تقارير وتحقيقات

جاليري الفينيق – عبدون - يحتفي بشعراء فلسطين

حيث تنبع الم شاعر والرؤى الدافقة للقلوب الصابرة والأرواح الوهاجة بالعطاء الأدبي على رؤوس أقلام الصامدين هناك، وقد تنفست الأجواء العمانية في جاليري الفينيق يوم أمس برئة الإبداع الشامل والمتنوع في صفحة الشعري أغراضه ومدارسه،  وكانت ليلة الشعر تشدو بموسيقى الجمهور الذي التف حول تموجات القصيدة المقاومة والصابرة والحاملة لسعف الثبات في أرض القديسين والأنبياء، فتغنت النجوم على أجنحة انسلت ريشاتها من وهج فينيق الخلود وكأنها ترفرف على أجنحة اليقظة الخالدة بين صفاء النهم للشعر وبين نصاعة اللهفة لتجارب شعراء الصبر والصمود  ودموع الأهل من هناك، وكيف تكون اللحظة عبر المد بين رهان الدماء الساخنة وبين رهان الماء بين الشقيقين، فتسربل الشعر بمعاطف البطولة والمقاومة والشجاعة واليقظة الدائمة حيث لا تغفو الجفون فوق متاريس التوجس والقلق من رصاص اللصوص القادمين من غربة العداء الجارف للإنسانيات وأخلاقيات حضارة شعب لا يموت !

 

واحتضن الفينيق تلك القراءات بالتناوب بين شعراء وشاعرات من الأردن وفلسطين :

وقدمت الشاعرة التشكيلية عائشة الخواجا الرازم الشعراء قارئة لفنجان الضيافة مقاطع من تراتيل الأردن المرحب بأهل الأرض المقدسة قائلة:

 

هنا في بلاد الترحاب، يجد القادمون من فلسطين قهوة وعسلاً وحباً وتهليل حبور، ويجد في أردن العطاء والعرب خضرة أبدية تنتشي طرباً بموسيقى ولون الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، وتتطاول الفروع على أشجار الأدب وتحتضن غابة الطيور المفقسة أسراب شعر وأدب وحضارة وصمود بشعرائنا اليوم ! وقامت بتقديم الشاعر الفلسطيني ناظم حسون وقرأت سيرته الذاتية على الجمهور الذي ملأ القاعة لهفة للاستماع لشعر الأهل القادمين من أرض الصمود، ثم تناوبت مديرة الجاليري سناء قدومي بتقديم الشاعرات الفلسطينيات هيام قبلان وآمال عواد واصفة السيرة الذاتية لكل منهن بالتميز والتفرد في باحة العطاء الأدبي، ورسمت الشاعرات من النثر والكلاسيكي صوراً وأخاديد رملية على وجه الزمن فلا ت نوح الصحراء على أحد سوى الرياح تزمجر في صفحات المطبوع من ليل الآلام وأحلام الساهرين

 

amal_awadفقرأت الشاعرة آمال رضوان :

تتوغل خطى الكبرياء

في اختفاء الصحاري

وتذرو رمال الهواجس في عيون السراب الكفيفة

تنخسف أقمار المنى في متاهات نيسان

فلا ألوي على حلم ولا على أمل

....................

 

وقالت آمال رضوان :

حينما ينتحر الضوء قل: ربي !

لي ولأحبائي الحياة لتظللنا أرياشنا

ولم تزل تحفنا هالة مخضبة بنا أبدية التألق !

...........................

 

hyam_qabalanوقرأت الشاعرة هيام قبلان من أشعارها :

أفرش شعري سجادة

لعشق يعود من العصافير

حين ترسم وجه الصغار

على صنوبر الكرمل

وتفتش في كروم الدوالي

عن جديلة تنمو

تصير وطناً وأعلم من أين يأكل الجياع الخبز الحافي

.........................

 524-heam2

وقرأ الشاعر راشد عيسى ومحمد سمحان والشاعر مازن شديد من الأردن قصائد اتسمت بالتنوع ونالت الأمسية فاكهة التنوع الطازج حين ظللت الليلة الشعرية حوارية الألفة والانسيابية العفوية للحوار الشعري،  وتلا القراءات حوارات وتساؤلات حول الشعرية والبنية اللغوية في لحمة القصيدة النثرية والكلاسيكية وتوغل الجمهور في عمق الموضوعية حول كنه الروعة في تلبيس القصيدة الفلسطينية حق الصمود عنوة ورغماً عن أنوف الأعداء الواقفين على حدود السرقة والاعتداء، ورفرف الفينيق بأجنحة النور بالشعراء والجمهور الذواق ونالت الثقافة درجة إضافية من نقاش وحوار الفضاء الشعري بين بلدين حبيبن في الشعر والكلمة الراقية في رواق أخضر يظلل احتفالية عمان بعي د ميلادها الميمون المحلق على أجنحة المستقبل الوارف !

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1105  السبت  11/07/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم