اصدارات المثقف

صدور كتاب: الفوضى المستدامة في العراق للدكتور موسى فرج

صدر عن مؤسسة المثقف في سيدني – أستراليا، ودار الرواد في بغداد العراق، كتاب جديد للدكتور موسى فرج بعنوان:

الفوضى المستدامة في العراق.. حوار مفتوح

يقع الكتاب في 600 صفحة من الحجم الكبير، وغلاف جميل من تصميم الأستاذ يونس بولص متي. وقد أشتمل الكتاب على الحوار المفتوح الذي أجرته صحيفة المثقف مع الدكتور موسى فرج

قدم للكتاب عن موسسة المثقف الأستاذ الأديب والناقد سلام كاظم فرج، بعنوان:

فوضى خلاقة أم فوضى مستدامة؟

يعتبر الدكتور موسى فرج واحدا من أهم السياسيين العراقيين (وهم قلَّة...) الذين أغنوا الفكر النقدي الرصين الموضوعي الملتزم بقول الحقيقة مهما كانت درجة المرارة ومهما كانت الأثمان التي قد يدفعها جراء صراحته... فقد كان إلى عهد قريب عضوا فاعلا على المستوى الرسمي وشريكاً (رغم استقلاليته وفردانيته...) أساسياً في صنع بعض الاتجاهات في السياسة العراقية بُعًيد إسقاط النظام الفاشي. وكان لتوجهاته أثر مرموق في إرباك جمهرة من السياسيين النفعيين قصيري النظر. والذين كرسوا وجودهم الطفيلي لا لبناء العراق الآمن المزدهر كما توخينا منهم. بل لتدمير البنى التحتية وإعاقة أيّ محاولة للتقدم والازدهار.

يتناول الكتاب وبأسلوب الأستاذ موسى الساخر المرح ما أسماه في بداية حواراته (حماقات بريمر). ونستطيع أن نعتبر تناوله مرحلة بريمر رديف لكتاب بريمر الشهير (سنتي في العراق) ... سيجد قراء (فوضى مستدامة) مواقف غريبة وبأسلوب مرح أخّاذ لمجموعة من السياسيين العراقيين المخلصين منهم والنفعيين دون مواربة أو خوف من غضبهم. ومثلما أخبرته أن مصدر أعجابي به يعود إلى انه حريص على أن يضع (لكل خدٍّ طينته!!) دون مجاملة.

قبل صدور كتابه المهم (قصة الفساد في العراق.) سألني الأستاذ الصديق ماجد الغرباوي عن إمكانية تبني مجموعة حوارات مع أدباء ومفكرين وسياسيين عراقيين وعرب. اتصلت بالأستاذ موسى فرج وسألته عن إمكانية إجراء حوارات مفتوحة وممتدة قد تستغرق شهوراً.

كتاب الصديق موسى فرج. كتاب أمل. لا كتاب (قتل الأمل.). وهذا حسبه... وهذا مجده...

 وفي معرض تقديمها للكتاب قالت مؤسسة المثقف العربي ...

 كانت تجربة المثقف في الحوار المفتوح تجربة رائدة، وكانت أول من فتح حواراً مفتوحاً على صفحات الأنترنيت عام 2009م. هدفه إثراء المشهد الثقافي والأدبي والسياسي من خلال حوار مباشر بين مجموعة من الشخصيات المرموقة والقرّاء، وقد حقَّقت التجربة نجاحاً باهرا ومشاركات واسعة، وقد صدرت بعض الحوارات كتبا مستقلة.

ومن الحوارات الممَّيزة كان حواراً مفتوحاً مع الدكتور موسى فرج عبر عشرين حلقة، أجاب فيها الأستاذ الدكتور موسى فرج على (88) سؤال في مختلف القضايا المطروحة، كان الفساد في العراق محورها الرئيس. وقد لاقت أجوبته صدى واضحا من خلال التعليقات وثرائها ونوعيتها. وكانت إجاباته وافية معزَّزة بأرقام وشواهد أكسبت الحوار قيمة عالية.

ونظرا لأهمية موضوعات الحوار، لتقويم تجربة الحكم في العراق، والاستفادة من التجارب السابقة، قررت مؤسسة المثقف العربي في سيدني – استراليا إصدار الحوار بكتاب مستقلٍّ ليكون بين يدي القرّاء والدارسين والباحثين بعنوان: الفوضى المستدامة في العراق

جاء في مدخل الكتاب بقلم مؤلفه:

قبل حوالي الشهرين قرأت لأحد أصدقائي منشوراً أشار فيه إلى عدد ممَّن قرأ لهم صديقي في شبابه ومن بينهم الكاتب السوري المعروف "صادق جلال العظم" وكتابه " نقد الفكر الديني" ...فكتبت لصديقي الآتي:

"في أوائل عام 1969 ومرارة هزيمة حزيران مازالت تنزّ من شفاهنا كنت وقتها طالباً في نهاية السنة الأولى في جامعة بغداد، اقتنيت النقد الذاتي بعد الهزيمة لصادق جلال العظم وأردفته بنقد الفكر الديني فوجدت فيهما معظم الأجوبة للكم الهائل من الأسئلة التي كانت تزدحم في رأسي عن أسباب هزيمة حزيران ...الكتابان من الحجم المتوسط وبالورق الأسمر... "راح وكت وأجا وكت" فقدت الكتابين بسبب الترحال والتنقل لكني أتذكرهما جيداً وعندما فتح عصر الأنترنت أبوابه وجدت لصادق جلال العظم مكانته المتميزة في ما يكتبه كتاب كثر في موقع الحوار المتمدن المعروف.

في عام 2008 كنت في زيارة علاجية لمدينة حمص السورية وكانت المدينة إلى جانب جمالها الصارخ كانت في أنفتها وكبريائها تفوق الموصل في عزها مقارنة بمدن العراق الأخرى.

أثناء ذهابي وإيابي من الفندق وإليه صادفت مكتبة ضخمة لبيع الكتب تحمل لافتة معلقة في صدارتها مكتوب عليها "اتحاد الكتاب السوريين / فرع حمص" وبعد إن ألقيت نظرة على صفوف الكتب المعروضة في الواجهة الزجاجية دلفت إلى الداخل متصفحاً الكتب، وكان صاحب المكتبة يماثلني عمراً فنهض الرجل وبادرني هو بالحديث والتمدد فيه وبعد أن عرف أنى عراقي دعاني لفنجان قهوه يعدها بنفسه واستمر الحديث في الشأن العراقي والسوري بيننا حتى قلت له: أشعر أننا كلينا عراقي، قال: لأن الهمَّ واحد والمصيبة ذاتها والثقافة نفسها، في ختام الحديث حكيت له قصتي مع كتابي صادق جلال العظم وتمنيت أن احصل على نسخة من أي منهما، فأخبرني أن الطبعة نفذت منذ زمن بعيد لكنه سيحاول.

في اليوم التالي كنا نرتشف قهوته كما في يومنا السابق فأخرج من "جرارة المكتب" كتاب صادق جلال العظم النقد الذاتي بعد الهزيمة ووضعه أمامي بنفس الحجم ولكن بطبعة جديدة عام2008خطفت الكتاب بسرعة شاكراً لكنه قال لي: اقرأ المقدمة. فوجدت أن صادق جلال العظم كتب فيها، صدر هذا الكتاب عام 2008 وعلى مدى 40 سنه كنت أراقب الأحوال في العالم العربي فلم أجد تغييراً للأفضل قد حصل فقررت إعادة طبعه ثانية.

حصل هذا قبل البلاوي التي حصلت في سوريا وقبل تحول حمص إلى حال أسوأ مما هو عليه حال ضرتها الموصل لأن الهم واحد والمصيبة ذاتها...تحياتي لك ولصادق جلال العظم".

صادق جلال العظم عندما أعاد طبع كتابه في عام 2008 لم يضف إليه غير تلك المقدمة ولكن لو كان قد انتظر 4 سنوات فقط فيشهد ما حصل لسوريا في السنوات التي تلت عام 2011 لتحول إلى كتابة مرثية لسوريا وحمص وبلاد الشام.

في العراق الأمور تجري بوتيرة أسرع فما يصح من إجابات على أسئلة السادة المحاورين في عام 2012 لا يصحّ أن يكون نفسه اليوم إنما يستدعي استحضار وقائع جديدة حصلت فيه خلال السنوات الثمان الماضية ففي حين كان العراق في عام 2012 يسمى بـ "دولة الفساد" بات اليوم يسمى "دولة الميلشيات"، وفي حين كان يوصف بدولة الفوضى بات يوصف بـ "دولة اللادولة"...

