نصوص أدبية

ملحمة البحث (6)

 تبعتُهُ إلى رمال دافئة تجلَّت فيها روح طفلة تعبث وتبني أكواخاً رملية.. ضحكنا وتقافزت أصابعنا لنسرج رئة الشاطئ .

 

عالية كنتُ وكانت الطفلة صوتاً مرتعشاً يرسم ريشاً بلا أجنحة ويحفر على راحتيّ الرمل طيوراً خرساء.

كنتُ الموجة والرمل والأصابع والطفلة والطير وريشاً بلا أسماء.

 

كنتُ .... كنتُ ماذا؟ أيها السؤال الأرعن أية أجوبة ترتجي قدماً من شارع بلا ناس؟

إنها أضحية تجزَّأت إلى أنصاف ، وصارت  منخلا حوَّلني إلى ثقوب.

 

وبعد خطى شمس هاربة من البحر إلى البحر،، بعد السَّحَر دخلتُ مندفعة إلى حضن وجه، لمستُه،، كان لزجاً، تعلقت به الزواحف وعيون غابت عنها البيوت .

 والطفلة توزع ورداً....

 وردةٌ لقمر بعيد.

وردةٌ لحقل ينتظر.

 وردةٌ لحديقة لا يُشبهها الدم.

 وردة لنهر ترقص به "الأضواء كالأقمار في نهر"ووردة للمطر.

  

 صهلتُ بدعاءٍ كالأوراد بعد تسبيحها:

-     مساء الخير للأمهات.

-     مساء الخير لرحيق الصغار.

-     أمسية .......

-     كل الأمسية للشهداء.      

 

أية موجة لا ترسم في كل زاوية جسداً شارداً من مطاردة الريح،، هي موجة ليس لها روح تصعد إلى الله كما هم صعدوا وتركوا لي القصيدة.

 

أيتها السمراء المنفيَّة بوشوشتي قـُـدِّر لكِ أن تعرجي بمعراجهم ثم تنزلي جذوراً لأشعِّة غامضة.

 

أيتها الغامضة..كوني جرس العالم.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

في نصوص اليوم