 نشاطات المثقف

ما مغزی جوائز (المثقف) السـنوية؟

صحيفة المثقفمما لاشك فيه ان موجة الطغيان المادي و الثراء الفاحش في بلد کالعراق و أكثر البلدان العربية الاخری رافقه فوضی سياسي مما أدی الی خروج زمام الامور من تحت السيطرة، من فك الرابط الاجتماعي الی فساد اداري و اقتصادي و تدني المستوی الثقافي ومن ثم تدهور المناخ والصحة  وهكذا دواليك.. ومن بين تلك الرکائز الضائعة: الجانب المعرفي و الثقافي لأكثرية الناس، وهذا ما يؤدي الی قتل بطيء لروح الحياة عند الناس، لأن التغير المادي عند فئة محددة من الناس سيصيب الاغلبية بنفس الداء، مع انهم لا يستطيعون الوصول الی مستوی هذه الفئة السلطوية الباغية الفاسدة الا انهم يبذلون کل جهودهم في هذا المنوال، عندئذ يحدث الطامة الکبری و يختلط الحلال بالحرام، العدل بالظلم، والانسانية بالوحشية.. الا فئة قليلة من الناس يحافظون علی أنفسهم و لا يتغيرون بتغير الظروف.

عن طريق هذه المقدمة أريد الدخول الی لب موضوع مهم للغاية في حين لم أری أحدا يتحدث عنه، الا وهو قراءة لعملية تکريم بعض المشارکين من الكتاب في موقع (المثقف) في نهاية السنة الماضية، تکريما و تتويجا بجوائز معنوية بعد دراسة معمقة لمشارکاتهم و ابداعاتهم  الثقافية في هذا الموقع، بل استطيع ان اسميه بـ : هذه "المؤسسة الثقافية الفکرية" بدلا من حصره في موقع "المثقف"، لأنه لا يقتصر علی نشر المساهمات في حقل اعلامي فقط علي الموقع، بل له‌ تطلعات أكثر من ذلك بكثير، منها نشاطات خارج الموقع، تنظيرات مختلفة في مجالات شتی، الطباعة الورقية لکتب و مطبوعات اخری، شمولية  التعاطي مع المستجدات علی نطاق واسع من العالم العربي و العالمي، والاهم من ذلك احتفاظه بحياديته و عدم انحيازه الی أي من الاحزاب السياسية والجماعات الطائفية والذين صاروا بلوی علی الناس، فلو ألقينا نظرة علی هذه الخطوة لنری فيها البعد الشمولي والتطلع الواسع والتعامل اللازم مع التطورات، وكل هذا يمکن ان يکون برهانا ساطعا علی انجحية جهد النمط التفكيري الايجابي والتعاطي مع الواقع بطريقة لم تسبق لها المثيل، و التواصل النوعي للنخبة بالمشارکات من الاخذ والرد في جميع انحاء العالم دليل علی صحة هذا القول.

لكن هنالك دلالات أخری لهذه التسمية و عملية اختيار و تتويج الفائزين بجائزة المثقف السنوي، نلخصها في النقاط التالية:

* فهي اعطاء و استرجاع لدور الکلمة في حياة الناس و اقرار بفاعلية التغير عن طريقها.

* صحيح انها جائزة معنوية لكن لها وقع أكبر علی النفوس والواقع من الجوائز المادية، والتي صارت هذه الايام في أيادي غير نظيفة، وهي كارثة ان لم ترافقها الفهم والفکر والمعرفة.

* تظهر درجة و مدی الرقي والنبوغ عند المشرفين والاداريين في (المثقف) بحيث لم يتخلفوا عن التقدم الحضاري والاسلوب العصري للدول المتقدمة في ابداء التقدير والاعتزاز للمبدعين مابينهم.

* مع انه لا يکلف شيئا لکنه يحتاج الی عمل دؤب و فهم و تقيم  لنتاجات سنة کاملة من الابداع في المجالات الشتی.

* تشجيع الناس واسترعاء انتباههم الی ميادين العمل الجدي و تركيز الاهتمامات الی جانب منسي بالغ الاهمية، الا و هي روح الانسان و قطف ثمرة طرق تفكيرهم الصحيحة، اذ ان الواقع ليس الا اشعاع لهذا العالم الباطني الذي يبنی عليه الشخصية الحقيقية للأنسان.

* تحفيز و تسهيل و تتويج للتنظيرات والدراسات والقراءات الجديدة المعاصرة الخلاقة.

* کما انها ابراز لدور مؤسسة (المثقف) نفسها، و بناء نوع من الثقة بالنفس و عند الاخرين بها كذلك، كما تصلح ان تکون مرجعا ومرکزا أوسع في المستقبل وتؤثر علی واقع مجتمعاتنا من أكثر الاوجه، ويكون لها دور فعال في فصل الخلافات و وضع النقاط علی الاحرف کـ (لب ثقافي عالمي فعال).

 

عبد الغني عطية

.........................

للاطلاع

جوائز وشهادات

 

جائزة الإبداع