نصوص أدبية

قربان على معبد الحب

تنتظر مني الطيران لأتربع وطن الوداد، وأنا أصر على بذور وطني، أخاف أن أترجل بعيدا فيبكيني الحب بأرضي، وأصير نائحة ً على قلبي

 المشقوق.

فتات لذتي يضاجع رغبة حلمي، يُجلسني على مقعد الانتظار! الضجيج من حولي عابرُ سبيل، سكوني صنم بوذا، شحيح النظرات،غزير الصمت يهدر كبركان نار، يقذف الحمم من الداخل، يُشعل أرضي الخصبة لتغدو حريقا في روح غريقٍ يرتدي ثوب رماد. ودبيب النمل يحفرُ رمل الجسد، يتوغل..

يتوغل، يصطدم بعمق اللهفة. لوعُ الاحتياج أحوج للابتهاج، يستمر الانتظار ليبقيني معلقة ً على شجرة تربتها قاحلةٌ، وتساقط ثمارها علة ُ احتضار، فيتراءَى للقاطف نُضج الثمرة، لونها اللامع الوّهاج، وتسارع نبضات القطاف. يَدُبُّ الشرابُ في الجسد، يترنح! ليُبلي الترقب.سُقِمَ الفقد وبُلي الثوب إهتراءً،  فدبَّ الصبح غبشا ً.

   

تيبست عروق فؤادي، وتنصل الغرام من شؤم ٍ لا يفارقه، وبقيتُ

أروي ذاتي عُصارة أسئلتي:

هل يخلق الفرد منا بقلب يتيم؟

هل يكتب على قلوبنا ان يغافلها العشق مهما تضرعت له؟

أم يكتب لمحظوظي العشق عشقا يحكى على مر العصور؟

 

بدأ الابتهال وبدأتُ أسبح في فضاء الرجاء، والخجل يساند الوخز وكالجمر

يحقن العينين فالصدر،  ليبتلع الحسرة وصولاً للأمعاء ويركن أسفل الدار، يدغدغ، يُبكي، يؤلم حد الفقد، فأتوسل :

ابتلعني وأحفر أرضي لأشق سماء الكون بالصراخ، أو اقذفني لأتوارى خلف حجاب الحب ألتوي ببعدي. ارض البوار حِلٌ ردمها، وأرض العمار

حلال فيضها. جلست على ركبتيَّ وألصقت جبيني بهما، احتضنتهما.

أنكمش كحبات رملٍ تخاف تيار هواءٍ يفرقها عن ذاتها، أعتصر، تزبد

الحاجة بداخلي، أُرغم فؤادي على حاجتي فتبوح الدموع بسر فقدي،

أهرب! أهرب للمعبد تحت وطأة الحر، الهث! يجف حلقي، ينكمش جسدي،

ويتوه عقلي، لكن! رغبتي بالاعتصار والذوبان والتلاشي تحت حرارة المنافي وحسرة النيل تطهر حاجتي من لهف فؤادي:

لتكن أيها الجسد قربان معبد الحب، فآلهة الحب "أفروديت" ستزين قلبي بجمالها وجمال أدونيس، وتزاوجني حبا افتقده قلبي وأضرم بكياني الجمر

على أرض ٍ لم يحالفني بها حظ العشق. ارجميني بحبك وبعثريني كذرات

هواء ليتلاشى نوري ويتبعثر كياني وأتبخر من حرارة عناقك، وأعاود التكوين هناك، خارج سرب البشر، في عالم الغيب. العاشقَ ولد لمعشوقته

وذاتي لقيطة بقلب يتيم، وعالم غيبك بابه يتسع لقلب ذليل. يا رئيفة الوجدان

ترأفي بقلبي وأورثيني حبا مقدسا ما زلتُ انتظره  ويغافلني.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1442 الثلاثاء 29/06/2010)

 

 

 

 

في نصوص اليوم