تقارير وتحقيقات

الفنان والمخرج السينمائي هادي ماهود وامسيتة الثقافية في ملبورن

salam alsamawiالماهود حزن واصرار وصلابة وماساة المثقف العراقي

ضمن الأنشطة الثقافية والادبية والاجتماعية المختلفة التي تقوم بها مؤسسة الحوار الانساني في استراليا، واستغلالا منها لفرصة تواجده في ملبورن اقامت ليلة الخميس 29-7-2015 في الساعة السابعة مساءا، امسية ثقافية وفنية للمخرج السينمائي العراقي المعروف الفنان هادي ماهود وكانت بحق من اللقاءات الثقافية المتميزة بكل ملحقاتها من تحضيروتوجيه الدعوات وتجهيز القاعة والاجهزة الصوتية ووسائل العرض التلفزيوني حضرت فيه نخبة من الفنانين التشكليين والمسرحيين والادباء والشعراء والمثقفين وعدد من رؤساء واعضاء مؤسسات شبابية وفنية واجتماعية بالاضافة الى فئات مجتمعية اخرى كان حضورها مميزا داخل القاعة وتابعت الأمسية بشغف كبير، استهل فيها الاخ كامل الكاظمي رئيس مؤسسة الحوار الانساني في استراليا بكلمة الافتتاح رحب بها اولا بالحضورمقدما شكره وامتنانه لتلبيتهم الدعوة ومشيرا من خلالها الى ان هذه الامسية تعتبرمن الامسيات التي قل نظيرها في ملبورن مؤكدا على اهمية الهوية الثقافية والفنية الوطنية العراقية واننا شعب يحب الحياه فلدينا قصص تاريخية من الفن والعشق للأرض والوطن رغم مايعانيه من اهمال نتيجة الانتهاجات الغيرمسؤولة التي تنتهجها الدوائر الحكومية العراقية مما كان لها الاثر الكبير في اهمال للفن والثقافة العراقية ونخبها ومثالا على ذلك الفنان والمخرج السينمائي هادي ماهود،   ثم قدم شرحا موجزاعن سيرته الذاتية واعماله الفنية، بعدها ترك المنصة مقدما الفنان هادي ماهود لينوب عنه بالحديث عن اهم اعماله والمشاكل التي اعترضته، وعبر ماهود من خلال كلمته عن بالغ سروره وسعادته للحفاوة والتكريم من لدن رئيس مؤسسة الحوار والسادة الحضور والملفت للنظر ان الفنان هادي ماهود حينما كان يطرح معاناته وظلامته وبقية الفنانين وشريحة المثقفين ومختلف شرائح المجتمع في وطنه العراقي نتيجة الاهمال والامبالاة من قبل الساسة، كان يتكلم بنبرة حزينة ومؤثرة في النفوس، وكان من ضمن ماقال وتحدث به هو ان معاناته تكمن في الانتاج والاخراج لسبب عدم احتضان الساسة الجدد للثقافة والمثقفين بينما يشجعون من كان يمجد النظام السابق من الفنانين وسهولة حصولهم على اموال من الخزينة العراقية لانتاج برامج هابطة لاتمس للواقع الثقافي والفني وغير عابئة بالحالة المعيشية للفرد العراقي بسهولة ويسر، وهنا قدم ماهود زميل دراسته الفنان المسرحي المغترب السيد اياد فتحدث عن شهادتة حول نضال ماهود السياسي في العهد السابق ولم يتوقف حتى وقتنا الحالي بسبب عشقه للفن والسينما، ثم تم عرض فلم يمثل نبذة مختصرة عن مجموعة من اعماله الفنية والسينمائية استمرت لمدة 20 دقيقة ليفسح المجال بعده للسادة الحضور لطرح اسالتهم ونقاشاتهم التي تميزت بالشفافية وحبهم للفن والفنان العراقي، ومن جملة الاسالة الموجهة كان من الدكتور مهدي الزيني حول الفرق بين السينما العراقية والعالمية؟ اجاب ماهود الاسباب عديدة منها انهيار القطاع الخاص الفني واستحواذ الدولة فأممت السينما العراقية واخذت تمجد النظام السابق لذلك قل الانتاج، اما الافلام والاعمال الناجحة التي تشاهدونها فهي نتاج الشباب وهم الفائزون الان دون تدخل الحكومة والجهات الحكومية ويتم عرض كل اعمالهم الفنية والثقافية في الخارج وبمساعدة بعضهم البعض لمعرفتهم بالتطورالحاصل في الكومبيوتروالتقنية الفنية . اما في الداخل فخير دليل على ذلك كل المهرجانات السينمائية والمسرحية التي تقام تعتمد على طاقاتهم وامكاناتهم المادية المحدودة دون تدخل الحكومة الحالية والمجالس المحلية.

791-salam

اما السؤال الثاني فكان حول الفرق بين الفن الايراني الناجح ودعمه بالرغم من ان غالبية الحكام فئة اسلامية من المعممين، والعراق غير معممين؟

فكان جوابه: المعمم عنده شعور ايراني يهمه النهضة الايرانية وابرازها للعالم بافضل صورة لانهم يفهمون الدين ينمي الفن والفنانين اما العراقيين عندهم نوع من عدم الاعتزاز بعراقيته وصراع طائفي لذلك ولد عدم الاعتناء بالفن والفنانين .

وسؤال اخر: هل وجد الفنان هادي ماهود نفسه كفنان عراقي؟

الجواب: نعم انا محارب واحارب في كل مكان كي اضع بصمة خاصة بي كفنان عراقي، السينما العراقية مسيسة سابقا وساحاول مااستطعت ان اضعها في مسارها الفني الصحيح ومعي الكثير من الفنانين والمثقفين سواء في الداخل اوالخارج باعتباران السينما والفن العراقي ارث لابد ان يكون واضحا للعيان وياخذ مكانه عالميا .

وتم توجيه السؤالي التالي : ماهي الرسالة التي تود ايصالها للمشاهد العربي والعالمي؟

الجواب : كل اعمالي الفنية لم افكر يوما ان اكون انانيا في طرح نفسي ولم تكن لدي اهداف شخصية، انما هدفي الوحيد هو ايصال الفن العراقي بابهى صوره الى العالمين العربي والعالمي من خلال سعيي للحضور والمشاركة باكبر عدد ممكن منها .

اما مندوب صحيفة بانوراما، كان له السؤال التالي في هذه الامسية قائلا: كل الافلام والاعمال التي تم انتاجها كانت تحتاج الى اموال طائلة وحسب ماسمعنا من خلال ماتفضلتم به الان انكم لم تتلقوا اية مساعدة من الجهات الحكومية العراقية او غيرها داخل العراق، فمن اين يتم صرف الاموال سواء للممثلين اوكادرالانتاج والتصوير والمعدات والنقل والامور الانتاجية الاخرى، هذا اولا ثانيا كيف تتعامل مع الجهات المسؤولة في بقية دول العالم ومن ثم اقناعها بتصدير اعمالكم الفنية اليها وعرضها في مهرجاناتهم المختلفة؟

الجواب : حقيقة هذا سؤال يؤلمني الاجابة عليه لانه يحمل في طياته الكثير من الالام والاوجاع حين الاجابة عليه ولاادري من اين ابدء وكيف انتهي؟ ولكن دعني اتخلى عن كل هذه الاشياء واجيبك باختصار، هو انني اعتمد على بعض المساعدات من مهرجانات غير عراقية وارجو الانتباه لجملة (غير العراقية) وهذا سبب وجعي حين اتكلم عن معاناتنا في العراق ولازلت مدان بالاموال لبعض الشخصيات الفنية الذين عملوا معي، اما في كيفية التعامل مع بقية الدول الاخرى، فانا قلت انني احارب في كل الجهات حتى اصل الى نتائج مرضية .

791-salam2

اما الشاعر الاستاذ احمد راضي حين استماعه لحديث واجوبة الفنان والمخرج السينمائي هادي ماهود، فقد قال :

وانا استمع للنبرة الحزينة في كلمات المخرج السينمائي هادي الماهود اثناء الامسية الاحتفائية التي اقامتها مؤسسة الحوار الانساني في استراليا

رايت الحزن يبرق برقا من عيون الماهود على ظلامته في وطنه

ورايت اصراره وصلابته وحجم العراق في قلبه ومقدار الحب العظيم الذي يتملك فؤاده

ماساة الماهود هي ماساة المثقف والفنان والمبدع في بلاد زرياب وابي نؤاس والف ليلة وليلة

ظُلامات الماهود نسخ متكررة لاتمر عبر مشاعر (جمع مشعر) الجهلاء الذين لايمتلكون مشعرا يتحسس الابداع ولاذوقا يستعذب الفن ولااذنا تسمع وتستمع الى الشعر والخيال والادب

احزان الماهود ايقظتني في الرابعة صباحا اليوم فلم اقدر ان انام الى شروق الشمس

كنت اتامل في كلمة قالها الشاعر الشعبي جبار الاريحي ليلة الاحتفاء بالماهود في مؤسسة الحوار الإنساني‘ قال بعد ان استمع الى عذابات الماهود: هذا الرجل من شعب يستانس بالاذية (ابوذيه ابو اذية). فكتبت له انا هذه الابوذية صباحا

انا بطبعي العنادة وحيل ماهود

كمشني الحزن من المهد ماهَد

ترجيته يهيد وكال ماهود

لچن من انتلاوه يطخ اليه

وقد نشر كلماته هذه في صفحته الخاصة في الموقع الاجتماعي الفيس بوك .

وفي نهاية اللقاء والامسية الثقافية الرائعة عبر الفنان ماهود عن امتنانه وتقديره للمؤسسة ورئيسها وكل من حضر الامسية ، كما تقدم السادة الحضوربالثناء والشكر له ولصراحته وادارته الامسية بنجاح متمنين له دوام الموفقية والاستمرار بعمله لاجل فن وثقافة عراقية متميزة كما عبروا عن ارتياحهم لما لمسوه من حسن الضيافة وتهيئة الاجواء للاستمتاع بهذه الامسية الثقافية ....

 

سلام البهية السماوي – ملبورن

في المثقف اليوم