تقارير وتحقيقات

اختتام الدورة السادسة لمهرجان وجدة الدولي لفيلم الهواة

الفيلم العراقي "هناك أجمل"  يحصد الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة أفضل مُخرج

انتهت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان وجدة الدولي لفيلم الهواة التي استمرت للفترة من 23 ولغاية 27 ديسمبر 2020. وقد ضمّت المسابقة الرسمية 12 فيلمًا قصيرًا. تألفت لجنة التحكيم من خمسة أعضاء من العاملين في الوسط السينمائي والنقدي والتوثيقي وهم: المغربي عبد الإله زبراط رئيسًا للجنة، وعضوية الممثل الفلسطيني حسين نخلة، والناقد العراقي نديم العبدالله، المقيم في المملكة المتحدة، ومدير الكاستينغ المغربي سعيد منيولي، والإعلامية الجزائرية وردة زرقين. وقد ارتأت لجنة التحكيم التي شاهدت الأفلام المتنافسة كلها أن تنوّه بفيلمين وهما: "بأيدينا" من الجزائر، والثاني هو فيلم "القفص" من المغرب الذي خصّت فيه الطفلين الواعدين ندى حيّون وأيوب العلمي وذلك لأدائهما الجيّد في هذا الفيلمالذي أنجزته المخرجة المغربية فاطمة زيطان.

2119 مهرجان وجدة 1

جائزة التصوير

أُسنِدت جائزة التصوير إلى المُصورَين محمود سلامة وعامر أبو حسين  عن فيلم "توشيرت أرض الجذب" ورغم نبرته الوثائقية التي تحمل بين طياتها تلك اللمسة السياحية والمعرفية الترويجية إلا أن جمالية التصوير، وزوايا الكاميرا، ووضوح المَشاهد، ورؤية المُصورَين أعطت مصداقية للحجر والبشر في هذا الفيلم الذي يأسر الألباب.

جائزة السيناريو

مَنحت اللجنة جائزة السيناريو إلى حسن معناني عن فكرة فلم  "كوكو كوكو" من المغرب. يتصف هذا الفيلم ببساطة الفكرة وصدقها، وتسامي بُعدها الفلسفي العميق الذي يتمثّل بمصير الإنسان ودوره،  وأوان نهايته على هذه الأرض عبر نموذج الدجاجة ذات الرقبة الزرقاء، ونظرات عينيها الزائغتين بانتظار  مصيرها القادم مع خطوات الجزار التي تقترب منها كل يوم.

2119 مهرجان وجدة 3

جائزة أفضل ممثلة

خطفت المملثلة التونسية زينب هنشيري جائزة أفضل ممثلة  عن دورها في فيلم "توقيع" للمخرجة التونسية سيرين رحومي. وقد نجحت هنشيري عبر أدائها وتقاطيع الألم المرتسمة على وجهها في أن تجسّد تلك الصرخة التي تعتمر في قلوب أجيال عديدة من شباب تونس والمنطقة العربية مما يعانوه بسبب الإجراءات البيروقراطية في بحثهم عن حياة أفضل ومسعاهم للحصول على العمل أو الترقية الوظيفية ،وكيف يمكن لتوقيع أحدهم أن يحوّل حياتك إلى جحيم يومي لا يُطاق؟

جائزة أفضل ممثل

أمّا جائزة أفضل ممثل أو "جائزة التشخيص" فقد ذهبت إلى الممثل المغربي أحمد أشكار عن فيلم "تباين"، وقد نجح أشكار منذ اللحظات الأولى  في أن يحرّر المُشاهد من لعب دور المراقب لادائه  التمثيلي، بل تمكّن الممثل بادائه العفوي أن يصحبنا برفقته عبر رحلته التصويرية وكاميرته التي يحملها معه وهو يلتقط تلك الصور للوجوه الإنسانية العديدة محاولاً، ومحاولين معه، أن نعرف ما تتركه تلك العدسة من أثر في حياة ووجوه الآخرين. باختصار شديد، أن تكون ممثلاً جيدًا يعني أن تكون صادقًا وتجعلني رفيق رحلتك.

2119 مهرجان وجدة 2

جائزة المهرجان الكُبرى

فيما أُسنِدت جائزة أفضل مخرج للعراقي حسنين الهاني عن فيلم "هناك أجمل" وهو الفيلم نفسه الذي فاز فاز بجائزة أفضل فيلم، وهي الجائزة الكبرى في المهرجان. يُصنّف هذا الفيلم بالتحريك أو " الأنيميشن"   وهو باكورة أعماله الفنية لهذا النوع من الأفلام، وقد أجمعَ أعضاء لجنة التحكيم على أن هذا الفيلم يمثل وثيقة سينمائية راقية تتجاوز بمراحل أفلام الهواة  وتقترب من كونها وثيقة سينمائية احترافية بامتياز، وقدّم من خلالها المخرج حسنين الهاني، ومعه طاقمه الفني، حبكة سينمائية متقنة انتقلت بالمُشاهِد من المحلي إلى الكوني، وحلّقت بأفكار المتلقي نحو فضاءات شاهقة، ولامستْ أسئلة الحياة والموت، ومعنى أن نحيا بسلام على هذه الارض بعيدًا عن القتل الوحشي ، والموت المرعب وتداعياتهما المخيفة. ولعل هذا الفيلم الذي تمّت صناعته في وقت الحجر الصحي الذي سبّبه وباء كورونا هو استجابة فنية وإنسانية  لإحساس المبدع بضرورة طرح الأسئلة الكبرى التي تداهم البشرية في هذه الظروف العصيبة التي تؤرقنا جميعًا.

 

نديم العبدالله

 

في المثقف اليوم