نصوص أدبية

ذاتَ صباحٍ أسْوَد

 

الحُبُّ يُحْيّ الأموات

والبُغْضُ يُميتُ الأحياء

لكنّك أنت الحب

وللحُبّ أنتَ سماء

والحُبُّ منك وفيك

حتى صار الحُبُّ عَطاء

كي يَحْيى فيه الفقراء

مولاي..

كم أنتَ دَفَنْتَ الحُزْن

في قلبكَ ، في جَنْبَيْك ؟

كم أنتَ حَبَسْتَ الدّمْعَة

في عَيْنيك ؟

كم أنتَ خَنَقْتَ العَبْرة

في رئيتيك ؟

وسَحَقْتَ الثّرثرة ،

الأحقاد بقَدَميْك ؟

كم أنت عظيم مولاي

كم أنت رهيبٌ وقوي

كنبي ؟

أسفاَ

أسفا

لم أركَ يوما في عَيْنَي

لم تَمْسحْ رأسي بيَديك

فأحِسُّ الرّأفة منكَ

أحسّ الحُب

لكني احْسَسْتُ انّك فيّ

لمّا رضَعَتْني أمّي

وتَلَتْ اسمُكَ في أذنَي

وحين كَبرتُ

بَعْض الشّئ

قالت أمي:

ياولدي كان شجاعاَ

كان كريماَ

كان صدوقاَ

كان وفيّاَ

كان عطوفاَ

كان سخيّاَ

كان صَبوراَ

كان وقوراَ

كان بَليغاَ

كان عَطاء

كان يُصَلّي

كان يَصوم

كان يَخاف الله كثيرا

كان يعيش كالفقراء

كعلي

لايَلْبس أثوابَ مُلوكٍ

أو أمراء

682_karym1

 

وذات صباح من رمضان

جاء الأوغاد العملاء

جاء الأوباش الجبناء

قتلوا الناس في الأحياء

وجرت في الطّرقات دماء

وازدحمت فيها الأشلاء

وحين أرادوا القبضَ عليه

ما وجدوه

رعاه الله

ياولدي..

موجود

موجود

موجود

سَيَعودُ الينا بالشّمْسِ

ويَعودُ الينا بالصّبحِ

ويَعودُ الينا بالحُبِّ

فَهُناكَ يومٌ موعود

وهو الآن بين الناس

يَتَفَقّدُ أحوالَ النّاس

 

الدكتور ابراهيم الخزعلي

18/2/2006

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1462 الاثنين 19/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم