أخبار ثقافية

المصيبة الثانية.. جديد الكاتب القاص ناجي ظاهر

يروي الكاتب ناجي ظاهر في مجموعته القصصية الجديدة أطرافا من التجربة الفلسطينية التي عاشها مَن تبقّى من الفلسطينيين في بلادهم بعد عام النكبة، وينتهج في روايته لها أسلوبَ القصة القصيرة محكمة البناء، ومحددة الغاية والهدف، بحيث تبدو كل واحدة من قصص المجموعة تجربة متخيلة قائمة بذاتها، لها بدايتها، وسطها.. ونهايتها الخاصة بها.

حملت المجموعة عنوان المصيبة الثانية، وجاءت في 116 صفحة من القطع المتوسط، لوحة الغلاف للفنان إبراهيم حجازي، واللوحات الداخلية من ابداعات فنانين معروفين عالميًا.. هم: فان جوخ، لوتريك طولوز، سيزان ودومييه، ويبدو أن الكاتب تعمّد في إرفاقه هذه اللوحات لقصص تروي جوانبَ وأطرافًا من تجربة التهجير، ضمن محاولة للإيحاء بالأجواء الإنسانية التي طمح إليها واراد الوصول الى افاقها الواسعة الرحيبة.

من عناوين المجموعة نشير إلى التالية: مطر الزرزور، عملية دفن، عودة رجل ميت، الصياد والافعى، قاطف الصبر، الجار الشرير، وراعية الجبل.

المجموعة صدرت عن دار الحديث للطباعة والنشر بادرة الكاتب الصحفي فهيم أبو ركن، وهي دار تعنى بنشر الادب العربي في البلاد، وقد نشطت في السنوات الأخيرة وبادرت إلى نشر العديد من الاعمال الأدبية، قائمةً بواجبها في الإعلان عن صدور الكتاب وما يتطلّبه توصيله إلى القراء من احتفال توقيعي أو ما شابه.

ضمت المجموعة عشر قصص قصيرة إضافة إلى سيرة مختصرة وضعها صاحب الكتاب بقلمه، معرّفًا بمعاناته كونه ابنًا لمهجرين اضطروا لمغادرة قريتهم الوادعة سيرين- وقعت في حينها في منطقة بيسان وتبعت الى منطقتها-، وتضم هذه السيرة معلومات عن رؤيته للواقع وحديثًا مفصّلًا نوعًا ما عن فهمه للمدرسة الواقعية التي ينتمي إليها في كتاباته. إجابة عن سؤال حول عنوان المصيبة الثانية قال صاحب المجموعة إنه تعمّد أكثر من مقصد منه، منوهًا إلى أمرين بارزين أحدهما أنه أراد الخروج عن المألوف في إطلاق عنوان إحدى قصص المجموعة، وفضل اختيار هذا الاسم الدال على اجوائها العامة والامر الآخر أنه أراد اللفت إلى المصيبة الثانية التي تلت الأولى وهي النكبة، موضحًا أن قارئ المجموعة سيلمس هذه المصيبة التالي عند قراءته قصصها لمس اليد والعين واللسان.

***

في المثقف اليوم