نصوص أدبية

قدسية الأبدية

هكذا بدأ سؤال صاحبُ العينين الزرقاوين، وهيكلٌ لم يكتمل امتشاقهُ، وذهن لم يأت للكون ليفكر سوى بأكلِ الحلوى وعناقِ والدين ليغفو غفوته الآمنة حتى الصباح.

في ذهول المعقول اختُصرت الإجابةُ بحريق كلتا العينين الصاخبتين صمتاً.

استنكر الرد وثارَ ثورة رمادٍ لفحهُ الهواء: وإن كفّ القلب عن خفقهِ وأغمضت العينان في سُبات ٍ أبدي سأغفو في قبرٍ معتمٍ ؟

تقرفصت ُ معانقة ً ذاك النبيه الصغير وقلت بهدوء معتاد : سيأتي يوم ٌنغفو به للأبد

ردّ رافضا ً تكنيكية الحياة: وماذا سأفعل هناك ؟والله إن غفوتُ يومين سأموت مللا ً

وأضجر . بالله عليك يا أمي ماذا سأفعل لأمد الدهر، وإن امتلأتُ فراغاً وتراباً وعفنا؟

أدهشني صغيري من عمق ذهنه ! واستفزني بنفس الوقت، وعلمني كيفية الولوج داخل قدسية الأبدية فأجبته: كيفما نفخت البطون وطقطقت أجراس المجيء نحن راحلون .. وكيفما تعايشنا في هواء الحياة سيدركنا الموت في تراب القبور حتى يجيء وقت الصعود للرب والحساب.

حملق ! وإذ بذاته تلدغه فيزداد تحملقاً !فيصرخ:

كل من سكن القبر يصعد للرب؟ أيدركون الدرب فلا يتيهون؟

سكن المكان من حولنا، عانقت صغيري وهمست له: كلهم صاعدون، لا أظنهم تائهون.. ابتسمنا ..ومضينا..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1364 الاحد 04/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم