أخبار ثقافية

وفاة الكاتبة البريطانية هيلاري مانتيل

توفيت الكاتبة البريطانية هيلاري مانتيل في إكسيتر عن 70 عاما أنفقتها في التنقل داخل بريطانيا وخارجها. فقد عاشت لعدة سنوات برفقة زوجها في بوتسوانا وكتبت عن تلك التجربة روايتها الرائعة المعادية للعنصرية "تبديل في المناخ" 1994. ثم انتقلت إلى السعودية العربية وأقامت في جدة، وكتبت عنها روايتها الطليعية "ثماني شهور في شارع غزة" 1988. وهو اسم المكان الذي أقامت به. كانت مانتيل جريئة في كل مقارباتها للمحظور، وعالجت حياتها في السعودية بلغة ناقدة ولكن طاهرة، بريئة من الأحقاد والأفكار المسبقة. لذلك يمكن اعتبار روايتها عن شارع غزة أنها كشف حساب مع الذات وعلاقة المركزية الأوروبية مع الشرق العربي. بالإضافة إلى أنها مقارنة بين ثقافة البادية وثقافة الحضارة المائية. وتعتبر هذه الرواية أول عمل حقيقي يعيد النظر بفلسفة لورنس العرب وعقلية العربي وهو يتخبط في رمال صحرائه بحثا عن مستقبل مشرق وأفضل.

حازت مانتيل على جائزة المان بوكر مرتين. الأولى عن روايتها "قصر الذئب" 2009 . والثانية عن "اجلب الصحاب معك" 2012. وهما جزءان من ثلاثية انتهت بروايتها "لمرآة والضوء" 2020. وتناولت في الثلاثية صعود وسقوط كرومويل وما تخلل حياته من عنف ودسائس وذلك بلغة بغلب عليها المونولوجات والتأمل، مع قليل من الأحداث التي تدور في مساحات معتمة وضيقة. ويمكن القول إنها رواية إصلاحية بجوها القلق والصامت والذي لا يعكره غير صوت السلاح وكأنها إعادة صياغة لرائعة ديكنز المعروفة "قصة مدينتين".

من أهم أعمالها القصصية مجموعة "اغتيال ماري تاتشر" 2014، "تعلم كيف تتكلم 200" وغيرها. ومن أهم أعمالها الروائية "موضع أكثر أمانا" 1992، "العملاق أوبراين" 1998، "تجربة في الغرام" 1995 ..

ولدت هيلاري مانتيل عام 1952 في غلوسوب التابعة لمنطقة ديربي في شرق انكلترا. عانت من أوجاع في الرحم، وخضعت لعمل جراحي حرمها من الإنجاب وتسبب لها بتبدل ملحوظ في صورتها. وقد كتبت عن ذلك في سيرة حياتها التي ظهرت عام 2003 بعنوان "الهرب من الأشباح" والتي يقول عنها بول برايانت في موقع "جود ريدس" إنها في حياتها العادية عدة نساء في امرأة واحدة. شابة وعجوز، فقيرة وثرية، من الطبقة العاملة والمتوسطة، مرفوضة لكن ناجحة ومتفوقة. نحيفة فعلا وتبدو بدينة للغاية. ختمت مانتيل حياتها بكتاب منوعات حمل عنوان "قصاصات مانتيل" وهو مجموعة مقالات وذكريات.

***

عن القدس العربي

 

في المثقف اليوم