ثقافة صحية

رمضان والصيف وداء السكري

دائما ما انصح مرضى داء السكري المعتمد على الانسولين بعدم الصيام خصوصا اذا صادف رمضان في شهور الصيف، ولكن الكثير منهم لا يلتزم بهذه النصيحة، ثم بعد ان يسقط ضحية اضطراب السكر في الدم او الجفاف ويدخل في نفق من المعاناة لا يخرج منه الا بعد ايام من التكدر والألم غالبا ما تنتهي بالرضوخ الى نصيحة الافطار. جسم الانسان في الحالة الطبيعية ينظم تمثيل السكر في الدم تحت تأثير هرموني الانسولين والغلوكاغون ويبقى السكر في الدم ضمن حدود طبيعية مسيطر عليها .في داء السكري يفقد الجسم القدرة الطبيعية على تمثيل السكر ويحتاج الى علاج خارجي كالادوية الفموية او الانسولين لتمثيل السكر، كما يحتاج الى ضبط وتنظيم كمية الطعام والحركة لتحسين تمثيل السكر في الجسم. جسم الانسان يحتوي ما يوازي 70% من وزنه ماء والماء مهم لتنظيم جميع فعاليات الجسم .السكر او سكر الكلوكوز وهو نوع من انواع السكري البسيط يشكل الوحدة الاساسية للسكر في الدم والجسم، يستفيد منه الجسم ويحول المواد النشوية والسكريات المتعددة وهي الاكبرمنه حجما اليه ليستطيع الاستفادة منه الجسم وخلاياه .يقوم الجسم بأدخال جزيئات الكلوكوز الى خلايا الجسم بمساعدة هرمون الانسولين (لتبسيط وتوضيح عملية التمثيل الغذائي للسكر) وجميع العمليات تحتاج الى الماء، وجزيئة الكلوكوز اينما تذهب تسحب معها جزيئات الماء لذا عندما يرتفع مستوى السكر في الدم وتبدأ الكلى بالتخلص منه لتجنيب الجسم مشاكل ارتفاعه يسحب معه جزيئات الماء، لذا يبدأ المريض بالتبول الزائد ويشعر بالعطش نتيجة لفقدان الماء مع السكر في البول .اذا لم يشرب المريض الماء وكان السكر مرتفعا في الدم وبدأ الجسم بالتخلص منه في البول ومعه الماء ولم يتم تعويض الماء كوسيلة لحماية الجسم من الجفاف والمحافظة على الفعاليات الحيوية للجسم سيحدث الجفاف، والجفاف اي نقص الماء في الجسم عملية خطيرة لأنها تؤدي الى بطيء ثم توقف الفعاليات الحيوية في جسم الانسان بسبب زيادة تركيز السكر في الدم والانسجة وتغير حموضة سوائل الجسم وافراز الاجسام الكيتونية .في رمضان قد يمتنع الشخص عن تناول الغذاء فترة تطول الى 16-17 ساعة واذا كان الطقس مرتفع الحرارة سيحدث جفاف وارتفاع في لزوجة الدم مما يؤدي الى عواقب خطيرة على فعاليات الجسم كما ان قصر فترة تناول الغذاء بين الفطور والسحور وحاجة الناس الى الطعام وعدم قدرتهم على تنظيم تناوله يؤدي الى الشراهة في تناول الطعام، يضاف الى ذلك عدم قدرتهم على تنظيم اخذ الدواء او الانسولين مما يؤدي الى ارتفاع السكر في الدم، و يزيد من خطورة الجفاف واللزوجة لان ارتفاع السكر في الدم يؤدي الى فقدان الماء مع السكر في البول وهنا ندخل في مخاطر صحية .مبدأيا انصح مريض السكري المعتمد على الانسولين بالتوقف عن الصيام في الاشهر الحارة و في حالة العناد والاصرار على الصيام يجب ان يتعلم كيف يضبط السكر في الدم وكيف يوازن طعامه وشرابه بما لا يضره وهو امر صعب جدا واؤكد صعب جدا .كما اود ان انبه المرضى الى ان ارتفاع السكر في الدم او الجفاف يؤدي الى ضعف مناعة الجسم واحتمال تعرضهم الى التهابات مختلفة في الجهاز التنفسي والهضمي والبولي .في حالة الصيام يجب قياس السكر في الدم ثلاث مراث على الاقل في اليوم بجهاز فحص السكر البيتي (الاكوي جك) من خلال وخز الاصبع وتناول العلاج بشكل منتظم كما انصحهم بتناول السوائل والابتعاد عن المشروبات العالية السكر كالشرابت والمشروبات الغازية وتنظيم الوجبات ومراقبة ظهور اي اعراض تدل على ارتفاع او انخفاض السكر في الدم وفي حالة ظهور مثل هذه الاعراض كالشعور بالجوع الشديد او الدوخة او التعرق او الخمول الشديد او الرجفة او تشوش الوعي او المقاربة على الاغماء التوقف عن الصيام وفحص السكر في الدم وتناول الغذاء في حالة حدوث انخفاض وتناول الدواء في حالة الارتفاع .

 

د. احمد مغير - طبيب اختصاص وباحث

 

في المثقف اليوم