وباتت أسئلة من قبيل:

* نظام الحكم بعد عام 2003 في العراق: هل هو ديمقراطي. دكتاتوري. ليبرالي. ثيوقراطي...؟ وكيف تحول نظام حكم المكونات في العراق إلى نظام حكم البطانات...؟

* مرجعية النظام السياسي في العراق هل هي: الدستور. القرآن. الفقه. العرف العشائري...؟

* مرجعية القرار السياسي في العراق هل هو: الشعب. الأغلبية. المرجعية الدينية. الفصائل المسلحة. بومبيو. أم قاءاني...؟

* الهوية الغالبة في العراق هل هي: المواطنة. القومية. الدينية. المذهبية. العشائرية. الحزبية. المناطقية...؟

* ما طبيعة الاقتصاد العراقي.. رأسمالي. اشتراكي. مختلط. إسلامي...؟

* النفط... هل هو ملك الشعب أم يتم تقاسمه باستبدال الجنة في أهزوجة العراقيين عام 1920 (ثلثين الجنه لهادينا وثلث لكاكه احمد وأكراده)، بالنفط في عام 2020 لتكون: (ثلثين النفط لوالينا وثلث لمسعود وأولاده.) ...؟

* هل العلاقة بالإقليم حالياً...فيدرالية أم كونفدرالية ...؟ وإذا أصرّت البصرة أو صلاح الدين على خيار الأقلمة هل يوجد نموذج آخر يمكن تطبيقه مع ضمان بقائها ضمن العراق أم أنها تسعى لأن تكون دولة جارة بأقرب الآجال...؟

* ما قضية "الفوضى الخلّاقة". وهل جرى التنصل من شقها الخلّاق لتتحول إلى فوضى مستدامة في العراق...؟

* بعد اعتقاده بانها محطة من معركة هرمجدون التي تسبق القيامة...هل راجع جورج بوش دراسة الجدوى لحربه على العراق، ليكتشف كم خسرت أمريكا...؟

* بعد سقوط نظام الاستبداد وصفت الحقبة اللاحقة بدولة الفساد... الآن هل باتت توصف بدولة المليشيات أم دولة الفوضى المستدامة...؟

تلك الأسئلة باتت تطرح بقوه...وهذا ما دفعني أيضا لإعادة استنطاق تلك الحوارات من جديد.

وختاما...لا يفوتني أن أتقدم بسلال من الورد مع امتناني وشكري العميقين لقراء المثقف أولاً ولمؤسسة المثقف الغراء بشخص رئيسها المفكر التنويري الأستاذ ماجد الغرباوي وللأفاضل:

* الأستاذ سلام كاظم فرج، أديب وناقد / العراق.

* الأستاذ سالم صالح، مدرس / العراق.

* الأستاذ د. صالح الطائي، كاتب وباحث إسلامي / العراق.

* الأستاذ سعد السعيدي، كاتب / العراق.

* الأستاذ د. هاشم عبود الموسوي: كاتب وشاعر وأكاديمي / العراق.

* الأستاذ حمودي الكناني: قاص / العراق.

* الأستاذ صائب خليل: كاتب ومحلل سياسي عراقي /هولندا.

* الأستاذ سعد العميدي: أديب وكاتب / السويد.

* الأستاذ مسلم السرداح: كاتب وأديب / العراق.

* الأستاذ هاشم كريم: مثقف / العراق.

* الأستاذ علي الزاغيني، كاتب وشاعر عراقي.

* الأستاذ جواد كاظم إسماعيل: شاعر وإعلامي / العراق.

* الأستاذ علي العبودي: كاتب وأديب / العراق.

* الأستاذ سعد السعيدي، كاتب / العراق.

ختاما: سيكون الكتاب متاحاً في دار الرواد في بغداد والمحافظات بغلاف كارتوني وآخر ورقي ، ومن هذه اللحظة سيكون متاحاً بصيغته الإلكترونية، لمن يود الاطلاع عليه.

 نبارك للدكتور موسى فرج صدور كتابه الجديد، نتمنى له مزيدا من العطاء والعافية والف مبروك

 ***

مؤسسة المثقف – قسم الكتاب

1 – 7 – 2020م 

 

 

في المثقف اليوم