تقارير وتحقيقات

فسحة مختلفة مع الفسيفساء في شغف فني وجمالي

الفن .. هذا الذهاب عميقا بحثا وتمحيصا وتأملا بما يستجيب للممكن الجمالي نهجا وتخيرا حيث المجال للقول بالحواس تبتكر ألوانها الملائمة وأساليبها في كثير من الشعرية.. شعرية الحال والأحوال ..

ثمة ما يشبه القلق حيث القلق ذاك العناد البعيد الموصل الى دهشة في الأقاصي.. ثمة نظر تجاه العميق والكامن في الذات من جليل الأسئلة حتى تبرأ النفس من أدرانها وهي تعارك الريح بفخار نادر.. ثمة هيام وبهاء.. و امرأة بابتسامتها تضيء كل الجهات.. الفن نور يسعى في الأمكنة والأرجاء يعلي من شؤون المتعة في الحواس وهي تتقصد فكرة تجميل العناصر والتفاصيل والأشياء ..

هكذا هي لغة الفن ونحن نمضي في دروبه الشتى نشدانا لما به تسعد الذات وهي تثيم في أكوانها بروح طفل وشموخ فراشة وبهاء نسيم عابر ذات مساءات صيف.. ها اننا نصل الى متاهات الفن التشكيلي الجميلة والصعبة وهي تعيدنا الى الكينونة حيث العبارة يانعة والفكرة جمال واللعبة باذخة .. كل ذلك في حيز من ألق التشكيل ومغامراته الرحبة..

هي فنانة تشكيلية تخيرت نهجها الجمالي في عوالم الفسيفساء الشاسعة بأسلةبها وفكرتها وطفولتها المتحدثة فيها لتأخذنا الى معرضها المميز الحاضن أعمالها الفنية وفق منحاها الجمالي المخصوص.

هو معرض الفنانة التشكيلية هناء كريشان في الفسيفساء بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس بادارة الدكتور الفنان فاتح بن عامر والذي كان افتتاحه يوم الجمعة المنقضي وذلك وفق عنوان متخير هو " Contexture/Contextile".

ان جولة متأنية بين الأعمال الفنية المعروضة للفنانة هناء كريشان تأخذنا الى عوالم من الجمال حيث الدقة واللعب بتقنيات الموزاييك وفق جماليات النسيج في ضروب من التناسق والتلاؤم فكأننا في سفر بابعاد متعددة في ما يشبه مناخات الرقمنة والزخرف المرقمن .. وهنا عملت هناء الفنانة بحساسية خاصة للخروج عن التعاطي الفسيفسائي المألوف شكلا ومضمونا..

فسحة مختلفة مع الفسيفساء في شغف فني وجمالي محبذ للنفس وللنظر وللتأمل والتأويل.. وهذا ما يفسح المجال شاسعا للغوص في اكوان الأعمال نظرا ومساءلة وتقبلا .. وفق لعبة الفن العميقة وعيا ووجدانا وتقصدا للآفاق الرحبة..

هذا المعرض يشهده رواق المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس وبتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس وقد حضر حفل افتتاحه عدد من الفنانين وأساتذة المعهد وأحباء الفنون الجميلة وقام بتقديمه كل من مدير المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس الدكتور فاتح بن عامر والأستاذ محمد الهادي دحمان والأستاذة ألفة معلى والفنان والمؤرخ ومحافظ موقع تابسوس الأثري: ابراهيم الدقي والفنان والناقد الدكتور خليل قويعة وبحضور ضيوف منهم نجيب بوثلجة ممثلا عن جامعة صفاقس وليلى بوطبة ممثلة عن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.و نسقت هذا المعرض الأنيق الفنانة الممتازة

الأستاذة المعرض فاطمة دمق وبمصاحبة مميزة لهذا المعرض من قبل الفنان والمبدع حلمي الجريبي مع حضور الأساتذة والفنانين سميرة عروس ومحمد الرقيق وخليفة البرادعي وهندة بوحامد وفاطمة الزهراء حاجي واسلام بلحاج رحومة وهالة هذيلي بن حمودة ..

و في هذه الاحتفالية وفي خانة التقديم ورد ما يلي ".. الفسيفساء من البوني الى الروماني الى البيزنطي الى الاسلامي الى الصفاقسي .. .. بدعوة كريمة من ابنتي الدكتورة هناء كريشان توليت تدشين معرضها الثاني صحبة الدكتور فاتح بن عامر مدير المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس والاستادة الفة معلى وجمع من الاستادة وممثلة مندوبية الثقافة وجمع غفير من الضيوف ورجال الثقافة .. . وبهده المناسبة الكريمة أثني على السيد رشيد الفخفاخ الدي كان له شرف بعث مادة الفسيفساء بالمعهد وانتدبني صحبة السيد محمد الشريف ونجوى عياد في البداية لتعليم مادة الفسيفساء خاصة وان ألمدينة تزخر بالتاريخ واليوم امام عملاقتين هناء كريشان ونسرين الغربي طورا فن الفسيفساء الى الأحسن .. الف مبروك لنجاح هذا المعرض .. ".

معرض وتجربة أخرى ونشاط في انفتاح هذا المعهد عى الساحة الفنية من حيث تقديم أعمال لتجارب مختلفة أمام جمهور الفنون وأحباء الابداع التشكيلي عامة.

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم