شهادات ومذكرات

محمود محمد علي: الطيب المتنبي.. شاعر بدرجة فيلسوف عبقري

محمود محمد علييعد المتنبي واحدا من كبار الشعراء العرب الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس من أواسط القرن الهجري الرابع حتى وقتنا الحاضر، وتركوا في الدنيا دويّاً يصمّ الآذان، وأشعارهم تتردد حتى الوقت الحاضر على كل لسان، ولهذا كان المتنبي قامة من قامات الشعر العربي، استطاع بموهبته أن يسجل اسمه في سجل التاريخ من ذهب، فكان وما زال من أهم الشعراء الذين أنجبتهم العربية، نظرا لما يتميز به شعره من جزالة الأسلوب، وقوة الألفاظ والمعاني، ورصانة القوافي، ومتانة التراكيب، والقدرة العالية على التصوير، وجمعه لمختلف الأغراض الشعرية، كما كان شعره صورة صادقة لتجارب عاشها حتى أصبح نموذجا يحتذي به في كتابة الشعر لما له من شمولية وتميز وذوق خاص (1).

هذا وأبو الطيب راقي الخيال دقيق التصوير، بعيد المرمي فيه، وهو شاعرٌ وحكيمٌ لا يشق له غبار، فقد عُرف بشخصيته المميزة وما كان يكتنفها من غموض، وشعر المتنبي حيّر الناس، واستعصى عليهم فهم مقاصده، وهي الأسباب التي دعت ابن رشيق ليلقِّبه بمالئ الدنيا وشاغل الناس، وصاحب طموح، يعتد بنفسه وشعره كثيرا، أردا أن يغير ما كان عليه حاله ويجعل من نفسه فوق كل ملك وأمير، فاتخذ من الشعر وسيلة حتى يصل إلى مبتغاه، ثم هو حسن البلاء، حين يجرد السيف، أو يلاعب السنان، بهذا وذاك يصرع الأبطال الدارعين، ثم هو بعد هذا وذاك ابن الشعر الذي يقهر به الشعراء مهما ينبغوا، ويقرع به النقاد مهما يبرعوا، وهو من أجل هذا وذاك يزدري كثيرا من الناس، أو قل أنه يزدري الناس جميعا، وما أقدره على أن يعلن ذلك ويجهر به (2) .

عاش المتنبي عمره، وهو يحمل في صدره عزم الشباب، ونفس طموحة، وروح مغامرة، وقلب قلق وثاب، وجنون بالمجد والتعالي والعظمة، وإيمان الواثق من نفسه، وما إلى ذلك من الألوان التي تتلاقي ظلالها في حياة العصامين الذين يرتفعون بنفوسهم من الضعة إلي قمة المجد وذروة العلاء .. هذا هو المتنبي وهذه أظهر خصائص نفسيته، فقد نشأ نشأة الفقراء، عاش حياة ضنكة مغمورة بألوان الشقاء، ولكن فقره لم يحيل دون تفتح مواهبه، وما كان الشقاء ليحيل ذكاءه بلها وتوقد ذهنه خبلا، أو ليقعده في أرض الكوفة مغمور الاسم لا يدوي صداه في الآفاق، فقد تطلع المتنبي وهو في مقتبل عمره إلى الأمجاد، ولم تصدمه الأحداث التي جابهته، بل احتملها أبي النفس، قوي الإرادة، هادئ الضمير، وظل في طريقه يقتحم المصاعب ويواجه الأهوال، يجالد، ويقارعن ويناضل، ويسير من بلد إلى بلد حتي همد جسمه بعد أن ترك في دنيا الأدب دويا رن صداه حتى في آداب الأمم الحية (3).

وأبو الطيب المتنبي أو المتنبه كما يسميه المغاربة كوفي المولد (سنة 303 هـ)، وضيع المنبت، عربي الأصل، يتعصب للعربية، ويطعن في الأعاجم قبل اتصاله بهم، نشأ نشأة بدوية وحافظ على بداوته رغم تحضره، وفي البادية أخذ اللغة، وفي بادية السماوة وهو في العشرين من عمره قام بالدعوة المختلف في شأنها أكانت نبوة أم طلبا للفتح، وهل ادعاها هو أو اعادها عليه قوم آخرون، فتحكي كتب الأدب عن نبوته سيرا مختلفة، وتروي له معجزات كان يمخرق بها على أهل البادية، فقد كان مشاءً قويا يسير من محلة إلى محلة، ويري أخبار الأولي عند أهل الثانية، يوهم أن الأرض تطوي له ن ويحبس المطر بضرب من السحر وينسب له قرآن في مائة عبرة لم يبق منها إلا بضع سجعات، وقد سجن من جراء هذه الدعوة، ثم أطلق والي حمص بعد أن استتابه، ولا نعلم عن سجنه ولا المدة التي قضاها فيه، والمعاملة التي عُومل بها إلا شئ قليل . وله شعر قاله في حبسه يستخف في بعضه بالحبس، وهو أول ما قال فيه على ما يظهر، وبعضه استعطاف واسترحام أرسله إلى الوالي ليخلي سبيله (4).

وبعد خرجه من سجنه قنع بالشعر وجعله مورد رزق وتردد على الأمراء في جهات الشام وقصد كثيرا من أعيان البلاد كالتنوخيين وابن طغج وبدر بن عمار (328 هـ) حتى انتهى إلى أبي العشائر الحمداني، والي أنطاكية، ومنه اتصل بسيف الدولة الحمداني صاحب حلب، فأقام في ذراه وسجل ذكرى حروبه مع الروم في شعر غزير المادة، حافل بالفرائد النادرة، ثم قام بين بين أبي فراس الشاعر أحد أقرباء الأمير وبين المتنبي نزاع شديد هدد مركز الشاعر أحد أقرباء الأمير وبين المتنبي نزاع شديد هدد الشاعر عند أميره، وتبعه خصام مع ابن خالوية النحوي خرج منه أبو الطيب مشجوج الوجه يسي دمه على ثيابه، فانصرف من حاشية سيف الدولة بعد أن قضي بها حوالي العشر سنوات (337-346 ه ) ثم اتصل بعد ذلك بكافور الأخشيدي مدبر أمور مصر، وطمع المتنبي في ولاية أو منصب كبير عند كافور، ولما فشل مسعاه بعد أن طال انتظاره، وكان بينه وبين الوزير ابن الفرات، من قبل، شئ من النفس – غادر مصر هاربا ليلة العيد الأكبر بعد أن مكث بها من سنة 356 إلى 340 ه، وقصد الكوفة موطنه الأصلي، وكان يتردد بينها وبين بغداد (350-33 ه) واغضب كبراء بغداد بإغضائه عنهم والترفع عن مدحهم فأهجوا عليه الشعراء والأدباء فنالوا منه حتى اضطر إلى مغادرة العراق إلى بلاد فارس وبقي بها من سنة 353 إلى 354 ه، فقصد الوزير ابن العميد ثم عضد الدولة بن بويه، الملك العظيم، ونال منه العطاء الجم، وبعد أن انصرف من عنده قاصدا الكوفة قتل في الطريق هو وابنه وخادمه قبل أن يصلوا إلى بغداد ( سنة 354 ه) وكان سبب قتله على الأشهر قصيدة هجاء في ضبة بن يزيد أثارت عليه قرابة المهجو فانتقموا منه (5) .

والكثير ممن تعرضوا للكتابة عن المتنبي رموه بالكبرياء والغرور، واتهموه بالغطرسة وجفاء الطبع، حتى قال أبو على الحاتمي:" كان أبو الطيب عند وروده مدينة السلام قد التحف برداء الكبر والعظمة، يخيل له أن العلم مقصور عليه، وأن الشعر لا يغترف عذبه غيره، ولا يقطف نوره سواه، ولا يري أحد إلا ويري لنفسه مزية عليه، وزعموا أنه لكبريائه وخيلائه ادعي النبوة، وهو فتي في مقتبل الفتوة، وطمع في الإمارة والملك، وترفع عن مدح غير الملوك والأمراء ... وهم حينما يروون هذه الأقاصيص التي تتعلق بكبريائه، والتي أكثرها موضوع افتعله حساده لشوهوا سمعته، ويخفضوا مكانته (6).

والسؤال الآن: هل كان أبي الطيب المتنبي فيلسوفا؟

في اعتقادي أن لأبي الطيب فلسفة تشمل الحياة، وتحل مشاكل الكون، وهو في فيلسوف يتشاعر ويتفلسف في ذات الوقت، وله فلسفة أسبه ما تكون بخطرات في الحياة، وهذه الخطرات لا يجمعها جامعة إلا نفس أبي الطيب والمحيط الذي يسبح فيه ويتشرب منه،  وقد عمد أيا الطيب إلى ما أُثر من الحكم عن أفلاطون وأرسطو وأبيقور وأمثالهم من فلاسفة اليونان، فأخذها ونظمها، ولم يكن له في ذلك إلا أن حول النثر شعرا، كما {أي ذلك من تتبعوا سرقات المتنبي، وأفرطوا في اتهامه، فأخذوا يبحثون في كل حكمة نطق بها، ويردونها إلي قائلها من هؤلاء الفلاسفة، وإذا كان المتنبي قد وصل إلي الكثير من حكم اليونان ونظمها، فإن أكثر حكمه منبعها ذاته وتجاربه وإلهامه .

وقد قضي المتنبي حياته كلها في المغامرات والمنازعات الفلسفية ذات الطابع الشعري، فكانت هذه الحياة سلسلة شدائد، فالمتنبي لم يخلق للحياة الهادئة الذليلة، وإنما خلق لهوي الدوي ولحياة العز، فالذين يريدون أن تكون عيشتهم سالمة من كل ضيم بعيدة عن كل ذل، فإنهن يأنسون بشعر المتنبي فلا يبالون بتعب الأجسام وسفك الدماء ولا يحفلون بأبر النحل دون الشهد – خلق المتنبي لهذه الطبقة من الناس الذين يهون عليهم رزه جومهم في سلامة عقولهم وأعراضهم فلا يحتملون الأذى، ولا يغبطون الذليل، يأخذون من هذه الدنيا ما يمكنهم أخذه زاهدين في كل زق وفي كل قينة، راغبين في الفتكة البكر، وضرب أعناق الملوك .. خلق المتنبي لهذه الطبقة في الأمم التي لا تكسب المجد إلا من تضارب السيوف وسنان الرماح .. حلق المتنبي لهذه الأمم التي تقاتل في سبيل العلي وفي سبيل السلم وتبني مملكتها على الأسل وتطلب حقوقها بالطعن والضرب لأن الدنيا لمن غلب (7).

وليس أبو الطيب بالشاعر الذي خدمته الظروف، وساعده ضعف شعراء عصره في الظهور، فقد عاش في عصر يعد أقوي عصور اللغة العربية الماضية، وأسماها في نواحي الأدب، والثقافة، والتفكير، وكانت المائة الثالثة للدولة العباسية هي المائة الذهبية للعلوم والآداب في حياة هذه الدولة، وقد نضجت فيها اللغة وعلوم التاريخ، والأدب، والطب، والفلسفة، والجغرافيا، وغيرها من العلوم والفنون، وكان الملوك والأمراء والوزراء من كبار العملاء والأدباء، وكان سيف الدولة شاعرا، كما كان الفضل بن العميد، والصاحب بن عباد من فحول الأدباء .. ولو لم يكن في خلق المتنبي إلا هذه الكرامة التي احتفظ بها لأدبه، لكفاه فضلا أن يكون أول الشعراء بعد العصر الجاهلي الذين حافظوا على كرامتهم وفرضوا على الملوك والأمراء أن يطأطئوا لهم الرؤوس احتراما ويجلسوهم من مجاليهم خير مجلس (8).

والجدير بالذكر أنّ شاعراً لم يحظَ شعره بما حظي به شعر المتنبي من اهتمامٍ وعنايةٍ، إذ قام بشرحه أفذاذ اللغة وعلماؤها، ومنهم عالم النحو الكبير ابن جنّي، والشاعر أبو العلاء المعرّي، واللغويّ المعروف ابن سيّدة، يقول العقاد:" فهو حيث قلبت من حكمته، أو فخره أو غزله، أو رثائه، وهو المعتد بفضله، الفاشل في أمله، الساخط على زمنه (9).

وإذا قسمنا شعر ابي الطيب بحسب مناطق القوي المدركة في الإنسان، إلى شعر وجداني توحيه النفس المتأثرة، وإلى شعر مادي تمليه الحواس، وإلى شعر حكمي يكون نتيجة التكفير العقلي، وإذا سؤنا في التقسيم وصلنا إلى الأحكام التالية: مظان وجود الشعر الوجداني في دواوين الشعراء بابا الغزل والرثاء . ولكن هذين البابين من شعر أبي الطيب لا يصحو فيهما وجدانه . فتري غزله خطرات مفكرين: يشرح العشق علميا ويرسم تعاريفه ويضع قواعده، ويصف العشاق ويصور أحوالهم ويصف جمال المرأة بنوع خاص . مواقفه الغزلية مع النساء في الغالب مواقف فراق وتوديع لا تصادف إلا ساعات الرحيل الذي لا يكون إلا مع العيس والهوادج كأنهن ينوين سفرا بعيدا إلى ما وراء البيد والقفار، ثم أن هواه مع البدويات العربيات يفضلهن علي نساء الخضر، وفصل الغزل وحده يستدل منه على أن أبا الطيب بقي على تعصبه للعربية على الرغم من اتصاله بالمعاجم، ويلاحظ على غزله في مجموعة روح الحزن والكآبة وذكري السقم والنحول، وهو في ذلك أشبه بمن ذهب الهيام بلبهم كالمجنون العامري وأمثاله (10).

وكذلك رثاؤه لا يعد من الشعر الوجداني إلا القليل منه فهو يحوي أولا شعرا وصفيا يصور فيه الشاعر مكانة المرثي وابهة ملكة وهيبة جنازته مما يدعو إلى الإجلال والاحترام والإعظام، ولكنه لا يثير الحزن في النفس ولا الدمع في العين، وثانيا شعرا حكميا ملؤه الخطرات السديدة والنظرات الصادقة والأفكار المتفرقة عن الحياة وما فيها مما يدخل في " فلسفة الموت"، وثالثا شعرا وجدانيا في غير الحزن يكثر فيه الوعيد والتهديد والغيظ على الأيام والاعتراض على الأقدار، ورابعا، شعرا وجدانيا في الحزن حقيقة تنفعل فيه نفسه انفعالا صادقا ويظهر من خلال قوله أنه صادق في وده قد نزلت به نازلة حقا وأنه غير مأجور على شعره ولا مخادع في بكائه (11).

أما شعره الوصفي فأما ما فيه وصف الطبيعة والحروب، ويشمل وصف الطبيعة القفار والصحاري وما في نواحيها من بالي الطلول والرسوم مما يدخل فيما يسميه العصريون " الطبيعة الميتة"، ثم يري له وصف الطبيعة البهيجة كبحيرة طبرية وشعب بوان، ثم وصف الحيوان كالظباء، وكلاب الصيد، والأسد، ويتناول وصف الحروب وقائع القتال، والكر والفر، وصفة الجيوش، وأدوات الضرب من رماح وسيوف وغيرها، ويدخل في ذلك وصف الجيوش والخيول (12).

أما شعره الحكمي فله مكانة خاصة في ديوانه، بل إنه يتسرب فيه من أوله إلى آخره، ولذلك يجب على الناقد أن يؤلف من هذه المتفرقات المشتتة مجموعة مرتبطة الأجزاء جديرة بأن تمنح الشاعر لقب الحكيم . أما حكمته فعملية مجالها الأخلاق وتصوير حالات النفس، ومنزعها سامي (نسبة إلى السلالة السامية) لكثرة الأمثال والعبر، وليس فيها من الرومية، أو الهندية، أو الفارسية إلا بعض أسماء وإشارات مقتضبة ؛ وتتلخص آراءه جملة في الشكوى من الناس والأيام والأقدار، وخطته في الحياة خطة عنف وشدة لسوء ظنه بالناس واتهامهم بالغدر والخبث، وقد اتجهت عواطفه لحب نفسه وتحصيل الخير لها منصرفا عن حب الغير، وفكرة الوطن عنده معدومة، وهو شاعر الجمهور وحكيمه وآراءه في جملتها هي آراء الجمهور في كافة الأقطار والعصور (12).

وفي نهاية حديثي أقول: تحية لأبي الطيب المتنبي والذي أقول فيه قول أستاذنا علي ادهم أقوي شعراء العربية نبضات قلب، وأبعدهم منزع فكر، وأعمقهم حكمة، ومن أصدقهن افصاحا عن خفايا النفس، وأعرفهم بأسرارها، فلا عجب أنه بعد ذلك أبعدهم شهرة، وأخلدهم أثراً .. ولست أعرف شاعرا من شعراء العرب حظي من إعجاب الخاصة والعامة بمثل ما حظي به المتنبي، وبرغم الزمن الطويل الذي مر على وفاته، وتغير الأحوال وتبدل المعايير الأدبية، وتباين أساليب الفهم واختلاف الذوق، فإن شهرته لم تخمد ولا يزال اسمه سائرا على الألسنة وشعره مضرب الأمثال، ومستودعا من مستودعات الحكمة .

 

الأستاذ الدكتور محمود محمد علي

أستاذ الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

....................

الهوامش

1- مصطفي صادق الرافعي: تاريخ آداب العربية، مكتبة الإيمان، القاهرة، بدون تاريخ، ص 15.

2- طه حسين: مع المتنبي، مكتبة هنداوي، 2013، ص 15

3- سامي الكيالي: عبرة الشباب لمحة عن المنازع القومية في المتنبي، ضمن كتاب أبو الطيب المتنبي حياته وشعره، مكتبة النهضة، بغداد، بدون تاريخ، ص 37.

4- محمد كمال حلمي بك: أبو الطيب المتنبي حياته وخلقة وشعره وأسلوبه، دار مكتبة ومكبعة الشباب، 1921، ص: و- ح

5-المرجع نفسه، ص: ط .

6- طاهر أحمد الطناحي: فضيلة خلقية، ، ضمن كتاب أبو الطيب المتنبي حياته وشعره، مكتبة النهضة، بغداد، بدون تاريخ، ص 66.

7- شفيق جبري: حياة المتنبي حياة متعبة ممزوجة بالدم، ، ضمن كتاب أبو الطيب المتنبي حياته وشعره، مكتبة النهضة، بغداد، بدون تاريخ، ص 42

8- طاهر أحمد الطناحي: المرجع نفسه، ص 67-68.

9- عباس العقاد: أبو الطيب المتنبي حياته وشعره، ص 6.

9- محمد كمال حلمي بك: المرجع نفسه، ص: ي .

10- المرجع نفسه، ص: ك .

11- المرجع نفسه، ونفس الصفحة.

12-المرجع نفسه، ص: ل.

 

في المثقف اليوم