المستمر.

* متى كتبت الشعر؟ وكيف تعلمته؟

* منذ كنت في الصف الخامس الابتدائي وأنا أحفظ للشاعرين الكبيرين عبدالرزاق عبدالواحد ومحمد حسين آل ياسين، كنت أقتطع قصائدهما من الجريدة وأحتفظ بهما في دفتر خاص وكنت أقرأ لهما خلال مراسيم رفع العلم العراقي يوم الخميس، وكان لأستاذي الفاضل صبيح زهراو الموسوي الفضل الكبير، لأنه كان يحرضني على الحفظ والقراءة، أضف الى أن والدي "رحمه الله" كان لا يبخل عليّ بأيّ مبلغ مالي كي أشتري الكتب، أما بداياتي فكانت في الصف الرابع الإعدادي في إعدادية الثورة للبنين، وتطوّر لدي من خلال نصائح ابن العم القاص والروائي عبدالكريم حميدي "رحمه الله" لطالما شجعني على الكتابة والاطلاع على أشعار المجيدين، لتزهر بداياتي الحقيقية وتأخذ مسارها في الصف الخامس الأدبي من خلال النشر في بعض الصحف العراقية منها الجمهورية والقادسية والعراق آنذاك.

* سأعرض لك خمسة أسماء اذكر أجمل ما في كلّ شخص منهم بجملة..

١. محمد رشيد: انسان مثقف وحريص على اسمه حقق لنفسه حضوراً كبيراً في العراق والوطن العربي.

٢. صباح السيلاوي: صحفي كبير وبارع في الاقناع وله يد الفضل في مساعدة أدباء والأخذ بأيديهم الى دكة الأدب.

٣. عبد الحسين بريسم: الشاعر الجميل والأنيق بحضوره وبما يمتلكه من أسلوب شعري جعله حاضراً أمام الجميع.

٤. جبار البيضاني: قاص وروائي واسم كبير وكارزما قويّة عُرف بسرده الكوميدي الساخر ونقده اللاذع لما يدور حوله بطريقة متفرّدة.

٥. جمعة الدراجي: شاعر له حضوره الابداع متمكن من أدواته اللغوية والفنية بارع في تشكيل صورته الشعرية بكلّ انسيابية.

* متى تعود لبيتك كلّ يوم؟

* يعود ذلك حسبما دوّنت له من توقيتات في برنامج عملي اليومي، لكن في الأغلب عودتي تتراوح بين الثامنة الى الحادية عشرة ليلاً.

* هل تلتزم دائما بالمواعيد؟

* نعم، معروف بأني ملتزم بالوقت حدّ السيف، لأنني احترم الوقت والموعد المحدّد، وانزعج في حالة عدم التزامي إن حدث عائق أمامي لدرجة الاعتذار للجيمع.

* هل تتفهم أم البيت انشغالاتك وتعذر اهمالك لها ولبيتها؟

* شيء أكيد، وهي تراعي ظرف وارتباطاتي بمهام إدارة الاتحاد غالباً، لكن يبقى قلق العائلة مستمر في حالة التأخر الشديد، بسبب ما يمرّ به العراق من وضع أمني حرج.

* لماذا لم يكن ضمن الفائزين امرأة؟

* نحن ندعم المرأة في علمنا وبكل قوّة، لكن لم يك من المرشحين امرأة بسبب عدم توفر الرغبة الكاملة لدى أديبات ميسان وهنّ من القلة جداً، فهذا العمل يحتاج الى وقت وجهد وتواجد وحضور كبير.

* هل تفكّر بالرحيل؟

* في داخلي، نعم لي رغبة ملحّة بمغادرة وطني بسبب الضياع والشتات ومجهولية الغد وما يمرّ به العراق حالياً من فوضى ومشكلات كبيرة، العراقي يرغب بالهدوء والاستقرار وراحة البال، لأننا خضنا تجارب سياسة قاسية وصعبة استنزفت كل طاقة الشعب ومقدراته.

* هل أثقلت عليك؟

* لا، لقد كنت خفيف الظل جميل الطرح مشاكساً نوعاً ما لكنها مشاكسة تحفّز الكاتب على اخراج ما في داخله من جماليات، أنت رائع لكلّ سؤال تطرحه، لما تمتلكه من قدرة وبراعة دالة على ماهية السؤال المحرض على الإجابة، شكراً لك من القلب ولجمال محبتكم لنا.

* ودعته وهو مشغول بسيل التهاني عبر الرسائل والاتصالات وهو يرد عليها بكل ماخزنت ذاكرته من شكر وكلمات جميلة تقال في هذه المناسبات وكان من حقه ان يكون فخورا بنفسه حيث تم اختياره رئيسا لاتحاد كتاب وادباء ميسان وسط اسماء معروفة من الشعراء والكتاب اصحاب البصمة المؤثرة على الحياة الادبية في ميسان وعموم العراق خصوصا وان الدورة حملت اسم الراحل الكبير الشاعر حسب الشيخ جعفر.

***

حاوره : راضي المترفي

.....................

* الصورة للشاعر حامد عبد الحسين

 

في المثقف اليوم