أخبار ثقافية

افتتاح معرض الفنانة التشكيلية جميلة المرواني

التلوين فعل طفولة وعبث جميل يمضي الى الأرجاء يقتفي أثر الحلم ..ثمة متعة لا تضاهى حيث الذات في عنفوان سفرها هذا مع الكينونة وهي تحاور العناصر والتفاصيل تحاولها نشدانا لظلال ملونة حيث الرسم غناء آخر ينبع من الأعماق ولا يتقصد غير قول الذات بكثير من العبارات المفعمة بالوجد..

و العبارة التشكيلية هنا هي محض حلم وسفر لكشف العابر في الدواخل والمقيم في النفس والقادم الى القلب من مشهديات ملونة هي المحصلة لهذا الولع بالتلوين واقتفاء أثر ما هو ساحر وجميل قد لا ينتبه اليه الآخرون ولكن الفنان هذا القناص الجيد يأخذ من الأشياء أصواتها وشؤونها وشجونها ويجعل لها في القماشة موضعا وموقعا يحلي مساحات النظر والتأمل والتأويل..

انها لعبة فاخرة هي تلك التي تعلي من شأن التفاعل مع العوالم بما تمنحه فكرة الرسم واللون من ترجمان وتفاعل وتواصل تجاه الكامن في العناصر من أحوال ومشاهد ..هكذا نمضي مع عوالم الرسم عند فنانة هامت بالتلوين وجعلت منه عنوانها البين وهي تعايش الكائنات والعناصر والمشاهد ترتجي بذلك تحويل العالم الى علبة تلوين لتأخذنا الى ذاتها المفعمة بالنشيد...نشيد الرسم واللون حيث القماشة مجال حب وأمل وحنين وبذلك نكتشف ابداعاتها في لوحاتها وهي تزين جدران الأروقة..

مشاهد وبورتريهات وطبيعة ميتة وتجريديات ومواقع بمدينة تونس وتراث وغير ذلك ما يعبر عن جماليات التعاطي مع المكان في تونس الجميلة..

الفنانة التشكيلية جميلة المرواني ومن عبق الشمال الغربي وجمال طبرقة الساحرة  أخذتنا الى كل هذا في معرضها الحالي برواق الفنون علي القرماسي بشارع شارل ديغول بتونس العاصمة في اطار معرضها الخاص بعنوان " تعبيرات جمالية بين الماضي والحاضر " حيث كان الافتتاح عشية السبت 18 جوان بحضور عدد من الفنانين والمبدعين ويتواصل معرضها هذا الى غاية يوم 30 من الشهر الجاري . في لوحات المعرض موهبة فنانة بداخلها غرام قديم تجاه الرسم ومن البورتريهات الى المشاهد والخيول والجمال والنوستالجيا حيث المدينة بالأعمدة والأقواس والمرأة بالسفساري وغيرها من الأجواء التشكيلية للأعمال المعروضة بالزيتي والاكريليك والباستال وفق عناوين منها "حفل تقليدي " و" على البحر " و" سيدي بوسعيد " وأمازيغ " و" سواحل قرطاج " و"المدينة " والخيول " و" طلوع الشمس / الشروق " و" الطانقو " و" الجمل " ...عوالم فنية متعددة ومعرض خاص في تجربة فنانة حالمة ومحبة للرسم وشغوفة بالتلوين هي جميلة المرواني التي تقول عن تجربتها "... بدا حبي للرسم قبل ان ادخل المدرسة وقبل ان أتعلم الكتابة والقراءة . ولكن طريقتي وادواتي للرسم كانت بسيطة كعقلي وقتها ، فقلمي قطعة من الخشب او الفحم وقرطاسي رمال البحر او بقايا من (باكو ) السكر . في طبرقة وفي الستينات ليس لنا مكان للترفيه غير البحر وليس لنا نواد غير القيام بجمع المحار المتناثر فوق الرمال او الحجارة الجميلة المختلفة ألوانها وأحجامها وعلى الرمال المتلالاة تحت أشعة الشمس كنت ارسم رسومات جميلة وازركشها بالمحار والحجارة المختلفة ألوانها وبدات موهبتي تكبر وتتطور شيئا فشيئا وانتقلت من على الرمال الى الخشب فارسم الرسمة على قطعة من الخشب وازركشها بالمحار والحجارة فتزيدها جمالا ورونقا . فاكتشفت امي موهبتي وكانت بدورها تصنع اواني الفخار فكانت تأتيني برسومات بربرية كانت على اوان قديمة وتطلب مني نقلها بمادة تصنعها من الأعشاب البرية والصحية مثل ( الذرو والريحان) فتعطيها جمالا على جمالها وهكذا بدأت موهبتي تتطور بالمدرسة وبعدها المعهد وكنت دائما متعطشة للمزيد من المعرفة وفي سنة 2004 قررت الالتحاق بمركز التدريب للرسم بالمركز الثقافي الروسي  مع الرسام الروسي "ماخاطش" والرسام التونسي لسعد اونيس وبعد اربع سنوات تحصلت على ديبلوم ولكنني لم اكتف بهذا بل واصلت التدريبات في نفس المركز وقمت بعدة معارض جماعية وفي سنة 2012 انتقلت الى المركز الثقافي الايطالي لاكتشف مع الاستاذة والرسامة "تاتيانا" عدة تقنيات اخرى فواصلت تدربي في المركز وقمت بعدة معارض داخله وخارجه وتحصلت على جوائز وشاركت في club international sevas Art الذي تنشطه السيدة سلمى بن عائشة وشاركت بعدة تظاهرات عالمية مع اكبر رسامين عالميين وتونسيين وتحصلت على العديد من الشهائد العالمية ثم التحقت باتحاد الفنانين التشكيليين وقمت بعدة معارض جماعية وثنائية مع "تاتيانا" في دار الثقافة ابن خلدون ...وصولا الى معرضي هذا برواق القرماسي...".

معرض وأعمال فنية متعددة ومسيرة مفتوحة عل عنوان لافت هو الشغف بالرسم وعشق التلوين وفق سفر ونزوع تجاه الابداع والامتاع والمؤانسة.

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم