 مناسبات المثقف

صحيفة "المثقف" نحو بناء الوعي العربي

علجية عيشتحتفل المثقف بعامها الثاني عشر، ويشرفنا أن نشاركها هذا الاحتفال، وهذا من باب الاعتراف بالجميل، ولا نخفي أن "المثقف" مذ وقعنا على عنوانها، فتحت لنا بابا لصناعة الوجود وبناء الذات الثقافية، في ظرف صعب جدا، يعيش فيه العالم حالة من الاضطراب والقلق والإحباط، جعل الخطاب الثقافي العربي يتراجع نوعا ما وبخطوات كبيرة..، كانت صحيفة المثقف صوتٌ لمن لا صوت له، حيث قرّبت المسافات ورسمت للمثقف العربي طريقا واسعا للسير فيه باطمئنان وثقة في النفس، اكتشفنا من خلالها الواقع الحقيقي للمجتمع العربي ونخبته، فكان لابد وأن نشق هذه الطريق ونخرج من حالة الـ: "حيص بيص"، ومواجهة مظاهر الإستبداد التي تمارسها أنظمتنا العربية، والتصدي بالقلم للظلم والاحتكار في كل مستوياته وبالخصوص الاحتكار الإعلامي الذي نعانيه، وكل مظاهر التعسف التي نراها في بعض دعاتنا الذين يرون في عملية التنوير جريمة، ثم سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي تمارسها بعض الأنظمة العربية وتحالفها المحوري، والذي يمثل مرحلة خطيرة في التاريخ العربي..

نحن بدورنا نرى أن المشوار ما زال طويلا، لابد أن تسلكه المثقف وطاقمها ومن يتواصلون معها، وأن عملا كبيرا لابد من تأديته في الدفاع عن العقلانية والتنوير، وتحقيق هذا الهدف يكمن في تطوير الحوار وتوسيعه مع كافة شرائح المجتمع، وبيان الحد بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي بالواقع العربي، والتوجه إلأى مثقفي الأمة وكتلة الإنتلجنسيا فيها، من اجل صياغة آليات عمل تعيد فيه مشروع النهضة، وتاسيس منظومة ثورية تتماشى وعصر التكنولوجية وتكون ندا للند مع ثورة العولمة.

أخيرا أقول: شرف لي طبعا أن أكون من بين أصدقاء المثقف، وقد زادني شرف أكثر التكريم الذي حظيت به منذ سنتين في الحصول على درع المثقف لسنة 2016 .

 

علجية عيش – كاتبة وصحفية / الجزائر