نصوص أدبية

الهدّام

ما دام الحبرُ منسكبا ً على الأوراق ِ البيضاء ، فالجرحُ ينزف والأحضانُ تصقعها ضحكات صفراء ميتة .

الداخل يبتهل من ذاتٍ لا تنتمي لأشواك البشر، لكنها لا تقوى على التنفسِ إلا من خلال وخزهم. الذات ضاجة بالضرباتِ وقارعتها ساكنة كعروس الولادة بالماء والبخور في هدأة المجيء..

استغورت في أرض الظن، تآكل العمق وذبذبات التيه تلاحقُ المساكن

فتغدو ضاجة ً... تارة تقصد الاجتهاد والعزم لكشف الذات الداخلية، وتارة تترفل ساخرة بوجه الألم مبتلعة فجيعة الهدّام، لتتركه صَريعا لشهقاتِ الريح.

تلسعها نار المعرفة لتشقها بمقص الغوص، تركن بزاوية التحدي.. تفكر !

لوحدتها تُآزر!

توسلها العمقُ :  تعري من الهجوم، فاضَ سيل العدو وأكلها الخوف.

آنستها المعرفة: لا تكُفي عن البحث، أرصفي الخوفَ واقرعيني بصف الهجوم، أنسي بي،  فالتحدي سُمّ القتل لهدام الظنون.

مرّ الفكرُ شاردا ً يسيل لعابه : رشوتُ عقلي أن يكُفَ للحظاتٍ،  فاتخذتُ

الرقص ملهاتي.

هَدَلت الذات : لينبت زرع القرار، عطبُ الآن! لن يداعب الآتي، تعتصر

أطرافي المشتعلة بخيوط الرهبة ليتأرجح اللوم بعنوان العدم ليبقى موجودا ً.

تخاصم الأطراف حين نبشوا البيدر، كل طرف يغرد لرياحه فيهز عروق قلب القرار، في فجوةٍ عن ملهاة غيره.

سبح الخيال مخترقا ً نجمات الظلام، لملم تقلبات الذات، رَدَمَ الوسواس الخناس بقراءة "سورة الناس"، أطفأ رجفات الصدر وأسكنها الهداية، بدت الروح كريشة تعانق الأفق، تتناثر للأعالي .

عند باب العقل أردفت الذات: سأطعن الألم.

صرخت بملامحه المترهلة: عققتك!

استكان الجسد حين توقف الزمنُ، حَمَلَ إيمانهُ، جرجر حكمتهُ، مكث بمحطة النور ريثما يغفو الهدّام، لتتعرجَ الأطراف بامتزاج ٍ جديد...

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1391 السبت 01/05/2010)

 

 

في نصوص اليوم