نصوص أدبية

ملحمة البحث (2)

 أتـكئُ على صدره باحثة عن نفسي وعن عيون تراني فيها، أغرق في لهب الورد، يضمني صدره في الحلم وحين أتوضأ بماء الحقيقة أجدني مجرد مزلاج وباب.

 

أيّ هذه الأبواب، القلاع، السجون، الأقفاص، السكاكين، لماذا لا تتريثون قليلاً وتنظرون في قلبي ولو ثانية.

أخبركم: ستجدون وجوهكم هواءً تتنفسه الرئة.

 

أختبئُ في صدر المعنى باحثة عن حرف يكتبُني على جدران الحقيقة ضوءاً غير منسيّ،،أتوسله نطفةً لم يرها أحدٌ لا يفقه الحياة، أوقظ فيه أسراري التي استجدت زمناً على أبواب القواميس حين خانتها اللغة الأم، لكني أصحو من حلم البحث على ألف ياء تغلق فكَّيها وتُوسع وجه الناب.

 

أيّ هذه الأنياب ترفَّقي ما أنا إلا شاعرة تعشق العشب،،ويحي،، أعلمكِ وقت زرته أرتجي الكلمات سقفاُ والحروف وسائداً نزع سرواله الهشّ، فتلعثم الضوء في صدري وأبى أن يخرج كي لا يبقى مسكوناً بالخوف.

 

أختبئُ بأريج المشي صوب المعنى فتخنقني اليد القاحلة القاتلة.

أتوسل رجاء المآذن، النواقيس، القبَّعات، العمائم، أتجه إلى بريدي اليومي فأجد رسائلَ معنونة باسم جراثيم العصر.

 

أيّ هذا الأريج، المشي، غاضبة أنا، هادئة مطعونة بلغو المواعيد، والأرض الرماد، فأين أشتل ورد الضوء؟

أيُّها ال "أين" ألا ترى شكلكَ في مراياي؟

خذ بيدي وقل:

- أيتها الشواطئ عودي إلى أصل الماء، أصلكِ البكر.

 

يتبع

وفاء عبد الرزاق

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1384 السبت 24/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم