نصوص أدبية
دماؤك العراق .. يا سيدي الحسين
ما سرُّ جُرحِك َ، طولَ العمر ِ أحمله ُ
من خامة ِ المهد ِ حتى خامة ِ الكفن ِ
كم كربلاءَ حملنا فيكَ يا وطناً
الله يا وطني ، يا عيني يا وطني
شهيدُ إسمك مذبوح ٌ بألسنةٍ
تخشاكَ صدقاً على إطلالة ِِ الحَزن ِ
تلك السيوف ُ التي أدمتك َ يا أبتي
ألقت برأسي على سجادة ِ الفتن ِ
نفسُ الأكف التي ريق َ الحسينُ بها
تريقُ ألفَ حسين ٍ ، يا أبا الحسن ِ
هم راكعون الى التيجان ِ يا أبتي
يا من بعمرك َ لم تسجد الى الوثن ِ
وواهنون على ذل ٍ عروشهمو
كحاصد ِ العارَ بين الجبن ِ والوهن ِ
مخالب ُ الريح ِ تدمي الشمسَ في بلدي
حان الممات ُ وفجرُ العمر لم يحن ِ
قد أشتهي النارَ في أعتى أسنّتها
والنارُ في بعض ِ بعضي شرعة ُ السُنن ِ
والله ِ ما قتلت كفي أخا شرف ٍ
وما تلوثت ُ روحاً في خنا الجُبن ِ
وما تعودت ُ بوح َ السر ِ في بشر ٍ
وليس لي شائنٌ في طنّة ِ الأذن ِ
سرّي سيبقى كسر ِ الأرض ِ ما بقيت
وفيَّ يفنى فناء الروح ِ في البدن ِ
فكيف أنعى فراتاً ضحكه ُ شجن ٌ
وكان يوماً مع الأطيار ِ في شجن ِ
هم صوّروه ُ كأنثى الليل ِ يغصبه ُ
من لم يكن سيداً من قبل ِ لم تكُن ِ
ما بات َ لي في بلاد ِ العرب ِ سارية ٌ
وكنت ُ سارية َ الدنيا لكل ِ ضني
ولا نشيد ُ بلاد ِ العرب ِ موطننا
ولا لبغداد شان ٌ في حما عدن ِ
إلا دمائي كما الطوفان أرقبها
تبلط ُ الأرض َ من تطوان ِ لليمن ِ
اليوم أعلن ُ للتاريخ يا أبتي
موت َ العروش ِ بلا سعر ٍ ولا ثمن ٍ
فقد خسرتك َ والخسران ُ غصته ُ
في غربة ِ الروح ِ لا في غربة ِ السكن ِ
لذا سأهتك ُ عهرَ البعض ِ من زنم ٍ
وعهرَ بعض ِ دعاة ِ الضاد ِ في اللسن ِ
الله يا وطني كيف َ السبيل ُ الى
تقواك َ من فاتح ِ الأسرار ِ للعلن ِ
أني أسبّح ُ باسم ِ الله ِ في سفن ٍ
غرقى وريحي بما لا تشتهي سفني
متى ستطفىء ُ هذي النار ُ جذوتها
والنار ُ تعوي كما السجان ِ في السجن ِ
وأنت يا غرّة َ الأشياء ِ كن سببا
كالماءِ ِ في جذوة ِ الأعراق ِ للفنن ِ
جُرح ُ الحسين ِ ، بلادي لا شهيد ُ بها
إلا العراق ُ، رهينُ الجرح ِ والمحن ِ
أني آراك َ سبيَّ الأرض ِ يا بلدي
لِما سبيُك َ في الأمصار ِ لم ترن ِ
أرض ٌ بوسع ِ جراح ِ الله ِ ما سكنت
ولا غفا جفنها في آمن ِ الوسن ِ
وما استفاقت على فجر ٍ حمائمها
إلا الغرابيب ُ تتلو ناشزَ اللحن ِ
حزني على أمة ً صار َ الدخيل ُ بها
شيخاً وخيالها يدُمى على الرسن ِ
حزني عليك َ وحزنُ الحزن ِ أوله ُ
هذا الخراب ُ على رهن ٍ ومرتهن ِ
قد راهن َ الكلُّ في ذبحي وسفك َ دمي
وأمنوا جثتي في شرّ ِ مؤتمن ِ
فمنذ ُ أن أبصرت عين ُ الدما جسدي
ريقت دمائي على قارورة ِ اللبن ِ
فهل ستقضي بي َ الأقدارُ غربتها
ويستباح ُ دمي في سائر ِ المدن ِ
وهل ستبقى بي َ الآحزان ُ عاصفة ً
وينتهي العمر ُ في بحر ٍ من الحَزن ِ
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1072 الاثنين 08/06/2009)