نصوص أدبية

قبلة.. لطلاب السبيل / فائز الحداد

لا لست رقاصا أثنيا .. ولا مسيح هوى

أتدلى بريح التوجس .. 

بل راعش أتملى منك باغفاءة حذرة

وأسجد صامتا .. والنار تمخر دمي موحدك .. !! 

فلماذا تألهني الواحدة ليلا .. كوحش الفراغ وتتركني غاربا بإنتظار العاقبة ؟! 

هل كنت خريفك المؤجل في لأليء الحصاد ؟

أم أن عطرك النبوي .. 

غادرني في مخاض الشيب .. 

ألتمس العذر من نرجس الغصون ؟! 

فما بين حمّى جوانحك ، خمرتي تتلظى

ولي من الطواحين .. جنائن ونساء

فألى أين ..

سابقى هاربا بأزمنتي في النوافد

أحمل الماضي فتيل نار بدمي

وأدور في الحارات فاغرا.. ؟!

الى ما .. أضواء غدرك الكاشفة

تطارد الوهم في دمي ، وجراحي تصرخ :

عد .. ياجسدا أضاعني بشموع الرهبان ؟!!

لماذا الطيش يهتف بي ثملا :

عد .. فالحانات مدارس المجانين

وهناك حلاجك الأمير ينتظر !!؟

دعيني كالثمل غاربا بالسراب

فأنفاسك مداجن جراحي ..

وما برحت مطارق العيون .. تزجرني

هكذا .. أرثي زمانك الزجاجي

بما أقمت على خدك من ممالك

وأطلقت الصبايا عصافير شذا

خلف شعرك التتري ..

حسبتك .. جرّة العقيق فوق سريري

وبمائها أوضيء الذنوب ، وأهش البحر

وخلتك خرزتي الخضراء ..أدحرجها

وأركض خلفها بلذّة صبي

لم أدر شعرك معقود بتيجان المواسم

وأنا . محض ريح ترمم سماءك الأربعين !!

سيدتي ..

أعرف خساراتي في رواحل البروق

وأعرف نارك تضاجع رمادي اقتباسا

فقد تعودت النساء كخسائر الشعر ..

أمهد للأعراس .. وتحرقني الأكاليل

فنحن تؤمان ، نرقّص الحلم على أهدابنا

ولن نغادرنا الجراح ..

ما بيننا الماضي هراوة شك

تطارد الحاضر بالمحال .!؟

أدري خسرتك .. وقبلتي عندك ..

توزعت لطلاب السبيل !!

فقد بدل الحب ألوانه ، وتلاشى بوجهك لوني

لكنك حسرتي ، بما تملكين من الكرم

حبتان هما ، وآيتاي في المنتهى

فكيف أترك وهج النهد يتغافى ..

وأنا رضيعك الوثني .. ؟

سأكبر بالقبلة له ..

وأوضيء ثغرك بالرضاب

عسى أن أبلغ الساعة ..

في رنينك الاخير !!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1516 الثلاثاء 14/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم