نصوص أدبية

أشبــاه حـــب / هناء شوقي

حين ثار الوجود على الحزن المتربص خلف قضبان حكايات لم تُحكى،غافلنا الزمن بولادتنا تحت غطاءٍ لا يناسب أسِرّتنا.

للنوائب فوائد، كنتَ تخاطب وجودي تحت ركام عصور تأبى

المجيء، كنتُ أَدُقُّ جرس الغياب على شكل أجنحةٍ وألوان.

كلانا جبلان لا يلتقيان، وحلمٌ لا يتحقق، أتدري لمَ؟

لأن لونَ الحبِّ في دمنا أزرق.

 

عربون

فارس الأحلام الممتطيَ جواد الخيال، أمير قلاع الملوك، شامخ البنان عطوف الحس ومعطاء الكف. حلم يلتقي البنتَ على حافة الرغبة ليصير حقيقة الطريق، لآلئ الحب نالت من عينيه، أسقطته عاشقاً يردم هوة الطبقات، إلى أن صخب مرقد المادة والسؤال. أخذ الحلم يزدهر بينما كان الزواج يترنح حدود الخيال ولا يتقصده، في مرحلةٍ ظُنّت أنها كالورود على الخدود لا تخدش.

أطفأ الليل زغاريد الحبِ وأنبتت الجدران عاشقين تستعر بهما

نشوة الفكاك. لـُطّخت العذرية ببقعة ضوء، وفُجّر الرأس بصراخ أشباح ٍ، تطارده لهاثات الجسد متفصداً لُعاب الشهوة،

تاركاً أياماً بغطاءٍ خبيثٍ يفاجئ بالسؤال: سأصرخ كلما سال اللعاب والتهم؟

 

 

خفق لا يجيء

خفقَ القلب منذ أن ولد الجسد وتبلورت تضاريسه، زنده ناعم الملمس، يسكن توقيت الغفلة، مضجعه يدق بضجر،يلتوي اللباب إلى أن شدّ الرحال وغادر المسكن منتظراً ناقوس البشارة في الطرف الآخر.

مادام الخفق لا يأتي به، لا بد لحتوف النظرات أن توقعه، فالحب خفق وبصر.

بدأ المكر يُشعل الجموح، ونار الطيف تئز المرقد وتزيد على الإصرار قرار. أخذت قلوب الرجال مسكناً لإشعال نار الغيرة بمن لا يجيء. صارت الرغبة واقعاً بلا أقدام وإرادة، كلما هزتها همسة أغرقتها في الصميم لمسة، إلى أن أصم الحب أذنيه وأغمضت الرأفة جفنيها على عتبات خفق لا يجيء.

 

أجراس الخوف

يهزني الخوفُ كلما أسقطتُ سماعة الهاتف خوفاً من تجسس،

علاقة تشبه جرس الدوام، يُقرع ليبدأ ثم يُقرع ليرحل، فيعاود القرع ليعود. كلما غاب احتدت شراستي بالامتناع حرصا على هندام اللقاء، أحصن الرغبة في جَلدها: حتامَ !

قرع الأجراس خَرَقَ المكامن …

 

إغواء

وقف أمام ضياء جبينها يرسم ابتسامةً على جانب ثغرٍ أغواه من قريب وبعيد في الآن ذاته.

كان قربها سرّ الموت، والبعد عنها فيزياء الحياة.

رجواه الاستبقاء!! وإغواؤها احتلالُ ذاكرةٍ على شكل صور وحروف وجذور، تُشعل موقد الظمئ في أحشاء ضعفه، تبعثر فتافيت انتظاره لتفقده بوصلة الشك، مُبتلعاً النار ليطفئ حرائق لهبٍ خَلّدها الإغواء.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1527 السبت 25/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم