 مناسبات المثقف

أجمل التهاني للمثقف في عيدها الرابع .. فتح باب الشعر باللغة المحكية في صحيفة المثقف

sud_asadiالأستاذ الكاتب الأديب الكبير أبا حيدر

رئيس تحرير المثقف الغراء وزملاءه الكرام

تحيات عاطرة أبعثها أنساماً من الناصرة وبعد 

 

يبدو أن للصحف كما للناس أعياد ميلاد  فها هي صحيفة المثقف الغرّاء يحتفل  رئيسها وهيئة التحرير فيها وجميع كتّابها بعيد ميلادها الرابع كما احتفلنا نحن بعيد ميلاد حفيدتنا ميرال والتي تعني الغزالة .

 وللغزالتين بهاء ورونق وسحر وجمال، وإذا كانت ميرال الآن تلعب مع لداتها في الحارة فإن ميرال ثقافتنا تتربّع على عرشها كأميرة لما لها من  مكانة أدبية وإبداعية بفضل ما تتصف به من بيدر ثقافي كبير يضم حصاد كافّة الأقلام الجادة في كتابة القصيدة والقصة والمقالة والتعليقات لا من العراق فحسب بل من كل سائر أقطار العروبة .

وهكذا تكون المثقف جامعة لكل اتجاهات الفكر والشعر والنثر وتتسع لكل الأقلام المجتهدة تحت شعار الثقافة الجميلة كمظهر من مظاهر الحضارة والرقي .

وإذا نظرنا  نظرة فاحصة لأبواب المثقف نجد أنها متعددة وواسعة وغنية وخصبة بنتاج المبدعات والمبدعين وهي كذلك متجدّدة كل يوم بما يصب فيها من سلسبيل الإبداع من جميع الجهات .

وقد كان لي أنا شخصيّا تجربة جميلة ونصيب كبير مع المثقف بمساهمتها في نشر مشاركاتي في الشعر الفصيح، وأما التجربة الأخرى الجديرة بالتنويه فهي أنني كنت قد  أرسلت لها قصيدة بالمحكيّة بعنوان  " يا إنانا وين بتكوني بكون " ويبدو لي أن أبا حيدر ـ ربما حرصاً منه  على إنانا البابلية  ـ وربما لسبب غيره قام بنشر قصيدتي مشكوراً، وكنت قد رأيت أن أبعث قصيدة ثانية بالمحكية وإذ بي أُفاجأ بالرد الأسيف على  عدم تمكّن المثقف من النشر باللغة المحكية .

وبسبب تلك الحادثة الطريفة وانتهازاً لفرصة  الاحتفال بعيد المثقف الرابع رأيت من المناسب بعد التهنئة لأبي حيدر وهيئته المبجلّة أن أتقدّم باقتراح لفتح باب لنشر الإبداع الوافد إليها باللغات المحكية رغم معرفتي بالصعوبات اللهجية ولكنها صعوبات محتملة ومحبّذة نظراً لما في تلك اللغات من مزايا وصفات مدهشة لا تقل دهشة عن اللغة الفصيحة إن لم تتفوّق عليها.

إن أشكال التعبير باللغة المحكية متعددة وهي تجمع فنونا متنوّعة ما بين قصيد وشروقي وعتابا عادية وأبوذيّة وموّال وموشح ومالوف وغيرها، وأنا على يقين أن الأديب الحق يجب أن يكون مطّلعاً على هذه الفنون في التراث الشعبي وغيره، ورحم الله صاحب المثل السائر الذي عدّد ما يجب أن يكون عليه الناثر والشاعر من معارف كثيرة إلى درجة معرفة " ما تقوله النادبة على الميت، والماشطة عند جلوة العروس ".

وأخيراٍ ولما كانت المثقف مدرسة معرفية  أفلا يحق للجيل الجديد أن يتعرف على لغة الأم المحكية، وهي وعاء التراث الفخم الضخم خلال كل الحقب والعصور لكي يتحصّن أمام حركة العولمة وخططها الساحقة والماحقة لطمس تراث الأمم والشعوب ؟!

 

 أستاذ ابا حيدر !!

هذا ما أردت ان أفضي به  متوجّها ًإليك بهذا البيت من الأبوذية الفلسطينية دون اعتداء على قدسية أبوذية العراقيين أحبّائي أمثال الشاعر الأكبر المرحوم قاسم الجبوري، واليك اقول:

الأسد في لغّة الأعراب حيدر      كما الجلمود من علياء حيدر

بجـاه ألله عليك يا أبْ حيدر      تفتح بابهـا الغالي عليّـــا

 

ولكم الشكر الجزيل

يإخلاص ومودّة

سعود الأسدي / الناصرة / 8/6/2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1422 الاربعاء 09/06/2010)