نصوص أدبية

وداعا..

عندما أغلق الباب للأبد، تسرب آخر شعاع لضوء الشمس اتجاه النافذة الصغيرة، رسم شفقا جنوبيا على شعرها. بعدها.... وحدها البوابة الفاقعة اللون البني هي من حفظ الذكرى.... فقط الذكرى.....

لا تريد رؤيتي على الاطلاق،

هي وعود للأسف، أراض شاسعة، وطبيعة خلابة

-"انصرفي"، قالتها  بصرامة

جلست على ذاك المقعد المواري لتلك الخيمة الغامقة، حيث الأشكال الدائرية أكثر لمعانا ونعومة وانعراجا.... جزر، وجبال متداخلة، وأرخبيل.....جزر وخطوط وجهها البيضاوي الرخو مشعة.

تفحّصتني

وبعدها استقرّ بصري على لون الباب البني، تمعنت فيه لآخر مرّة،  شرد بصري، ضاع،  وكأن العالم تسرّب من قبضي فجأة، من أكون؟ من أنا؟ وماذا سأكون  

 "بدوني، أين ستذهبين"، سألني وجهها الارجنتيني، حينما أضاء آخر شعاع شمسي  الشفق الجنوبي لشعرها

 

الشباب

عادة ما يأتي الربيع متهورا في البلد التي يقطن فيها دولوريس، ففي وسط الباحة الكبيرة توجت شجيرة الغردينية القديمة، التي نقلها الاسبان لمستعمراتهم، وهي تتوسع عاما بعد آخر في أرض قرميدية الشكل.

استطاع دولوريس منذ تكوينه أن يلاحظ أنه قبل يوم من ميلادها كانت زهرة الغردينية عبارة عن براعم صغيرة، صلبة ومخضوضرة....ولاحظ أنها في اليوم الموالي، كانت تتمدد بشكل غير طبيعي، كما لو أنها تتمدد بالساعات، الغردينية أصبحت وردة: كل برعم يحمل في ذروته طائرا مخضوضرا أبيض كقشدة اللبن، يصير أصفرا، ذا روائح عطرة قوية ، كأنه روح ترقص على ايقاع غناء التهنئة. وهكذا هو دائما، وسنة بعد سنة، لاحظ دولوريس أن براعم الغردينية تخدع قوة القوانين البوتانية (علم النبات) من خلال نموها في ظرف جملة من الساعات، تحتاج فيها إلى الضوء والظلمة والحرارة والبرودة لتصير ورودا في ظرف ليلة واحدة.

Blanca Marina Ratner

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1320 الاربعاء 17/02/2010)

 

 

صورة  لشابة في مقتبل العمر

في نصوص اليوم