نصوص أدبية

حين لا يذكرُكِ الآخرون

زمناً.. فركتِ وجوههم بماء الورد وطاردتِ ظلالهم كطفل يعلب بعباءة أمـِّه..

لا شيء يعكسكِ الآن في مراياهم بينما مرآتك مبتلـَّة بهم، تُسوِّرُ وجهَكِ حين تغفل الذاكرة.

هل تلاشت ملامحُكِ وغدت هلاميَّة، أم تآكلتْ حتى ظنوا حان دفنك؟

 

ماذا يعني أن يدفنكِ الملتصقون برئتك؟

كيف تجدين معنى للقتل حين يقـتلُكِ اسمك؟

وبماذا يلوِّحُ الظنُّ ؟

 

 راهنتِ بهم ، روَّضتِ اغترابكِ وراهنتِ ،أهذا هو الرهان؟

أبكَ قوَّة مكابرة على جرح جديد؟

ماذا يعني أن تجرحكِ رئتـُكِ، قلبُكِ، أنفاسُك، روحُكِ، أحلامُكِ، كلُك؟

 

 لا شيء يعكسكِ في وجوههم غير السوط،،،أبالسياط  تكتبين اليوم؟ أتجلدين ذاتك؟

أهذا عذابُكِ يتدلى بين يديكِ ليغدو حروفاً؟

ماذا ستقولين لبناتكِ الكلمات ولأبنائكِ الحروف؟

 

عمَّن ستكتبين وقد أصبح الورق ذئباً، والأصدقاء نواحاً، والصفحات تابوتاً؟

 

ألا يعرفون أنَّكِ تتسعين في كل الأسماء؟

 خصائص النعناع، ياسمين الحدائق... لا تعني زحمة السير لهذه الرائحة غير أقدام تعرف أين الخطوة المُهَيأة لعبور الجسر.

لو هيئوكِ إلى الجَلـْدِ امتزجي في قيثارة الخلائق وكوني.

 

أفي لحظةٍ عنكبوتٍ أنتِ؟

 لا مفرَّ من بلاد بين أضلاعكِ، بلادُك هم وبشهقاتهم وزفراتهم تتدلى أحزانُ نكرانهم بين أصابعك لتقولين ماذا ولماذا وألف كيف؟

 

لماذا يكرهون البياض ؟

كيف يفتشون عن حصاركِ وأنتِ أرضٌ لا تُحاصَر؟

ألم يجدوا غير حبر النكران ليكتبوا عن عاشقة خلاياهم؟

 

خيولكِ، شمُسكِ، أنوارُكِ،عصافيرُكِ، أشجارُكِ، جمعتِها في"خوية" امسكي بها جيداً كي لا تُدفن معكِ حصيلتكِ من التوازن.

تمسكي بها وادخلي شراكهم فالينابيع تحضرُ ولا تَحْـتَضِر.

 

تحصَّن قلبكِ بكِ  لئلا يُلوثُ طينُهُ.

 اجمعي أزرارَهم المبعثرة، وتوهَّجي على أزرار الأرض قِبلة.

 

سيعرفون البياض وإن توجَّع اللونُ.

ولتبقَ خاصتـُكِ" خوية" مدخلكِ إليه.

 

ملاحظة: دعوني الآن منفيَّة بي لاجئة إليّ أحتضن هوائي ريثما تحرقون أقنعتكم والتوابيت.

 

ملاحظة مهمة:

اصمتوا ثانية وتذكَّروا أن المسيحَ بعد الصلب يُبعِثَ حياً.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1348 الخميس 18/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم