نصوص أدبية

أبصر في عينيكَ محكمة ً

 

إنّي لأبـْصُرُ فـي عَيـنيـكَ مَحْـكمَـة ً

وفـي نخيلِـكَ بُـركانا ً مـن الشجَـن ِ

 

ياباصِقَ النفـط في كلّ الوجوهِ دَماً

وَيا مـزيجاً مـن الأحـْلام والمِـحَـن ِ

 

تـَناهَشَـتْ لَحْـمَـكَ الـذؤْبـانُ تاركـة ً

عِـظامـَكَ السـودَ لـلـتجّارِ والـدِمَـن ِ

 

أيا بلادا ً تَمادى الرعْـبُ في دَمِهـا

فـَلمْ تَعُـدْ غـيـرَمـقـتـول ٍ ومُـرْتَهَـن ِ

 

الوحشُ لا لمْ يَمُتْ, ما زالَ مُختبئاً

تحت العَمائم ِ والأحـزاب ِ والفِتـَن ِ

 

يُـبـَرْمِـجُ الـليـلَ والـسـرّاقَ ثـانـيـة ً

ويُـطعـمُ المـوتَ أطـفـالاً بـلا بـَدَن ِ

 

هل القيامَة ُبَعْض ٌ مِـنكَ يا وَجَعي؟

أكـادُ أكـفـُرُ بالأوطـان ِ يـا وطـني

 

تُـصارعُ اليأسَ أعـْواماً وتَهْـضُـمُهُ

وتلـثمُ الجـرحَ بالأوهـام ِ والـكفـَن ِ

 

هـذي الـجَنائـِنُ قـدْ ماتـَتْ مُـعلـّقـَة ً

مَعَ الـفـُراتيـنِ والأنـسان ِ والزمَن ِ

 

فالوعْـدُ كان لقيط َالروح ِ مُنحَرفا ً

الحقـدُ يرضعُـهُ في السـرّ والعـَلن ِ

 

جـلـدُ الثعابيـن ِ (هولاكو) يُجَـدّدُهُ

هُنا ببغدادَ صحبَ الموتِ والحَزَنِ

 

كلُّ الجهاتِ بها الطوفانُ من شرر ٍ

فَأيـنَ يَرحَلُ (نـوحٌ) مِـنكَ بالمُـدُن ِ؟

 

كِسْرى وَنيرونُ والعُربانُ خَلفهُما

وَأنْتَ وَحدَكَ حَتّى الصبْرُ لمْ يُعِـن ِ

 

أولادَ مِـقـْصَلةِ الـتأريـخ ِ يا جَـرَباً

تُفٌّ عَلى قَـدَر ٍ أعْمى الخُطى نَتِن ِ

 

قد اسْتَطالـَتْ منَ الكـُرسيِّ أرْجُلـُهُ

حَتـّى تـَعـَنْكَبَ بالأسْواطِ والضَغَنِ

 

فَهَلْ سَتبْقى دمـاءُ الجُـرح ِ صامِتة ً

بيـن المَـقابر ِ والأحْـياءِ والضَعَـن ِ؟

  [email protected]

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1495 الثلاثاء 24/08/2010)

 

 

 

 

في نصوص اليوم