تقارير وتحقيقات

عمان تحتفي مجدداً بالشاعر العراقي د. سعد ياسين يوسف

1377  سعد ياسين يوسف 1من على جبل الحسين ....

للعام الثالث على التوالي يحتفى بيت الثقافة والفنون الأردني بالشاعر د. سعد ياسين يوسف في جلسة قراءات شعرية ونقدية تناولت منجزه الإبداعي .

وقدم الدكتور حسين بطوش أستاذ اللغة والنقد الأدبي المحاضر في الجامعة الأردنية قراءة نقدية تناولت المنجز الشعري للشاعر سعد ياسين يوسف أستهل بها بها قراءتة النقدية:

" لقد لمست ُالشعر والشعرية كاملة بجلِّ عناصرها من رمز،وإيحاء، وتكثيف، وصورٍ شعرية معمقة، إضافة إلى ما هو الأهم وهو البعد عن التقريرية" ، واصفا شعره بأنه جمال حقيقي يتجسد في الصور وحسنها وبسلاسة في التركيب والانسياب في المعنى إلى جانب التعقيد، وهذا يُحسب لشاعرنا لا عليه، بل يؤكد قدرته الفائقة على مسك زمام الشعر؛ قصيدة النثر بكل فاعلية واقتدار . وأضاف:

" يُخطّيء مَن عالج فصل النتاج الأدبي عن أصله في حياة الشاعر، فقد تفرّد شاعرنا ببراعته وإلهامه ودقته في التصوير، فضلاً عن جرأته إلى جانب خياله الخلّاق الذي لا يخفى عليكم إذا ما التفتنا إلى الاستغلال الجيد لمثل هذه الصور الحية التي جاءت ترجمتها كلماتٍ دالَّةً بصورها الذهنية من حيث دلالتها على ما هو خارج الذهن، تعصف بنا في ظلّ ما تُقرّب لنا المعنى وتحمل الإحساس.

وأكد أن الشاعر سعد ياسين يوسف حوّل مستوى اللغة العادي إلى مستوى مجازي، تشكّل لديه بطرق مختلفة، وفق ما وصلت إليه خبرته التكنيكية والجمالية بهذه الحركة الشعريّة المتجددة التي تركت بصمة حية فريدة، بل هوية تتجذر بجنس مغاير للتقليد والاتباع، كما في مؤدى التجديد لحركة أدبية نهضوية، يجري فيها نشاط، يُعزز به الإنتاج الأدبي ويتنوَّع في أدبنا العربي الأصيل.

1377  سعد ياسين يوسف 2قرأ بعدها الشاعر عددا من نصوصه الشعرية وسط إصغاء الجمهور والتي تناولت موضوعاتها هموم الإنسان العربي في مواجة الخراب الذي يعيشه وضياع حقوقة في الأرض والحياة، مثلما تناولت فلسفته في الحبّ ورغبة الإنسان في الإمساك باللحظات الوجودية التي يكتشف فيها ذاته وكينونته.

وكان الأستاذ خميس سليمان أبو سمور الذي أدار الجلسة قد قدم لها قائلا: من دواعي سرورنا أن تحتضن عمان في واحدةٍ من أهم الأماسي الثقافية الشعر المتميز والنقد الرؤيوي الكاشف لجماليات الإبداع الراقي ونحن نلتقي الشاعر العربي من العراق الشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف الذي جمع بين الإبداع المنهجي الأكاديمي والأبداع التأملي المتعلق بالشعر المتألق لغة وصورة وفكر .

وأضاف أن علاقة سعد ياسين يوسف بالأشجار ليست مجرد علاقة بين شاعر ٍ ورمز وأنما علاقة كينونة علاقة وجود وتماهٍ وحلول وفي يقينه أنَّ الشجرة كائن حيّ وكائن شعري يتمثل الشعر فيه تمثلا وجوديا، وهو إذ يسمي الأشجار التي طالما ألفها وعاش معها واستظل بها إنما يجعلها كائنات حيّة من كلمات ودم ونبض، إنه يكتبها أكثرمما يكتب عنها يكتب ذاته متجلية في عناصرها ليرنو نحو نافذة الوجود.

 

عمان / المثقف

 

في المثقف اليوم