نصوص أدبية

الأمير الصغير الماكر / نزار سرطاوي

مثل جوقة من المتسولين الفقراء

تتملق المارّة والمتسكعين

وعشاق الطيور

ليمنحوها الصدقات 

فتات الخبز والحبوب –

تلتقطها بمناقيرها النهمة الصغيرة

وتخبئها في أكياسها البنية

النافرة كصدر امراة 

وتخطِر في مشيتها

لتغيظ الطيور الأخري

التي تحملق

من أعالي الأشجار

بعيون غيورة حاقدة

 

2

أعلم

كيف السناجب

حين تذبل شمس أيلول

وتعلن ثمار غوايات الربيع

بداية موسم القطاف

تعتلي أشجار الصنوبر الشاهقة

بخفة

تقترب من الأكواز المكتنزة

تعانقها

وتمسح على بشرتها المشققة

بفرائها الحريري الباذخ

إلى أن تسترخي في أحضانها

فتختطفها

وتفر بها

لتختزنها في العالم السفلي

وتستخدم الجن وعفاريت

لحراستها 

بينما تغط في نوم عميق

 

3

أعلم أيضاً

كيف تحتال النحلة على الأزهار الغافلة

تنحني عليها

تخدرها بوخزات لذيذة

لا يعرف سرها أحد

لا أنامل الممرضات الرقيقات

ولا الجراحين المهرة

ولا حتى سيد مصاصي الدماء

دراكيولا العظيم

وتسلب منها القطفة الأولى من الرحيق

وتطلق ساقيها للريح

نحو قصورها السداسية

على سفوح الاولمب

لتقدمها في كؤوس ذهبية

إلى الآلهة المتعبين

الذي عادوا لتوهم

من طروادة المحترقة

بعد أن شاركوا بحماس

في حرب الأمم

 

4

نعم، وأعلم

كيف يكمن رأس النهر

أسفل الجبل

كالثعبان

في انتظار المياه البريئة

التي تدعوها الوديان من الأعالي

لتأخذها الى أسفل

في نزهة قصيرة

نزهتها الأولى

والأخيرة

حيث تلقي بها بين فكيه الهائلين

فيبتلعها

وينطلق صاخباً معربداً

متلوياً

عبر أخدوده السحيق الممتد

إلى المذبح الكبير

على بوابة المحيط

ليتقيأها

ويقدمها قربانا إلى إله البحر

 

5

إلا أنت يا عمرو

لم يساعدني العقل

لم تهدني المعرفة

لم تنفعني الحكمة

ولا اسعفتني خبرتي الطيلة

بما تخبئه الصدور

أن أصل إلى سرك

فقل لي بربك

أيها الأمير الصغير الماكر

كيف استطعت

ان تحتال علينا جميعا

وتسرق قلوبنا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1467 السبت 24/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم