 مناسبات المثقف

صحيفة المثقف بصمة معاصرة متميزة بالسمو

hashem mosawiكثير من الزملاء والأصدقاء، ممن كانوا في الصف الأول من   المثقفين، ذائعي الشهرة ويمتلكون شهية جارفة للكتابة والنشر، وبفعل تراكمات من الإحباط والشعور بوطأة القبح الذي إعترى واقعنا مؤخرا، أصبحوا لا يريدون تصديق أن ديمومة التواصل في تقديم الإبداعات المتنوعة ونشرها قادرة عل إنجاز عمل جيد ومنتج . أعترف بأني كنت واحدا منهم .

قبل عشر سنوات تصدت صحيفة المثقف منذ تأسيسها الى محاربة اليأس والتفاهة والقبح والإنحطاط القيمي الذي إعترى واقعنا المؤسف، فإستقطبت خيرة الكتاب والأدباء والعلماء والفنانين في فسيفسفاء متناغم عالي الجمال ..أشرك المتلقين من القراءة بحلاوة سبك الدلالات التي تختفي وراء كل نص منشور.. وجدت نفسي آنذاك متحمسا للمشاركة فيما أملك من قدرات متواضعة، متلذذا بما أطلع عليه من قطوف في مجالات متنوعة كالموسيقى والرسم والشعر والأدب بمضمونه الشامل والمسرح ومجالات التخطيط والإقتصاد والتاريخ والجغرافية والطب والهندسة بفروعها المتنوعة، والثورات التقنية المعاصرة . بسرعة ملفتة للنظر إلتفت النخبة الخيرة من كل أطراف مساحة الوطن العربي ومن خارجه لتساهم في إبداع تعايش وتجاور بين البشر والمعتقدات، وقاد هذا التوجه الى الإنفناح في مقابل الإنغلاق .. وفي محاولة لفهم الأخرين، ثم التفاهم معهم في مقابل الخصومة . ومن هنا تأتي الدلالة على النضج الحضاري الحقيقي الذي تبنته الصحيفة بالإنفتاح الإيجابي، حيث كان كل ماينشر على صفحات هذا الموقع قابل للمناقشة والتفاهم والتقارب وظل الإختلاف سمة إيجابية فاعلة لدى كتاب وقراء هذه الصحيفة .. وبذلك إجتمعوا كلهم في صعيد واحد، وهم يرسمون الى إنموذج من الحياة دال على الرقي الحضاري والمستوى الذي يستحقه الإنسان (الخليفة على الأرض) .

وبحق أجزم بأنني اليوم،عندما أتصفح ما ينشر بهذه الصحيفة أفكر أحيانا بأنها لا تنتمي الى واقعنا المتقهقر، بل تتعداه بعيدا، لترسم غدا أفضل لهذه الأمة التي تأخرت حاليا عن مجاراة الدول المتحضرة .، بسبب ما إكتنفها من أزمات .

تحية خالصة للعاملين في هذه الصحيفة الغراء ولكتابها ولقرائها الموجهين لبوصلة مسيرتها.

 

د. هاشم عبود الموسوي

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر