نصوص أدبية

مشيت دروبي إليك

فتدلق أوراقها قصائد مترفة في فرائها الملون على رمل النسيان.

وأنا أصيّر خريفي إليك : حفيف الريح، عناقيد الضباب، طفولة الورد، قمح النشيد، بدايات الشتاء و نهايات الجنون.

.*****

ما الدروب !!

ما المسافات!!

ما الاحتمالات !!

 

وحياتي احتمال أخير، ودرب وحيد أحفظه عن ظهر رغبة، أجيد عبوره بلا دليل، أترصدك مشرّعةً ذراعي العاريتين فأراهما تقطران ندى متوهجا بالضياء كأني أذوب في الكون، أتلفت ورائي فأرى كل الدروب تركض إليك حتى تلك التي هجرتها هربا منك وأنت غيوم من ورود تقترب مني، تسطّر الأمل في كراريس حياتي، ترد عن القلب انتحاره القريب.

******

يا دروب الياسمين

أما أوحشتك خطاه ؟!!

غدا نلقاه عينا لعين

 

أمام وجهك الذي يلفح وجهي بعطر ياسمينة ، أترك لعينيك تدبير أمر عيني ،أحدق فيك بنظرات تآكلها البعد فغارت تحت عويل الانتظار أنيناً تأطر في جفون.

تعجزني ثرثرة الصمت في عينيك ، تتساقط مفرداتي على رصيف الكلام القارص، أسميك أباً للغة ما مستها قواميس الحضارة، لم تبق للغات مفردة تسفح الحب قصائد على شفاه هجرتها الحروف.

*****

الدروب كلها، دربي إليك، وأنا اعبر إلى خلاصي غبر آبهة بالضجيج النازف خلفي، لوعتي درب ترافقني فيه الأبدية عارية تحتفي بتمرد الوجع، وغرغرة الحزن حين اقترابك وأنا أكثر من الفرح توقا إليك .

******

هاأنا قد وهبت الدرب خطوي، ولكنك يا سيد العشق الأزلي، توزعت في الأفق شفقا أو غسقا تروي أوردة السماء بدماء العشق المخبوء في السحاب، ثم ترخي ساقيك في الماء فتهدر كل البحار والمد نبضي والجزر عمري.

******

 

هلا توطنت في حيز، أيها الجميل، فما عاد طول الدرب يستهويني واني حنين إليك .حنين يمضي شاهرا سهده، يقيناً سيمنحنا الدرب أقداما من ريح وسنلقاك غيمة تفيض على حقل من جروح.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1086  الاثنين 22/06/2009)

 

 

في نصوص اليوم