نصوص أدبية

ملحمة البحث (3)

استبشرت خيراً ساعة نشرتُ أشرعتي لكن الأردية المدمِّية جاعت لنازفي فإليك ألجأ من الظل الذي يلاحق سفني.

 

إلهي... امنح الأرض مطراً من الرياحين واستبدل الطعنة بالجَمال.. فمازالت الطيور الأليفة تعشق أعشاشاً رطبة.

امتشق المطر من غمده واغمده في صدري فعبر دمي تزهر هيفاء تلد الأنثى الجموح .

 

إلهي....ألا ترى قلبي الطفل يختبئ في القصيدة ولا يجد غير اعتذار الكلام؟

أنا لا استبدل البراءة بالحلم، بل اعشق الحلم البريء.

 

إلهي اغسلني بغيثك واتركه يطاردني مثل طفل ، لي طفولته ولي المحطات المطارِدة فلا تُسقط اسمي من شجرة عائلة المطر.

 

عبرت بي الأغاني وحلَّقت للمحبين ، دخلت البحر. الزلزلة، العاتي من الموج،، واستخرجت نفسَها درّة اللقاءات لكنها استغربت الدرر الغاشية على سواحل الرمل.

سالت الرمال واحدة تلو الأخرى عن غفلة البحث، فأجابتني: 

-     منذ خمسين نعانق الأزقـَّة الحريق.

دعني أصعد إلى غيث نضر وإن تعاقبت الحراب فأنا أهب الورد للورد وأمنح قلبي بالتساوي لعطر به متسع لابتسامة طفلة.

 

إلهي... ماذا أفعل بالقذيفة، القنبلة، الطلقة، وفي يدي الدوالي ؟

كيف أتلقف هذا الغزَل الشرقي الغربي لراحتيّْ؟

كيف أردِّد: ُ"سبحانكَ، سبحانكَ،، الغوث، الغيث" وفمي موصدٌ بما ليس لي.. لي منكَ ما للحمائم وأنت العارف بمَن يظلِّلُها صمتُ الظِلِّ.

 

اكتشفني ارتفاعاً، يقطف من امتداد أعاليكَ ما لم تألفها الرعشة العاشقة ويقولُ: - هو الغيث فاحضروا مزاميركم وأبقوها إلى يوم الدِين.

 

إلهي،،، إلهي...

  دعني أضيء إلى العالم القولَ:

- أنا زُرقةٌ في السماء... أنا زرقةٌ في الأرض.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1387 الثلاثاء 27/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم