نصوص أدبية

يُشبُهُ الموت اللذيذ

والدماءِ الصاعدةِ هرباً من هذهِ الأرض المريضة

ولخوفكِ مخالبهُ ورمادهُ الباردُ

ولليقينِ الذي يسكنُكِ جمرهُ وجوهرهُ

ولضعفكِ مايذكّرنُي بفكرةِ الانتحارِ

التي هي رغبةٌ لذيذةٌ للتحليقِ والتحرّرِ من الارضيِّ

والملوّثِ والشكوكيِّ واللامجدي

يالبسالتكِ وانتِ تحاورينَ ذاتَكِ

ازاءَ الصوتِ - الحلمِ - الخوفِ - اليقين

انهُ ذاتُهُ الحوارُ مع الروحِ

حولَ الموتِ وسؤالهِ الوجودي

وحقيقتهِ وجوهرهِ

هل تريدينَ أن أُجيبكِ عن الموت

انه أبديتُنا وخلاصُنا المؤجلُ

إنهُ حلمُنا الكوكبيّ

إنهُ حياةٌ محايثةٌ

هي اكثرُ جمالاً وفرحاً

من عجوزٍ طاعنةٍ بالتلوّثِ والضجرِ والخوفِ

اسمُها حياة

وأعني حياتَنا المرةَ - اللذيذةَ

التي لانعرفُ كيفُ نحياها

حتى ولو كفكرةٍ

او كحبٍّ

او كقدرٍ غامضٍ

مااضعفنا .. مااضعفنا

مااضعفنا نحنُ المهووسونَ

 بالكلمةِ والفكرة والموسيقى

 والحلمِ والقصيدةِ والمشاعرِ

والأغاني  الجريحةِ

أإلى هذا الحدِّ يجعلُ منا التأمّلُ جبناء؟؟؟

- كما قال صديقنا شكسبير - المشكوك بوجوده أصلاً

جبناءُ نحنُ لاننا لانعرفُ كيفَ نحبُّ حقاً

جبناءُ لأننا لانعرفُ كيفَ ندافعُ عن حبنا الكوني

جبناءُ لأننا نمعنُ بتخريبِ ذواتنا

ونكذبُ كثيراً بإدعاءاتنا بأننا متصالحون مع ارواحنا

فلو كنا متصالحينَ حقاً

لأحببنا حدَّ الفناءِ والتجلي

 والتعالي والصبرِ والوجعِ المضئ

والبساطةِ والفرحِ والدموعِ

 والتحليقِ في الأرضينِ

 وليس في سمواتِ الاحلام الخلّبيةِ

والهذيانات الكابوسية التي تتطاير من رؤوسنا

 كطيورٍ ميتة

---

 

بردانةٌ أَنتِ

وأنا حزينٌ

 وأتشرَّدُ في ليلكِ البريِّ الباردِ

ولكنَّ قلبي مترعٌ ومعافى

بالحبِّ الذي يغمرُني ببسالةِ البقاء

والخلاصِ الذي يشبهُ الموت اللذيذ

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1383 الجمعة 23/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم