تقارير وتحقيقات

متحف الاغتراب للتشكيل العراقي .. حلم جميل يحتاج لمن يتبناه / محسن الذهبي

...لكن العقود الاخيرة شكلت انتكاسه للواقع التشكيلي العراقي، اذ هجرت افواج من الفنانين الوطن الى المنافي ولاسباب متعدده .لتقيم في مختلف بلدان العالم وهي تعمل وتنتج وتؤسس لاساليب ورؤى مستحدثه مستفيده من الواقع الاغترابي ومساهمه بشكل فاعل في مسيرة الحركة الفنية العالمية،ولاتساع رقعة الاغتراب وكثرة الاسماء المبدعه وتقادم السنوات مما اضاع الكثير من ارشيفهم الفني وخلق فجوة غياب واضحه بين تلك الاسماء المبدعه والمتلقي في الداخل بل و حتى لدارسي الفن والمهتمين بالثقافة والفن . مما جعلنا نتساءل عن امكانية قيام متحف في الوطن يؤرخ ويؤرشف لابداع هذا الارث الكبير .

حملنا هذا التساؤل الى عدد من المثقفين والتشكيليين في الوطن وفي دول الاغتراب ورصدنا انطباعاتهم واقتراحاتهم حول اقامة متحف متخصص لابداع التشكيلي العراقي . ابتدئنا من هولندا مغترب الفنان التشكيلي العراقي ستار كاووش فقال..

المسألة برأيي هي أن المتاحف في العراق تعد على الأصابع، فهل يعقل أنه لا يوجد متحف لجواد سليم أو فائق حسن !! أو متحف يضم مختارات من الأعمال التي قدمها أهم الطلبة أثناء دراستهم في أكاديمية الفنون . فكرة جميلة وهائلة أن يقام متحف للفنانين الذين أنتجوا أعمالهم خارج العراق لتطلع عليها الأجيال الجديدة كي لا تكون هناك قطيعه، ليس هذا فقط بل يجب أن تكون هناك العشرات من المتاحف ومراكز الفنون بشكل عام . أنظر، في هولندا مثلا هذا البلد الصغير (اصغر من العراق ب 12 مرة) يوجد 900 متحف إضافة الى الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية المتخصصة، هذا وحده يعطينا تصورا عن مأساة الفن في العراق. لقد إكتسب الفنانون العراقيون الذين عاشوا سنوات طويله في الخارج خبرات جديدة ومختلفة، وتصورهم حول الفن أخذ بالإنفتاح أكثر من السابق وهذا بإمكانه أن يشكل خطوة إضافية للفن العراقي نحو إنعطافة جديدة، مثلما حدث في نيويورك في الأربعينيات حين لجأ إليها أيام الحرب العالمية الثانية مجموعة من أهم فناني أوروبا مثل شاغال وموندريان وماكس أرنست وآخرين، وأحدثوا تاثيرا هائلا في تغيير الذائقة هناك وتأسيس محطة مهمة للفن في نيويورك وبتأثيرهم ظهرت مدرسة نيويورك . حتى فان غوغ كان من المستحيل أن يحقق ما حققه في الفن دون زيارته الى باريس والعيش في أجوائها وبين فنانيها ومتاحفها .والمسألة برأيي ليست في إقامة متحف وإنتهى الموضوع، يجب أن تتغير نظرة الإنسان للفن، أن تكون الدولة قادرة على إستيعاب أن الفن أو الإبداع والثقافة بشكل عام هي أساس تطور المجتمع وهي المقياس الحقيقي للإزدهار . يجب أن نبني إنسان قادر على فهم دور الفن ويقدر ذلك بشكل حقيقي . بعد أحداث 2003 من ضمن الأشياء التي سرقت هي لوحات المتاحف . تصور بعد التسونامي الرهيب الذي ضرب اليابان، تشردت أعداد هائلة من الناس بدون مأوى أو طعام أو حتى ملابس كافية ورغم ذلك لم يظهر لص واحد، هذا التكافل الإجتماعي المثالي لو كان موجود عندنا لإزدهرت الحياة ومن ضمن إزدهار الحياة تظهر المتاحف بشكل طبيعي مثل الزهور . المتحف ليس بناية فقط وبضعة أشخاص، بل هناك ثقافة وتقاليد وتواصل مع آخر ما يحدث من مستجدات في متاحف العالم وإقامة معارض وطبع كتب وكتلوكات . البنايات موجودة والأعمال الفنية كثيرة ومتنوعة والفنانون أيضا، لكن كيف نصنع من هذه العجينة خبزا لذيذا ؟ هذا هو السؤال؟؟؟.

 

وناقشنا الموضوع مع الفنانه فريال الاعظمي المقيمه في البحرين فقالت :

لنفرض ان هذا المشروع حلمآ، ومشروع بهذا المستوى يحتاچ الى تنظيم يبدآ بتكوين لجنة تآسيسيه تآخذ على عاتقها تطوير الفكره، من فكره الى مشروع، واللجنة تتكون من اشخاص لهم الرغبه في التطوير مع القدره على التحمل والسفر واللجنة التآسيسيه تقوم بوضع الاطار القانوني لعملها- كمؤسسة خيريه – ذات اهداف اجتماعيه ثقافيه فنيه، ويحدد مكان تواجدها وتسجيلها بشرط في مكان ذو سمعة عاليه كبريطانيا حيث تخضع اعمال اللجنه للمراقبه الرسميه يشمل الاطار القانوني والاهداف المرسومه . بذلك نكون قد اعددنا مؤسسه معروفه محترمه من اشخاص معروفين مسجلة رسميآ، تقوم بجمع الاموال والتبرعات من شتى انحاء العالم من خلال اقامه حفلات وعشوات ومحاضرات ومزادات وغير ذلك من النشاطات الخيريه.خلال هذا الوقت نبدأ بالمكان والموقع، وياحبذا لو كان بيت آثري قديم من فترة الثلاثينات والمطلة على دجله والمحصوره بين الاعظميه والچادريه نقوم بترميم هذا القصر على الطريقه الحديثه .

او ليكن في مدينة البصرة مثلا حيث الاعمار هناك بدآ يزدهر حاليآ وفي تطور هناك اذ يمكن بالتعاون مع مستشارين من المتحف البريطاني في لندن، حيث يتم تمويل المتاحف بواسطه مؤسسات اجنبيه وتبرعات جهات خارجيه واعتقد ان تخصيص احد قصور صدام والمطله على شط العرب في البصره مكان مناسب لذلك.

الدكتور الفنان صبيح كلش والمغترب من سنوات في سلطنة عمان قال :...انها مبادرة رائعة وانا أول المتبرعين باكثر من عمل لمثل هذا المشروع الحضاري واتمنى من القائمين في وزارة الثقافة الأخذ بهذا المشروع، وأقترح أن يدعى الى اقامة معرض خاص بأقرب وقت للفن المغترب العراقي، وتقبل فقط الأعمال المهداة و لوزارة الثقافه ان تمهد لذلك بدعوة المشاركين لبغداد من يريد أن يحضر منهم وتشكل لجنة من الفنانيين والمتخصصين من الداخل والخارج لتنظيم هذه التظاهرة.

فيما اجابت الفنانه (سوسن سلمان) والمقيمة قي الدنمارك بان :

الاقتراح باقامة متحف للفن العراقي في المهجر هو اقتراح في غاية الاهمية وهذا المقترح يرفع لوزارة الثقافة لانه من صلب اختصاصها ونخشى اذا ترك للمبادرات الفردية ان يموت ولايجد التمويل الكافي لانشاءه ويمكن للمتحف في حالة قيامه ان يوجد معارض فنية في اكثر من بقعة في العالم تكون الرئيسية في لندن او باريس واخرى في احدى الدول العربية وثالثة في دولة اسيوية ورابعة في شمال افريقيا وهكذا نؤيد المقترح وبقوة وقد اتصلت بالامين العام لجمعية الفنانيين العراقيين في بغداد وتكلمت مع الدكتور حسام وأيد المقترح وقال انا معكم لكن اشار الى نقطة مهمة بان الوقت الحالي لا يجدي بذلك لان المقيمين على وزارة الثقافة ليسوا بمستوى طموحنا ومع ذلك انا معكم لاي نشاط ومقترح تقومون به ..وأكدت بالقول :- انا عن نفسي وعن والدي الفنان الرائد عبد الجبار سلمان مستعدان لاي خدمة اسديها لهذا المشروع الكبير والمهم وعن الادارة فاقترح تكون من الداخل ومن الخارج ايضا مثلا من الخارج من لندن على سبيل المثال كحلقة وصل وننشر المقترح بعد استحصال الموافقات ..

اما الدكتور الفنان وليد شيت والاستاذ في كلية الفنون الجميلة ببغداد فكان متشائم من النتائج بشكل ملفت رغم اعترافه باهمية الفكرة، فقد قال :

...ياأخي الفكرة وغيرها من الأفكار كثيرة... وفي رأسي ماهو أشمل ومهم جدا خاصة للفن التشكيلي العراقي الذي يستحق كل الخير والأعتزاز وعلى مستوى عالمي... لكن أسمح لي أن أقول عرب (نحن) وبن وطنبورة ( من هو في موقع المسؤولية) وين ... لقد أبتلي العراق بكوارث بدل من كارثة.. لقد سرق وبيع... للأسف الشديد... واننا لمغلوبون على أمرنا شئنا أم أبينا...

أما الناقد والفنان (قاسم العزاوي) سكرتير تحرير مجلة تشكيل العراقية فهو يرى : ان واحدة من اولى الاسباب التي تضغط على المبدعين بكل تمفصلاتهم الثقافية من ادب وفن وفلسفة واجتماع .هي:كم الافواه ومصادرة الحريات وتكبيل المنجز الثقافي بقيود ومقاسات محددة ....لهذه الاسباب ولغيرها هاجر الكثير من المشتغلين في الحقل الثقافي ومنهم من اشتغل بالفن التشكيلي من رسم ونحت وخزف .... وتوزعوا في بلاد الله الو اسعة وتوزعت اعمالهم هي الاخرى في هذه البلدان....وجربوا العديد من الاساليب والرؤى الفنيه بما يتساوق مع القفزات السريعة والمتنامية للفن التشيكيلي . ولكن هل احتفظوا هؤلاء الفنانين بمنجزهم البصري و بالتالي سوف يوثق ويؤرخ تاريخهم الفني ليكون مصدرا يفيد الدارسين.. لهذا كان لزاما على المؤسسات الثقافية الرسمية في بلدان الفنانين الذين هاجروا ان يقام لهم امكنة تجمع منجزهم ويحافظ عليه من الضياع والتلف والتبعثر ..وليطلق عليه اسم متحف الاغتراب او عش الغراب..!المهم هو ان يكون متحف يلم به التحف الفنية للفنانين المغتربين..

وحين سالنا الدكتوره (عالية التميمي) المقيمة في اميركا – فرجينيا قالت : الموضوع المطروح راقٍ ويستحق التوقف عنده...واتخاذ ما يلزم بشانه...لو كانت هناك نيات صادقة لدى المسؤولين..وانا اشك في ذلك وللاسف...لان هؤلاء حتى لا يقدروا ما هو الفن...بل هم ضد كل ما هو جميل ومفعم بالحياة والحب...ولكن يبقى الامل في جهود الخيرين من ابناء هذا الوطن ... وعلى فناني الداخل السعي لتحقيق هذا الهدف...وخلق اجواء التفاعل الروحي والمادي بين الفنا ن المغترب وزميله في الداخل...كي لا تبقى الفجوة شاسعة بين الاثنين..نحن مع هذا المشروع وبكل قوة..

ومن بغداد سالنا الشاعر (مهدي القريشي) عن جدوى هذا المقترح فقال : - هي دعوة صادقة ربما تحرك المياه الراكده في وسطنا التشكيلي والثقافي العراقي عموما وتخلق اجواء من التفاعل بين المنتج المبدع ان كان اديب او فنان وبين المتلقي العراقي ومثل هذه المتاحف هي وعاء للاضاءه وخلق وعي جمالي نحن بامس الحاجه اليه في وقتنا الحالي ان كنا نريد ان نبني أنسان متنور .واتمنى ان يكون ذلك ذلك باختيار احد قصور صدام المقبور ردا للجميل لاؤلئك الذي شردهم النظام من مبدعينا .

ومن هولندا سألنا الفنان التشكيلي (فاضل نعمة) فاجاب بالقول :- اذا كان الامر يعنيني؟ فاعتقد انه اقتراح جيد ,ولكننا نعرف ظروف البلد الان وهناك حساسيه واضحة تجاه ثقافة (الخارج والداخل)مع الاسف ونعرف من اوجدها؟ اعتقد علينا ان نثقف ونهيء لفكرة الفن في الخارج اولا ,نحن هنا ايضا نعاني من الكثير من سياسة الاختلاف ؟رغم انه شيء طبيعي على مااعتقد لهذا نحتاج الى من يجمعنا, منظمة او جمعية لمحترفي الفن فقط والمتفرغين له, ننظم لانفسنا معرضا مهما في مكان مهم في بلد من بلدان الشتات التي نعيش , بعدها نفكر ممكن ان نعمل معرضا جماعيا للفن العراقي من فناني الداخل والخارج ؟؟ وهناك الكثير من المتاحف في اوربا ترغب بذلك, حسب علمي, من هذا ننطلق لفكرتك التي ارى انها رائعه ومهمة ,ونكون نحن وزملاءنا في الوطن من يقترح مكان المتحف ونظامه الداخلي وطريقة وشروط العرض فيه .

 وحين سالنا الاديبة والشاعرة العراقية دلال جويعد المغتربه في بريطانيا فاجابت : - ...اعتقد ان فكرة وجود متحف لفن الاغتراب العراقي مهمة جدا لتسليط الضوء على التجربة العراقية الفنية في الشتات....فعلى مدى عدة عقود كان الهروب من جحيم الوطن أمرا واقعا لعدد كبير من العراقيين خاصة شرائح المثقفين والادباء والفنانين والعلماء. وفي مجال الفن نجد أن اسماء فنية مهمة بدأت صياغة تجربتها بطريقة جديدة نتيجة التلاقح الثقافي مع البلدان التي احتضنتهم مع بقاء البصمة العراقية الواضحة ما يعني وجود عدة خطوط واساليب تشكيلية عراقية تتنوع بتنوع الثفافات المختلفة التي تفاعل معها الفنانون...والسؤال الذي يبدو ملحا أمام تلك الفكرة هو إلى اي مدى يمكن أن تدخل الفكرة حيز التنفيذ ويمكن أن نجدها حية على ارض الواقع، إذ أن تنفيذها وفق رؤية واضحة واهداف محددة وحيادية مطلقة يمكن أن يجعل منها انجازا مهما في توثيق الحركة الفنية في العراق وتسليط الضوء عليها والحفاظ على الاعمال الفنية واسماء اصحابها من الاندثار والنسيان في زحمة الأوضاع المتقلبة في تاريخ العراق الحديث .

الفنانه العراقية المعروفه (عفيفة لعيبي) والمقيمة في لندن ايضا ...قالت : انها فكرة تشغل بالي من فترة طويلة لكنها تحتاج الى تفرغ وقدرة مالية وهذا ما ينقص معظمنا ولكني شخصيا اجدها فكرة يجب ان تتحقق لأن لدينا في كل دول العالم تقريبا وفي اوربا بالذات الكثير من الفنانين المبدعين والذي يجب ان توثق اعمالهم وحياتهم وان نحتفظ بانتاجهم لأنه يمثل نقطة الضوء الاوسع سطوعا في مجمل الحركة التشكيلية العراقية.

 ومن بغداد ومن رحم الفن كلية الفنون الجميلة سالنا الاستاذ الدكتور بلاسم محمد عن رأيه بهذا المقترح فأجاب : -.... ليس في الامر تقسيما لمغترب ام حاضر .نحن لم نؤرشف تاريخنا باجمعه .وكذلك المكان اعتقد انه ليس مشكلة عندنا متاحف كثيرة كمركز الفنون مثلا .المشكلة في الانسان .وفي ادارة عملية معاصرة .وفي التوثيق والرعاية والمتابعة .تصور ممكن لعدد محدود وبجهد بسيط لملمة كل هذا الشتات الفني؟ ...ان يكون ارشيفا احصائيا اولا وتبدا حملة الاستدعاء.

ان الامكنه الخاوية التي نمتلكها هي موجودة بالفعل لكنها تستعير سياق التخلف والامية الادارية وعدم الدراية فيما وصل اليه العالم في الاتصال والمثاقفة،الامر الاهم هو ان نؤسس لثقافة التاريخ والتلقي والسؤال من يسمع وما هي الوسائط.؟؟

مرة اجرينا اعادة تقييم للانتاج الفني للطلبة منذ تأسيس كلية الفنون وقبلها معهد الفنون الى الان ...وكان السؤال اين انتاج هاتين المؤسستين التين خرج منهما اجيال من الفنانين كان الامر الواقع يشير الى اننا لانمتلك شيئا،نعمل بطريقة قروية وتحت مفاهيم سياحية في الادارة .اعتقد ان المجال الفني ومجاوراته وسياقه بحاجة الى اهتزاز بنيوي ليس على مستوى الادارة وحسب بل على مستوى القدرة على بناء ثقافة الفن نفسه واعادة النظر بالمجال العام وفي كيفية اعادة انتاج لمجاورات الفن نفسه .تلك بعض المشكلات التي جعلت من الفنانين يبنون انفسهم فرادا،ويغادرون المنطقة التي وجدوا فيها فالفنان بالتالي انسان يريد ان يجد مأوى فني وحياتي لايكفي بعد عمل اقتراحات من جانبنا في القيام بمظاهرة لاتتوفر لها عوامل الديمومة .لنأخذ مثلا قاعات العرض المنتشرة في بغداد،انها تتوفر على اكثر من ثلاثين قاعة عرض ..الامكنة ثابتة لكنها بلا رواد ؟ مافائدة المتاحف اذن ؟ واذا كان ممكنا تنظيم عوامل الجذب فلا بد من توفير ثقافة جديدة للتلقي والاقتناء وقبلها استدعاء الفن نفسه الذي غاب خلف الواجهات الاكثر عدة وعدد كالسياسة ونهب المال العام وهنا علينا الخشية ليس من هجرة الفنانين ولكن من هجرة الفن والى الابد.

 

فيما اجاب الدكتور رعد كوران عميد كلية الاداب \جامعة واسط عن تساؤلاتناا بالقول :- ... يبدو لي ان التأسيس يجب أن ينطلق من الجامعات للتعريف بهذا الفن أكاديمياً لأننا نعلم ان المعرض الدائم في بغداد مثلا يزوره عدد من المهتمين ولن يتمكن اغلب ابناء العراق من زيارته بسبب الكثير من المعيقات، ولو تبنت جامعاتنا ال 19 هذا المقترح لوصلت الفكرة الى شريحة مهمة في مجتمعنا ونحن في الكوت (جامعة واسط) مدينة رائد التشكيل العراقي الواسطي مستعدون لاستضافة معارض من هذا النوع مع التعريف بالفنانين المغتربين وليكن هذا من باب التجريب وجس النبض لكي نفكر بجد بدعم هذا المشروع..

                                                                                             

ومن البصرة الفيحاء استطلعنا رأي الناقد التشكيلي والفنان البصري خالد خضير الصالحي فقال..

المتاحف والمكتبات الوطنية والسجلات والمدونات على اختلاف انواعها هي ذاكرة البلد التي تحفظ تراثه الفكري والابداعي ولقد اقترحنا منذ سنوات ان يتركز عمل وزارة الثقافة العراقية على هذه الفعاليات وتترك المهمات الثقافية ذات البعد التقني تتركه للمختصين من المثقفين عبر مجلس اعلى مستقل يمول من المال العام ولا يتبع السلطة التنفيذية .. وان الفكرة تستحق المناقشة عبر وسائل الاعلام وعبر المنظمات الثقافية العراقية.

اما الفنانه الكردية (ايفين امين كا كائي) والتي تقيم في بلجيكا فاجابت :-

اقترح ان تقوم الدوله بشراء لوحه او أكثرمن كل فنان مغترب وتعمل كتلوك شامل لكل اللوحات خاص بالمتحف وتستطرد لقد جربنا هذا الموضوع مع حكومه اقليم كردستان ولكن واجهتنا مشاكل مثل ضياع اللوحات . و لم يكتمل الموضوع، احببت ان اشير الى ان فنانين اجانب فرنسيين مثلا تبرعوا بلوحاتهم واختفت اعمالهم وهم الان يطالبون بها المشكله في العراق يجب ان يكون هناك شخص موثوق او هيئه من الفنانيين المغتربين ويعطى لهاالدعم والحمايه والمسانده من قبل الدولة.

واخيرا نقول هل ستعي الجهات المعنية أهمية تلك الصروح الثقافية في بناء الانسان العراقي الجديد الذي نحلم بان يكون مهتم بالجمال والثقافه وهذا مجرد تساؤل نتمنى من الجهات ذات العلاقه الاجابه عليه .كما هي دعوة لكل المثقفين للادلاء بمقترحاتهم واغناء الموضوع وليكن هذا المشروع على خطة وزارة الثقافة للاحتفاء ببغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 بشقيها الاستثماري المتعلق بالبنية التحتية الثقافية والشق الثقافي الخاص بالانشطة والبرامج والفعاليات.

 

 محسن الذهبي

ناقد تشكيلي عراقي مقيم في المملكة المتحدة 

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2025 الخميس 09 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم