ثقافة صحية

الداء السكري .. آفاق مستقبلية واعدة في العلاج

يعتبر داء السكري من اكثر الامراض انتشارا في العالم و يعاني منه حوالي 347 مليون شخص حول العالم طبقاً لمنظمة الصحة العالمية عام2011 , وطبقاً لجمعية السكري الأمريكية فإن حوالي 18.3% (8.6 مليون) من الأمريكيين البالغين 60 عاماً أو أكثر يعانون من مرض السكري .وسببه الرئيسي اما قلة او توقف افراز هورمون الانسولين من خلايا بيتا في البنكرياس او مقاومته من قبل خلايا الجسم المستفيدة على مستوى العضلات او الانسجة الدهنية , مما يؤدي الى عدم فعاليته ويؤدي ذلك الى عدم الاستفادة من السكر وتراكمه وحدوث تغيرات كيمياوية ومرضية ثم حدوث اختلاطات كالاضرار في العيون والكلى والاوعية الدموية والاعصاب اذا لم يتلقى المريض العلاج المناسب، والذي اما أن يكون من خلال حقن الانسولين او بعض الادوية التي يأخذها المريض عن طريق الفم بالاضافة الى تنظيم الغذاء وتقليل الوزن والتمارين الرياضية ليتم تنظيم السكر في الدم .هناك آفاق مستقبلية لعلاج مرض السكري تلوح في الافق ونأمل أن يتحقق بعضها في المستقبل القريب خصوصا ان البحوث عليها جارية بشكل متسارع والنتائج طيبة ومنها:

1- البحوث الخاصة بتطوير الانسولين وطرق اعطائه وتركز هذه البحوث على تسهيل وتحسين طرق اخذ الانسولين لتتم الاستفادة منه من قبل المرضى بطرق اسهل وافضل عن طريق مضخة الانسولين او اللصقة الجلدية او عن طريق تناوله عن طريق الفم وهي بحوث واعدة حيث أن اهم ما يواجه مرضى السكري هو انه يتم الآن اخذه بواسطة الزرق وهو عملية مؤلمة خصوصا في الاطفال وتترك اثار وندبات في مناطق الزرق مما يضطرهم الى تغيير مناطق الزرق من الذراع الى البطن الى الفخذ وتحتاج الى تدريب المريض على ضبط الجرعات وهو من اكثر الصعوبات التي يواجهها المرضى بقصد جعل الجرعة ملائمة لكمية الطعام الذي يتناوله المريض لضبط مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الملائمة.

2- البحوث الخاصة بالخلايا الجذعية وهي بحوث تتعلق بتطوير الخلايا الجذعية غير المتخصصة والتي يتم توجيهها الى اماكن الاصابات او الامراض في الجسم لتحل محل العاطلة وتقوم بعملها ويتم ذلك عن طريق ما يسمى بزرع الخلايا الجذعية وتحقق في بعض الامراض نتائج واعدة وهناك امل في يكون من ضمنها داء السكري .

3- ادوية السكري الاخرى كالادوية الفموية وشهدت تطورا كبيرا وانتاج عدد من الادوية الجديدة في السنوات الاخيرة ويتجه العالم نحو انتاج ادوية تقلل الاعراض الجانبية ويتم تناولها على فترات متباعدة وتضبط السكري في الدم بحيث يستقر ضمن حدود معينة.

4- زرع البنكرياس وهو لا يزال يواجه مشاكل تتعلق بالرفض المناعي وهناك امكانية في تحوله الى طريقة علاجية واعدة .

5- جراحات السمنة تعتبر السمنة من اهم اسباب السكري ومعالجة السمنة قد تؤدي الى ضبط السكري وهناك انواع مختلفة لجراحات السمنة وتؤكد بعض المصادر شفاء حالات من السكري بعد اجراء عمليات جراحة السمنة.

6- تسهيل فحص السكري في الدم :حاليا اغلب اجهزة الفحص المتوفرة تقوم بفحص الدم عن طريق وخزة على راس الاصبع و وضع قطرة من الدم على شريط يتم وضعه في جهاز صغير يقوم بأعطاء نتيجة فورية لمستوى السكر في الدم او فحص السكر في الادرار (البول) وهو فحص اقل دقة . ما يعانيه المرضى من طرق الفحص هذه انها تعتمد على الوخز وما يسببه من الالم وهويشكل ازعاجا خصوصا للاطفال ولا تزال هناك نسب من الخطأ في حساسية هذه الاجهزة لكمية السكر في الدم .تتجه البحوث الحالية لتجاوز مسألة الوخز والاتجاه نحو توفير اجهزة تعتمد على الفحص من خلال الجلد او الاغشية المخاطية الفموية لمنع الوخز كذلك نحو تقليل نسب الاخطاء في الفحص والوصول الى حدود من الدقة الجيدة في فحص كمية السكر في الدم .

 

د. احمد مغير - طبيب اختصاص وباحث

 

 

في المثقف اليوم