نصوص أدبية

كيف...؟ / نزار سرطاوي

أسرابٌ من سُحُبٍ بيضاءَ –

تداعبُ أجفانَ الشمسْ

وعلى مقربةٍ من عينيكَ الخاويتينِ –

ضفائرُ دفلى

جذلانةْ

راحت تتمايلُ في طربٍ

عند حوافِ الجدول

ترتشفُ الراحَ من الأفقِ الذهبيِّ –

وتسكب في مرآةِ الماءِ المترنِّحِ –

أشباحاً سكرى

*****

 

كيف تراخَيْتَ

كما تتراخى أوراقُ خريفِ العمرِ –

وقد وُلِدَتْ

في اشراقِ اللحظةِ –

جوقةُ أطفال

نهضوا من أكمامِ الزهرِ –

كما ينهضُ عشاقُ الليلِ –

وراحتْ سيقانُهمُ المَوْشومةُ بالحنّاءِ –

الممشوقةُ شِبْهَ ظباءِ البيداءْ

تعدو خلفَ ظلالِ الغيمِ –

لتلحق بالقوسِ القزحيِ –

الماثلِ بين خيوط الشمس –

وتأخذ عنه السحرا

*****

 

كيف تواريتَ –

كما يتوارى السنجابُ المذعورُ –

وقد شَخَصَتْ لعيونِك –

من بين تلافيف الغيم –

عيون

تتعالى منها زَفَراتٌ 

تُفْصِح عن أشواق الجسدِ الغجريِّ –

الشاردِ من أروقةِ الترحال –

المتوشحِ خوفاً

بضباب الفجر –

المبتلِ بحبات المطر –

الغارقِ في أوجاع الذكرى

*****

 

كيف تناسيتَ النورَ الساكنَ في مشكاتك

والفرحَ الطازجَ في أوقاتِك

والأملَ الواعدَ في مرآتِك

والعشقَ المتدفقَ في أوراقك

والبابَ المفتوحَ على مصراعيه أمامَك

ورذاذَ صَبا نيسانَ يعانقُ أحلامَك

ينثرُ في طرقاتِك زهرا

*****

 

كيف انسكبتْ ألوانُكَ –

وانكفأتْ ألحانُك

وارتحلتْ شطآنُك

ويحكَ!

ضيَّعتَ سنين العمر هباءً منثوراً 

وحفرت لقلبك قبرا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1462 الاثنين 19/07/2010)

 

في نصوص اليوم