نصوص أدبية

الغريبة / زينب سعيد

وشملك الهم يا روحي وبنت فيك الذكرى عارا

مستديرة مني أدخل إليّ

ومستديرة من وطني أحكي عن وطني،

للروح فيّ وطنان

والثالث قادم من ثقوب أنبتها الزمن والمفاجع.

لم يحاكيني الوطن؟

 ولم يحاكيني المثل القائل بالتكرار؟.

من طفولتي البسيطة إلى همي العظيم، لا أذكر سوى سدّا منيعا وبيتا بسيطا وجدة تقول اختبئوا،

المدافع تقصدنا،

وأنا المشرعة العلم الأبيض يهتز منّي الخوف والهروب من حطام يقصدني،  

في العلم صورتان:

 الاولى لرسالة محمد ،والثانية لنبوءة عيسى والثالثة لتقاسيم موسى،

وكم هي واضحة تقاسيم موسى.

وفي صوت المدافع رنة لقوة زارا،

هي قوة القوي لا رسالة النبي،

وفي الشظايا أكذوبة لصدق الرسالة وتبرير القوة،

في الشظايا اكذوبة

اكذوبة..

 ومن عجز العالم

 صدق القوة وكذب الرسالة،

من عجزه..صدّق القوة

...وكذّب الرسالة .

بكت الحمامة البيضاء على علمي

وغضب النبي العادل على ركضي

وصمت العالم على ما يجري،

غريبة أنا في العالم،

 غريبة بهمي وحلمي،

غريبة بوطني المنبوذ في الوحل،  

بحلمي المصر على قتلي

وطفولتي المعذّبة في أرضي

وبيتي المهدم في بلدي

وجدّتي المبحوحة بالخوف

غريبة أنا في العالم

غريبة أنا  من العالم

وغريبة بطلبي العدل زمن القوة

بحمل الرسالة أمام المدفع

بثقتي في السلم زمن الحرب

بانتصار الضعف في قانون الغاب

غريبة أنا

غريبة أنا

غريب مطلبي وقضيتي

غريبة أنا

غريبة.....أنا

غريبة......

 

زينب سعيد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1464 الاربعاء 21/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم