 نشاطات المثقف

souf obidاِنتظم بنادي الشعر أبو القاسم الشابي بتونس حفل تسليم درع مؤسسة المثقف إلى الأديبين محسن العوني وهيام الفرشيشي وذلك مساء السبت 20 اكتوبر 2012  بحضور عدد من أعضاء نادي الشعر من بينهم مختار بن إسماعيل ـ وهيبة قوية ـ زكرياء القبي ـ لطفي السنوسي ـ سهام بن جميع ـ عبد السلام الأخضر ـ ماجدة الظاهري ـ وجمع من الأدباء الضيوف من بينهم أحمد ممّو رئيس نادي القصة ويوسف عبد العاطي وعبد الكريم الغرابي رئيس جمعية ابن خلدون والأديب محمد الهادي خضراوي

بعد كلمة الترحيب التي ألقتها السيدة مريم بن سليمان النجار مديرة المركز الثقافي التي عبّرت فيها عن ترحيبها بمثل هذه البادرة الثقافية الرائدة قرأ الشاعر مختار بن إسماعيل منسق النادي المكلف بالعلاقات الخارجية رسالة الاستاذ ماجد الغرباوي والتي توجه بها إلى المساهمين في هذا الحفل مؤكدا على أهمية التعاون بين مؤسسة المثقف ونادي الشعر ومُثنيا على الأديبين المحتفى بهما

ثم ألقى الشاعر سوف عبيد كلمة باِسم النادي فرحّب بالحاضرين مهنئأ الأديبين محسن العوني وهيام الفرشيشي وأجزى الشكر إلى مبادرة مؤسسة المثقف التي ما انفكت تسعى إلى ربط صلات التعاون والإخاء والتحاور بين الأدباء والمثقفين العرب أينما وجدوا في كنف القيم الإنسانية الخالدة وورد فيها قوله خاصة


الكلمة الطيّبة
كشجرة طيّبة

نتفيّأ ظلالها ونستطعمُ ثمارها ولنا في أوراقها وأغصانها منافع أخرى
لا تُحصى ولا تُعدُّ كذلك الكلمة ـ وأكرمْ بها من شجرة ـ إذا كانت إبداعا نابعًا من رقراق الوجدان مُعبّرةً عن قيم الإنسان في مهارة وإتقان
mohsen ouni

الكلمة الطيّبة

كشجرة طيّبة

نلتقي تحتها في فضاء هذا النادي الذي تأسّس على محبّة الكلمة ومن أجل تجذير المواهب الطامحة إلى صقلها وفتح المجالات الأرحب للسّابقين فيها وساعين إلى مدّ جسور التعاون مع الذين يحملون مثلَ أوزارنا ويتفيّون مثلَ أحلامنا

الكلمة الطيّبة
كشجرة طيبة
569-nedi2
تمتدّ أغصانُها حتّى تغدُوَ دوحةً تحطّ عليها الطيور المهاجرةُ من جميع الجهات فتلتقي عندها مُنشدة في أنغام واِنسجام سنفونيةَ المحبة والسّلام والتعاون ونادي الشعر وهو يستقبل ضيوفه الأعزّاء ويُرحّب بهم فإنه يُشيد بمؤسسة ـ المثقف ـ التي تفضّلت باِختياره لتكريم الأديبة هُيام الفرشيشي والأديب مُحسن العُوني وهما يُمثلان أنمُوذجا جديدا من الأقلام التونسية التي تنشر نصوصها من خلال صفحات الأنترنات وعلى منبر موقع ـ المثقّف ـ بالذّات الذي أضحى مُلتقى الأقلام العربية في كنف الاِختلاف والتنوّع والحوار والاِحترام بحرص صديقنا الأستاذ أبي حيدر ماجد الغرباوي وعزمٍ من لدُنه لا يَكَلّ ودأب لديه لا يَملّ مُتحدّيا جَمّ المصاعب ومُتحمّلا كُثْرَ المتاعب فإليه نتقدّم بوافر الشكر والثتاء وإلى الأديبين المحتفَى بهما بأجمل التهاني وأخلص الأماني
heyam fershish
الكلمة الطيّبة
كشجرة طيبة

نغرسُها رغم الجدب والملح ورغم الجرح غير عابئين بالصّخور الصّلدة والرّياح الهوجاء جاعلين من أبي القاسم الشابي منارةً نهتدي بها في الظلمات الدّهماء بما في أدبه من توق إلى الجمال والحريّة واِنطلاق من الأصالة والهويّة وشوق إلى التحليق عبر الرّياح اللواقح من كل حدب وصوب من الشرق هبّت أو من الغرب فرحماك يا أبا القاسم يا من غنّيتَ للحياة فعشتَها شامخا بصدق وصبر ومعاناة... على خطاك سنواصل الطريق

الكلمة الطيبة
كشجرة طيبة

طوبى لمن غرسها
وسقاها
ورعاها
وطوبى أيضا
لمن قطفها

 

ثم أحيلت الكلمة إلى الأديبة وهيبة قويّة مُنسّقة النادي المكلفة بمدوّنة النادي فاستعرضت مساهمات الأدباء العرب وقرأت كلماتهم شعرا ونثرا وخواطر، من بينها قصيدة الشاعر العراقي عبد الفتاح المطلبي، وقصائد الشاعرة العراقية رحاب الصائغ، وقصيدة الشاعر العراقي حميد الحريزي.

 569-nedi1

ثم تناول الكلمة الحاضرون واحدا واحدا فعبّروا عن تقديرهم وشكرهم لمثل هذه المناسبات من أجل دعم أواصر اللقاء والحوار في كنف الاحترام والتنوع

 

ومن البرقيات التي وصلت الحفل كلمة الاستاذ الباحث صالح الطائي، وهذا نصها:

 

برقية تهنئة إلى تونس / صالح الطائي

 


saleh altaeiالسادة الكرام المحترمون

رئيس وأعضاء نادي الشعر في تونس

الأستاذ الأديب سوف عبيد

الدكتور محسن العوني

الأديبة هيام الفرشيشي

 

باسمي وباسم المثقفين الذين تم تكريمهم في بغداد بشهادة ودرع (المثقف) لكوني من ألقى كلمة المحتفى بهم في الحفل؛ أرفع لكم أسمى آيات التهاني والتبريكات المعطرة الشذية بمناسبة تبنيكم إقامة حفل التكريم للمبدعين الرائعين الدكتور محسن العوني والأديبة هيام الفشيشي، وهو الانفتاح الكبير الذي تحدثت عنه في موضوعي الذي نشر مؤخرا في صحيفة المثقف عن (مؤسسة المثقف ووجه العراق الواحد)، هذا الانفتاح الذي سينهي عصور العزلة المفروضة والبعد القسري.

نتمنى أن يكون هذا الاحتفال بشارة خير تفتح آفاق التعاون بين المؤسسات الفكرية والأدبية العربية الجادة لكي تنجح الجهود الخيرة بإعادة لحمة التواصل بين العرب بعد أن أسهمت الأحداث المريرة في تفرقتنا وتباعدنا. ولكي تتوحد المشاريع الإنسانية للتأسيس لثقافة القبول والتعايش بين البشر.

لكم خالص مودتي واحترامي

وللأديبين الرائعين المحتفى بهما أجمل التهاني القلبية مع باقات ورد عراقية عطرة

ولتكن خطوتنا القادمة إقامة حفل تكريم موحد في أحد البلدان العربية يجتمع به (المثقفون) ليعلنوا الحب على بعضهم.

وعلى الود نلتقي

 

الباحث في الفكر الإسلامي

صالح الطائي

 569-nedi4

 

ومن القصائد التي اِستمع إليها الحاضرون قصيدة الشاعرة ماجدة الظاهري بعنوان:

 

تمرين في الرقص / ماجدة الظاهري

 

وأنتَ مُنْشَغِل

بِسربِ النّوارِسِ

الموغِلِ في الخَفَقان

أسْقُطُ مِن السِّرْبِ

أثْقَلَ أجنحتي

رذاذُ الحِبْرِ المَنذورِ

لآخِرِ الأغنياتْ

أمُدُّ الجَناحَ شِراعاً للحُلْمِ

تَعالَ ـ أناديكَ ـ نُفَتِّشُ

في كُروم الرّغباتِ

عن آخِرِ خُطواتِنا المُعلّقَةِ

عَلى سُلّمِ اللّحْنْ

***

أذْكُرُ أنّ الموسيقى خَفَتَتْ

وَتَماهَيْنا في الرَّقْصِ

لعلّها الرَّقْصَةُ الأخيرةُ تِلْكْ

حَرّكَ رَأسَهُ قَليلاً

كَمَنْ يَنْفًضُ غُبارَ الفِكْرَةِ

عَنْ أزاهيرِها

أشارَ إلى المَوْجِ يَعْلو

هَلْ نَسيتِ أنَّها

التّمرّن على الأولى؟

تَعالَيْ

هِيَ الكأسُ ظَمْآنَةٌ

وَرَذاذُ الشَّوْقِ مُوسيقى

والكُرومُ غافِيَةٌ

نَهْمِسُ في أذُنَيْها

فإنْ أطاعَتْ

نُغَنِّ وَنَمُدُّ الغِناءَ نَبيذاً

وَإنْ أبَتْ...

قَرَعْتُ لَكِ أجْراسَ هَوائي

وَهَدْهَدْتُ الغَيْماتِ بِغِنائي

فَتَسْقيكِ وَتَسْقيني

واللّيْلُ...

أراهِنُ أنَّهُ

عَلى مَرْمى أُغْنِيَةٍ مِنَ اللّحْنِ

سَيُطيلُ ظَلامَهُ

والفَجْرُ كَذلك

سَيَرْصُفُ أشِعَّةَ الشَمْسِ

سُلّماً موسيقيّاً لِلَحْنٍ جَديدْ

فارقُصي أرْقُصي وارقُصي..

أخْطو فَيَخْطو العِطْرُ

عابِقاً مِنَ المَوْجِ

يَقْرَعُ المَراتيجَ أجْراساً

وَتُزْهِرُ الحِكايَةُ

أأخْرُجُ مِنْكَ؟

أمْ تَخْرُجُ مِنّي؟

والأبْوابُ تَلوذُ بِنا

اهْتَزّ البَحْرُ

عانَقَ ضِفَّتَهُ المُشْتَهاةَ

وَرَقَصْنا

هُنا رَبَطْنا نَسَغَ الحُلْمِ

لِشِراعِ القَصيدَةِ

فَأطْلِق ـ قُلْتُ ـ عَنانَ الكَلِماتِ الحَبيسَةِ

وَلْتوغِلِ النّوارِسُ في الخَفَقانِ

وَإنْ عادَتْ؟.. قالَ.

لِيَكُنْ. قُلْتُ.

فَلْتَأتِ وَلْتَرْحَلْ

وَلْتَأتِ وَلْتَرْحَلْ

سَأقيمُ هُنا

لَنْ يُدْمي الكَأسَ نَبيذُ الفِكْرَةِ

اِشْرَبْ

سَيَفُكُّ اللّيْلُ ضَفائِرَهُ

حَتْماً سَيَفُكُّ ضَفائِرَهُ

فَتَعالَ

ماذا لَوْ نَصْنَعُ مِنْ رَقْصَتِنا

رُفوفاً

للقَصائِدِ

والأُغْنِياتْ؟

غَنِّ...

غَنِّ لي

ها يَدي...

تُلامِسُ بحراً فوق السّماءْ

يَتَماوَجُ تُفّاحاً يَنْضُجُ

فَمَن ذا

أأنْتَ أمْ أوفيدُ

الّذي يَسْتَعْجِلُ قطف الحبّات؟

أيُّها البَحْرُ مَراكِبي انْطَلَقَتْ

فَرِفْقا بِها

شدّ ريحك لخاصرتي

وارقص معي

569-nedi3 

وقد تخلّل الحفل عزف مقطوعات موسيقية على الكمنجة بأنامل الفنان زكرياء القبّي من فرقة الحمائم البيض

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2253 الثلاثاء 23 / 10 / 2012)

majed algarbawiaادناه كلمة مؤسسة المثقف العربي، سيدني - استراليا لمناسبة توزيع جوائزها للفائزين بها من تونس: الاديب د. محسن العوني، والاديبة هيام الفرشيشي، قرأها نيابة عن رئيس المؤسسة الشاعر  الدكتور مختار بن إسماعيل


  

السيدات والسادة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بدءا اتقدم بجزيل الشكر لنادي الشعر ابو القاسم الشابي، ومنسقه العام الاستاذ الأديب سوف عبيد لاحتضانه حفل توزيع جوائز المثقف للفائزين بها في تونس، وهما: الاستاذ الدكتور محسن العوني، والاستاذة الاديبة هيام الفرشيشي. نأمل ان تكون بادرة خير للتواصل الادبي والثقافي بين مؤسستنا ونادي الشعر. فالتواصل في عصر الانترنيت بات ضروريا بين المؤسسات الثقافية لفك الحصار المضروب عليها من قبل الحكومات المستبدة، او من قبل المجتمعات المتخلفة، والنهوض معا من اجل انتشال الوعي، والأرتقاء بشعوبنا الى مستوى المسؤولية الحضارية. ونحن في مؤسسة المثقف العربي على استعداد تام لفتح أفاق التعاون بيينا وبين ناديكم الموقر على جميع المستويات.

 

كما اتقدم بجزيل الشكر لجميع اعضاء نادي الشعر في تونس من السيدات والسادة، واشكر حضورهم وتفاعلهم، واتمنى لهم مزيدا من العطاء والتألق، ونأمل في نشاطات مشتركة اوسع مستقبلا.

 

السيدات والسادة

انها فرصة طيبة ان أنوّه باديبين قديرين، سجلا حضورا مهما على صفحات المثقف خلال سنوات عدة، سواء على مستوى التفاعل المستمر والحضور الدائم، او من خلال ما نشراه من اعمال ادبية ونقدية وثقافية. ففوزهما جاء مستوفيا لشروط جوائز المثقف، وضمن الضوابط المنصوص عليها.

 

فالاستاذ الكتور محسن العوني غني عن التعريف في جهوده ومنجزه. اذ تميّز أديبنا الكبير في نصوصه وترجماته من روائع الأدب العالمي، ومن خلاله اطلع القارئ على صفحات مهمة من الأدب الفرنسي. اضافة الى حواراته، التي اتسمت بعمق الثقافة وتنوعها. كما ان تفاعله مع ما ينشر في المثقف، وتفاعل القراء معه دليل اخر على رفعته ومكانته السامقة. فهو أديب، مثقف حقيقي، خبير بالتراث، مفعم بقيم الفضيلة والانسانية، منحاز دائما الى الخير والعطاء. احبه قراءنا وكتابنا واحبهم، فهو يستحق التكريم بجدارة. ومن واجبنا ان نحتفي به وبما قدمه من منجز ثقافي وأدبي.

 

اما الاستاذة الأديبة هيام الفرشيشي، فهي مثال للمرأة الناجحة .. لها حضور لافت في أكثر من موقع اعلامي وادبي وثقافي، ولها منجزها الأدبي على مستوى: القصة القصيرة، الرواية، النقد الادبي، القراءات والمواد الثقافية اضافة الى حواراتها الثرية مع شخصيات مهمة. ورغم تفوقها في جميع الحقول الا ان اللجنة المختصه اختارتها مثالا للمرأة الناقدة، تقديرا لاعمالها النقدية من خلال ما نشرته في صحيفة المثقف طوال سنوات عدة. واما في الحقول الاخرى، فيكفي دليل على ابداعها وثراء نصوصها الأدبية ان قصتها: الصخرة والبحر والإلهام قد حازت على أكثر من 11 قراءة نقدية ضمن برنامج النقد الأدبي في صحيفة المثقف، اضافة الى عدد كبير من المداخلات والتعليقات. فالاحتفاء بهيام الفرشيشي هو احتفاء بالمرأة المبدعة.

 

في الختام اجدد شكري وامتناني لكم جميعا، واذا كانت الظروف قد حالت دون حضوري شخصيا فاني أكبر فيكم روح الوفاء والتضامن. واتمنى للجميع الخير والسداد

 

ماجد الغرباوي

مؤسسة المثقف العربي

سيدني – استراليا

20 – 10 -2012

 

856-khalil1تأكيدا لمبدأ التسامح بين الاديان، رئيس الطائفة المندائية في العالم ينوب عن مؤسسة المثقف في تقديم شهادة التكريم لرئيس تحرير العهد.

wafaa_abdulrazaq2إلى الشموع التي أنارت المثقف من مبدعين ومبدعات..

نسترجع الماء من منبعه ... أية كائنات نحن حين نرتكز إلى الاستقامة لنعوض الفقد غير مكتفين إلا بالإبداع؟

t-1t-2تتقدم مؤسسة المثقف العربي بوافر الشكر والتقدير لكل من: منديات نبع العواطف الادبية، والجمعية الليبية لرعاية الشاب،

2tتلقت صحيفة المثقف اليوم الاربعاء 22-7-2009  شهادة تقديرية من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تقديرا للجهود الاعلامية التي ساهمت بها الصحيفة جنبا

hotheam_taherفي بادرة جميلة من نقابة الصحفيين العراقيين كُرمت بعض المواقع الألكترونية الثقافية التي ساهمت وبشكل كبير في إغناء الساحة الثقافية العراقية بعدد لايستهان به من المقالات كما ونوعا

nawal_kanim

تهنئة من أدب المثقف ومحررة الباب: الفنانة الاديبة نوال الغانم بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك:

المثقف سنبلة قمح ممتلئة بالحياة يزداد نضوجاً وعافية من الغيوم الحبلى التي تقولون لها أمطري هنا فوق عرشه البهي. 

 

أيتها الكلمة دعي قلمي يتسلق حائط المجهول، دعيني أتهجى الغامض، دعيني أتشمم رائحة حقولكِ، وأملأ راحتي بعبق ورودكِ، لتصير أصابعي شفتين تجران الصوت من حنجرتي، ذلك الصوت الذي يشبه شجرة، كل غصن فيها غابة من ضياء، يلقي ببردته اللؤلؤية فوق جسد الكون ليمتلأ بالبهاءآت.

نعم أيها المثقف دعنا نستعير من الفراشات أجنحتها، لننقل الأقحوان من حدائق الكون إلى حدائق الروح، نأخذ الغيمة بحقيبة المعرفة ونطلقها كي تنهض السنابل من جديد لتورق أصابع الجفاف بالمعرفة، ونؤثث الروح بموسيقى الحروف ورنينها التي ستعيد حتماً للصباحات زقزقة العصافير ورقصة النجوم على الأزرق الرائقْ.

أيها المثقف أينما كنت، وعلى أمتداد المشهد الثقافي، أدعوك كصديق كلمة لتلون بإبداعاتك وثمار معرفتكَ صحيفة المثقف، كلمة منك وكلمة مني، ماسة منك وماسة مني، رأي من هنا رأي من هناك، نطرد العتمة من حقل الحروف وعائلة اللغة، ونعيد للثقافة ألقها، نطرد القبح من فوق بياض أوراقـنا، لـنجلس البهاء على عروشها، قصيدة، قصاً، مقالة، قراءة، فكرة تنويرية.

2078-nawal

 

أعطني يدك

هناكَ نار

تعال نطفئها

هنا شجرة ورد تنمو،

تعال نقرب

من فمها النهر،

 

أعطني يدكَ

أريد أن أتكأ عليها،

خذ يديَّ

أريدك أن تجتثَ بها الأشواك

الطريق واحدةٌ،

دعنا نُدَلي الشمس عليها،

بيتنا واحد،

دعنا نرمم سياجه بالسلام،

 

تعال ننشد سوية:

لتسقط الحروب.

 

تعال نغني

المجد للإنسان.

عائلة واحدة،

قلب واحد ينبض،

أحبكَ أخي الواقف

في الطرف الآخر من جرف النهار،

تحبني أنا الواقفة

بإنتظار يدكَ

تلوح لروحي بالحمام.

واقفون بمحطةٍ واحدةٍ،

يَقلنا قطار واحد إسمهُ الأرض،

لا مفر من أن تلقي

عليَّ التحية حينَ تراني،

لا مفر من أن ألقي عليكَ التحية

حينَ أمرُ بمحاذاتك،

نتبادل الكلام.

نتبادل الزهور.

من أجل عالم خالٍ من الضغائن.

 

..................................................

 

تهنئة:

المثقف متمثلة بشخص رئيس تحريرها الأستاذ الفاضل الباحث العراقي ماجد الغرباوي تزف لجميع المثقفين العراقيين والعرب أجمل التبريكات والتهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى الأغـر متمنين للجميع عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير وإزدهار.

نوال الغانم من أدب المثقف تبارك لكم أعيادكم وكل عام وأنتم بألف ألف خير أعاده الله علينا وعليكم ونحن نرفل بثوب البهاء والألق والشموخ والعزة والكبرياء والعطاء المائز والمحبة.

 

 

 

للاطلاع:

 

ترجمة القصيدة للانكليزية

Let’s Lower The Sun Down On It   / نزار سرطاوي

 

ترجمة القصيدة للالمانية

 La? uns dis Sonne über sie niedrig bringen/ د. بهجت عباس

 

 

[email protected]

www.almothaqaf.com

 

 14 - 11 - 210

يشهد العالم العربي تحديات عديدة ومصيرية على جميع الصعد، فكما تتصارع باقي بلدان المعمورة مع جائحة كورونا، جغرافيتنا العربية والإسلامية تعاني كذلك من فقر مناعي خطير جعل مجتمعاتنا عرضة لكل الأمراض ليس الجسمية فقط وإنما النفسية والأخلاقية العويصة والتي تعكس مستوى الإنحراف المسيطر على الحياة الاجتماعية للعرب والمسلمين، لا يختلف عاقلان في تشخيص الواقع العربي العام من طنجة لمسقط، هناك مهددات أخلاقية كبيرة اتلفت كل مواطن الصلاح والسلام والتمدن والتحضر، هناك احصائيات تؤشر للوضع الماساوي للتعليم والتربية ولعل ابسط اطلالة على مركز الدول العربية في سلم تقييم التعليم في العالم يعكس مدى التخلف والتراجع والانحدار في تطوير المناهج وتحسين مستوى الأداء التعليمي والتربوي في عالمنا العربي ناهيك عن الفقر الذي أصاب الإنتاج الثقافي الأدبي والفني بالنظر لدول مثل المكسيك واسبانيا والمجر التي استطاعت خلال عقد من الزمن في النهوض بمستوى الإنتاج الأدبي ورفع مقياس القراءة لدى مواطنيها، هذه الحقائق المؤلمة التي تربك العديد من العرب والمسلمين الذين يشكون الضمور الثقافي ويتمنون لو ترجع السنين الى فترة الستينات والسبعينات وحتى منتصف التسعينات حيث كان الفعل الثقافي والأداء التعليمي والتربوي لابأس به بالنظر للأوضاع المعيشية العامة أنذاك!!

ترى..أين يكمن الخلل؟؟ هل في المشاريع واداراتها؟ أم العولمة وآلياتها؟ أو التاريخ ومخلفاته السلبية؟؟

الاكيد كل هذا وغيره يجيب عن أزمة ثقافة خطيرة تعاني منها الأمة هذه الأزمة التي انعكست بقوة في ضعف المناعة الأخلاقية على مستوى العديد من الحقول الحياتية وحيثما توجهت الأنظار هناك فقر أخلاقي في التفاعل والاختلاف وحتى التعاون والحوار والتكامل، لا تزال أسئلة الحرية والتعدد والتسامح والإصلاح والإتقان والإحسان تعتبر اما هرطقة أو حماقة أو مجرد تسلية ثقافية، هذا الراهن العربي نشاهده في السوق كما في الفضائيات كما في المؤسسات المفروض انها مدنية ومعاصرة وحداثية وفي الملاعب والحدائق والمساحات التجارية الحرة وبالمستشفيات وبالمناسبات والحفلات، هناك اجتماع متوحش خطير تغلغلت اخلاقه في عمق مجتمعاتنا حيث أصبح الأديب زنديق والمفكر خارج عن الملة والمجدد مبتدع ضال مضل والمثقف الحر عموما ملحد ومارق، هذه الحالة هي التي جعلتنا أمة محجورة ثقافيا طيلة عقود وهناك من يرى اننا خارج التاريخ منذ قرون. المناعة الأخلاقية التي ضربت في مجتمعاتنا هي نواة كل نهضة وتجديد وتغيير، لان المشاريع التغييرية التي لا تعير المناعة الأخلاقية أي اهتمام هي مشاريع فاشلة وفاقدة للصحة والمصداقية كما يعبر المفكر الراحل مالك بن نبي، المناعة الأخلاقية ليست عروضا ثقافية وإنما تمثل نفسي ثقافي للهوية الحضارية العربية والإسلامية، فالمواطنة حتى تصبح ثقافة إجتماعية سليمة  تحتاج لحمية ثقافية تربوية للأجيال بعيدا عن الأدلجة بكل تمثلاتها وخصوصا ادلجة الدين، كما لا يخفى أن الدول ذات صحة حضارية مصداقية وجودها تبرز في شبكة ثقافية واحدة تظهر معالمها في مؤسسات التعليم والتربية والإعلام والصحة والرياضة والتجارة والاكيد تكون بلدا سياحيا عالميا ليس بالتاريخ فقط وإنما بإنسان الحاضر، هذه السطور جاءت لأننا نلاحظ تعامل شعوب منطقتنا مع افرازات الجائحة وما حل ببلداننا من دمار بشري ونفسي واقتصادي وأيضا ثقافي اضافة لكل الكوارث والمعضلات الحاضرة منذ عقود بل قرون، هناك خلل مناعي في ثقافتنا الأخلاقية لابد للمثقفين والمهتمين بمصير ومستقبل هذه الأمة أن يرفعوا الصوت عاليا ويستثمروا كل ما من شأنه صد هذا الوباء التي زاد جائحة كورونا ضراوة وتدميرا لإنساننا..

المناعة الأخلاقية محلها من الإعراب هو مساءلة الفوضى وتحديد الأورام والفيروسات الثقافية ثم تجديد الصحة الثقافية العامة عبر مشاريع الإصلاح والتطوير من خلال إثارة الوعي النقدي البناء والمستوعب لأبعاد وآفاق التجديد الثقافي في الأمة..

أحد محددات ضمور المناعة الأخلاقية في واقعنا الثقافي العام، ظاهرة الاستخفاف بمشاريع المثقفين والأبحاث النقدية للمفكرين وتشويه شخصياتهم لتسقيطهم والسعي للتشهير بهم والضخ الإعلامي عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بتحذير المتابعين من الاهتمام وأفكارهم ومطارحاتهم خشية فقدان المصالح وتغيير الواقع واكتشاف الجماهير للزيف الممنهج والمسيطر على أركان الواقع الثقافي حيث الجمود والتخلف والاستهتار والأدلجة تسود السلع الثقافية التي اغلبها استيراد أو تغليف لأفكار ميتة او قاتلة، هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم بل عانى منها العديد من المثقفين والمجددين  أمثال رفعت الطهطاوي والأديب المفكر قاسم الأمين والدكتور علي عبد الرزاق والاديب  العالمي طه حسين والمفكر مالك بن نبي الذي لايزال فكره مؤثرا لدرجة أنني قبل سنوات طالعت بشغف المعرفة لاحد الدكاترة ما اسماه دراسة نقدية لاهم افكار مالك بن نبي فإذا بي أجد الكاتب كأنه لم يستوعب تماما مضامين أبحاث المفكر مالك بن نبي وأغلب نتائجه تسقيط وعدم قبول دون بديل ولا حجة ولا دليل  بل  دون إدراك لأصول الأفكار وأبعادها وهندستها في منظومة فكر مالك بن نبي رحمه الله، ومع الموجة العولمية وشبكة الإنترنت أصبح من السهل لكل حانق أو رافض للتغيير والتمدن أن يزج ببضاعته المرضية عبر فضاءات التواصل الاجتماعي وأحيانا بإسم الغيرة على الدين والعروبة وما هنالك من شعارات حق يراد بها ترسيخ الفوضى والتخلف إما بعلم أو دونه، ولقد عانى الكثير من مثقفينا الاحرار المجددين في الفكر العربي والإسلامي  الراحلين رحمهم الله والأحياء اطال الله في أعمارهم بمصر والعراق ولبنان والجزائر وتونس والمغرب والخليج ومن هم في المهجر الغربي والشرقي، هؤولاء الحكماء والعلماء والمثقفين نواة النهوض الجديد أو ميلاد المجتمع الجديد كما كان يؤكد بن نبي رحمه الله، كلهم بلا استثناء عاشوا بالمبادئ ورفضوا المصالح والمناصب والثروات المليونية والاشهار المزيف في الغرب وفي ربوع وطننا العربي من أجل ترشيد الوعي الثقافي العام بمسؤولية بناء الإجتماع المدني الحضاري وجسدوا المناعة الثقافية الأخلاقية بأبهى صورها من خلال النقد البناء والمسؤول واحترام الرأي الآخر والانتصار للتعدد والتنوع الثقافي الخلاق للنهضة والتحرر من الهيمنة الأجنبية في الثقافة أولا وبالتوالي في الميادين الأخرى..

المناعة الأخلاقية في المجتمع العربي معامل استراتيجي في حيوية تجديد الوعي الثقافي وترشيده لأنه كما ورد عن الإمام علي كرم الله وجهه: "لو سكت الجاهل ما اختلف الناس" هناك حاجة ماسة لتفعيل المناعة الأخلاقية عبر قنوات التواصل في اوطاننا وعبر سن القوانين للردع ودعم المجددين الحقيقيين الناهضين بالثقافة العلمية والنقاشات الفلسفية والفكرية الهادفة لبعث إصلاح ثقافي شامل وعميق، ثم هناك ضرورة لاستحداث شبكة مستقلة لتجديد الثقافة والتنمية في العالم العربي، تهدف لفتح المجال أمام الأكاديميين والمفكرين والأدباء والكتاب في عرض أعمالهم وتطلعاتهم وسعي نحو ملاحقة الأفكار الميتة  والقاتلة في واقعنا، ولا أبالغ أو اجامل بالقول إن مؤسسة المثقف رغم كل الصعاب والتحديات التي واجهتها استمرت ولاتزال تتصدى للتخلف والتزييف والتسقيط والتشهير التي شوهت صور الوعي والنهضة والإصلاح  والتجديد، وكل ذلك بفضل صبر وحكمة المفكر الحر الأستاذ ماجد الغرباوي ورفاقه في المؤسسة والذي زادهم ثقة وعزيمة هي الثلة المؤمنة بالوعي والنهضة والقيم والمبادئ والأخلاق والعلوم والمعارف والحضارة والمدنية  من الكتاب والمثقفين والأدباء من طنجة إلى جاكرتا، هذه المؤسسة  أنموذج حي استطاع أن يوصل صوت الوعي للنساء في البيوت والطلاب في الجامعات وعلماء الدين في المساجد ومجاميع الشريعة وللعلماء في مراكز البحث العلمي وللأدباء في نصوصهم الخلاقة للوعي الثقافي الجديد..شكرا للاستاذ ماجد ورفاقه ولكل من يسهم في إثراء نتاج مؤسسة المثقف من المثقفين في العالم العربي والغرب والشرق وأملنا الكبير أن نستعيد المناعة الأخلاقية في مشهدنا الثقافي حتى يتضاءل الفكر الأحادي ودعاة ملكية الحقيقة المطلقة وتحلق حمامة التسامح في سماء العرب والمسلمين بكل حرية وسلام ...

 ***

بقلم: مراد غريبي

كاتب وباحث في  الفكر

الصفحة 2 من 2