نصوص أدبية

بيتُ الطـين

ينقشُ عمرَهُ البذرُ

يتناقلُ الـٌّلقاحُ بجفنِهِ

وحجرٌ أقولُ له أضئني

ظمئتُ حتى شاب دمي

كلـّما خلتُ وقعَ نارهِ أتبخـَّر.

 

وجهـُكِ عتبتانِ

إيقاعُ البعيد أعوادُهُ

عمّ الفصولِ وشقيقـُها

جرّدْني قصَبة ً

نحو السَّماءِ اندفاعُها

فسحة الغصنُ الطريُّ

على شفتي توأمُ مائِها

وجهـُكِ زحفُ الصروح بابُـه

طـَرقتــُهُ

عضَّ أصابعي بنقيضيهِ

وانتشرَ

لنساءِ الغسقِ العاريات ثياباً

رايتـُه في المنام شهيَّ السُّؤال:

ووجنتـُكِ الحقلُ

لماذا حلبتِ ياسمينـَها؟

لماذا تركتِ الريحَ تشربـُهُ؟

أجبتـُهُ: أمومة عمري مالحٌ صبرُها

لمْ أنتبه أنـِّي أشربُ البحرَ

لم انتبه أنـِّي أُرْضِعُ الريحَ

لم أنتبه أنَّ ابنتي جرعة ٌفاسدة ٌ

ربـَّما حكمة ُالصمتِ لهُ

بابـُكِ حين طرقتـُهُ

لم انتبه أنـِّي امرأة ُالظلامِ

وسُمرتي قـُفلُ الخطى

أُقتـَلـَعُ من رئتي حين أحادثهُ

بابـُكِ لم تنمْ غابتـُهُ

ما زلتُ واثقةً أنـَّهُ المجيب.

 

بالنعناع أعجنُ سنابلي حنـَّاءَهُ

أمسحـُه ُبركة َ وليٍّ وانتحبُ:

رأيتـُها البارحة على الرحالِ تلتئمُ

تكشط ُالطرقاتَ من قـُشور أضلعي

رأيتُ القشورَ براحتيها وطناً

أيحصلُ أن ينقرَ الحَبَّ بيدي

عصفورُ الترابِ ويسرقَ ناظري؟

كما كنتُ أسرقُ ضوءَها لرفــِّهِ

أيحدثُ أن أراها بحجم البهجةِ

فوق قحط الأرض ظلا؟

 613-wafaa

حين تصبحُ غرفتي صلاة ًخجولة ً

أعرفُ أنَّ ثماركِ تنضحُ

من التصاق الشبابيكِ

واختناقِ الحقائب بعذرها

أتلمـَّسُ روحَكِ النـَّهار

وقتَ تكسِّر أجزائي ساعة اختناق

يقدحُ الشايُ بكوبه وضوءاً

وصهوة ُالماء في القدح تقرأُ المحيطـَ

كتبي معجزةَ اندفاعٍ تتراقصُ

أُصبحُ مدينة ًجاهزة ًللعناقِ

وعلى عجَل خوفي أنهضُ

أعرفُ انــَّكِ هنا

تأتين بالقـَدرِ راكضاً

كصغيرٍ يتبع أمـَّهُ

تضمـِّدين سكوني

تـُصهرين قيودَ أسئلتي

تتصاعدينَ غامرةً بالمطر

ويهطلُ  ضلعكِ بالحنين.

 

قابلة ٌأنتِ

توّلـِّدُ جمرةً بكرُها النـَّهرُ

صرختُ ساعة الطلق

صرختْ الطيورُ والأغاني ذهلتْ

ها هنا مرقَ اختراقـُها

وها هنا دماءُ الدخول  دفاترٌ

تسجـِّل مولدَ بكرٍ

حين خلقهُ اللهُ لم يُثن.

 

صحا على نقر الجوارح الحلـُم ُ

شَرِهة ًتخرجُ  من صدري وتنهشُ.

 

أصدقائي خناجرٌ وضيوفٌ

يطاردون الزادَ بحثاً عن طفولتي

عن كركرة الشوارع للصغار

والعبث الطفل على قرص خبز البتول

عن رغبة الأرض في احتضان مهابة أقدامهم

وهُم يشدّون قفزاتـَهم

على خصرِ الضِّفافِ حزاماً

أنا الآن ألهو بتعثــّري

كلـَّما هربتْ جثتي من تناقصِها

أرجعتـُها لأحتمي بالشَللْ.

 

يتـَّسع الهـَذر بحكايتي

أصمتُ مشنوقة الصوت

بأوتار عود غريب

أقولُ له  أغثني

وترُكَ أفضت له أمومتي

لي رغبة ُرقص الـِّلجام

حين يـُكبحُ

رقصَ العودُ مُرٌّ العروق

خبـَّأ عينـَه ودسَّ في جيبي حالـَه ُ

معولُ الشِّريان يهدمُ

يتهدَّمُ ويختنقُ.

 

لا تختنقْ

كعادتها عندَ البابِ تسندُ قلبَها

و تتزاحمُ في عيونها الصور

حين لم تجدها السِّدرةُ انتحرتْ

أحمرُ النـَّبق ِسقفـُكَ ما لـهُ

أليس فيه من أفواه الحمائم مضغة ٌ؟

ملجأ ٌالعصافير صوتـُهُ

عشقنا رجعَ غزارتهِ

يجنـِّح للشمس كي تستظل.

 

بيتُ الطين

يا أنا في الصفعات ومذاق العصا

قدمي لا تستريحُ

وصلَ العدّ حدَّهُ

اعرفني ولو بالشبَهِ الـظَّـنون

الشَّاهدُ ما بكَ من هوى

وضريحي وردة ٌ

لا يـُدفنُ القرنفلُ

قبري زجاجة ُعُطرٍ

تقطـِّـرُ ماءكَ وتختمرْ.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1354 الاربعاء 24/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم