نصوص أدبية

ليس إلاكَ جميلاً ياجميلُ

 إنتظرْني إنَّ روحي قادمةْ

إن كنتُ لمْ أُسرعْ بخَطوِي

وتوانيتُ

فإنّي نادمةْ

يا روحَ روحي

ها انا قد شاب مني الرأسُ

واظلمَّ طريقي

ومسيري شائكُ

والقلبُ أتعبه المسيرْ

 

لمَ قد تسرَّعتَ الرحيل؟

وتركتَ لي في القلبِ

جمَّ لواعجَ

 بالدمعِ مني تستجيرْ؟

 

واهاً لحزني

يومَ أن ودَّعتني 

أبت الدموعُ توقفاً

فخُضِّبَتْ

 بنزيفِ روحي

وانثنتْ

 ثكلى

 على الجسدِ الحبيبِ جاثيةْ

ترمَّلَ الشوقُ المضمَّخُ بالحنينِ

وكلُّ ما حولي جفافٌ

ليس للروحِ سوى الصمتِ مجيرْ

لا ضوءَ يبدو في الطريقِ

لا ومضٌ ولا نبضٌ

ولا همسٌ

يهدهدُ خوفَها

 ينساب من شفةِ الحبيبِ النائمةْ

-------------------------------

 

واهاً لروحي يوم أن ودَّعتني

كان الظلامُ مخيِّماً

 في كلِّ ركنٍ حولَنا

وأنا وأنتَ

 وذلك الصمتُِ الرهيبُ يلفُّنا

والأسى يتدفَّقُ

بركانَ جمرٍ 

في الضلوعِ الخائفة

وابتهالاتٌ حزينة

مزَّقت جدرانَ قلبي الواجفة

صرَختْ تدوِّي

 في لهيبِ المُنتَهَى

 واللانهايةِ لوعةً

قِفْ ... لا تودِّعْ

دَعْ يَدِي بين يديكَ

حمامةً

 في ظلِّ حُبِّكَ ناعِمةْ

 

لم تستمِع لي

يا حبيبي

ومضيتَ..

أنتَ...

أنتَ والدربُ البعيدُ

وهاهنا رجعُ الصدى

 و ذكرياتُ الأمسِ

فيها الروحُ بَعدَكَ هائِمةْ

 

قالت لي الغجريةُ  العرّافةُ

 ستعرفينَهْ

يومَها حينَ ترينَهْ

يومها حين يطلُّ

 في رؤاكِ بهامةٍ

فيها الرجولةُ في تجلّيها

شموسٌ مشرقةْ،

وبها النقاوةُ

والشهامةُ

والشموخُ

 وعزَّةٌ كعلامةٍ

 

وفي الجبينِ إشارةٌ

خالٌ على الحاجبِ يرنو

كملاكٍ حارسٍ

يحرسُ شوقاً فيه يهفو

 للتي يهوى

وهذي هي أنتِ،

سترين النورَ من نورهِ

 أفاقاً مضيئةَ في الظلامِ

ونجوماً تتألقْ

في سماكِ

بعد أن كانت سماءً غائمةْ؛

 

كلُّ ما قالتْ صدقْ .....

وتراءيتَ بأيامي ربيعاً

وخريفاً

فيه الوانٌ

لها في الروحِ ظلٌّ

وقناديلُ تُراقِصُ ظلَّنا

بليالٍ  هزَّها الحبُّ

بأنغامٍ ٍعِذابٍ وحكايا حالِمةْ

----------------------

 

أنت قد كنتَ جميلاً يا جميلُ

وليس إلاك حبيباً يا جميلُ

فكلما غنيتُ عشقاً ..... 

أنتَ فيه

وكلما خاصمتُ حُبّاً ....

أنتَ فيه

وكلما عاتبتُ شوقا.... ً 

أنتَ فيه

وكلما أحرقَ دمعي مُقلتيَّ ....

كنتَ فيه

وكلما جُنَّ جنونُ التوق

يعصفُ صائحاً في خافقيَّ....

قلتُ لا....

لا أرتجيه،

 

فأنتَ عِشقى

وأنتَ شوقي

وأنتَ توقي

وليس إلاك جميلاً يا جميلُ

--------

 

وتذكَّر .....

تذكَّر يومَ أن قبَّلتُ

في الجسدِ المسجَّى

شفتيكََ

فابتسمت

وتذكَّرحينما حلَّ مكانَ الدفءِ

 ثلجٌ في يديكَ

قلتُ لكْ

إنتظِرني ....

 لن يطولَ الإنتظار

وقد صدقتُ

وقد وفيتْ

 مزَّقَ البردُ ثيابي

وطويلٌ ما مشيتْ

فالقنطره ليستْ بعيدة* وقد وصلتُ

ها أنا ذي قد أتيتْ

هذهِ روحي إليكَ قادمةْ

 

حرير و ذهب (إنعام) 

الولايات المتحدة

http://goldenpoems.wetpaint.com

 

........................

- هذا النص انتشلته من الآرشيف الذي غرق مع ما احتواه من مشاعر وسطور لها منزلة خاصة في نفسي وهذا أعزها لدي، ولهذا رغبت بإعادة نشره.

- وكانت هذه تمتمات في ذكرى زوجي الراحل الذي لا أرى جميلاً إلاه... ولم تحلُ امراة في عينه إلا أنا..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1390 الجمعة 30/04/2010)

 

 

  

في نصوص اليوم