نصوص أدبية

مشروع احتمالات / هناء شوقي

يا من تسألني الخيارَ، لا تتوسل! لا تعاند! قلبي هاوٍ ببئر قائد، وأنا!

أقطن منفى حلمٍ يومض ويخافت.

بينما أثري تساؤلات السائل مرّ القائد يتثاءَب، يعاتب: بستانك محاط بألغام، الدخول إليه مغامرة مقاتل.

 

القلب: لا تجزع! أيها المفرط باللا صبرِ، أنتَ صائد طريدتك! وهو      

          طريدة غائب.

القائد: لحنٌ غريبٌ أنتِ!

القلب: حُلمٌ لا يُفسر أنتَ!

القائد: موسيقى لم أسمعها من قبل، لا أستطيع مجاراتك.

القلب: لا تأتيني إلا بمقدار ما آتيك.

 

شارك كلانا لحن واحد، رغم البعد الفاصل بيننا، غفونا على نافذة فكر الآخر، غفونا طويلاً، إلى أن أمطر السحاب.يُحَمّلُ السائل مؤونة الهزائم.

 

السائل: سينخر سوس النسيان ذاكرتكما.

القلب: فكري خالق نِسائي.

السائل: شائكة أنتِ.

القلب: عابر وسائر.

 

كظم الغيظ، وامتقع الوجه وفَرَّ راحلاً. دمرتُ قلعة أوهامه، أبقيتُ له فأساً يذكرهُ أنه من صنع يده، جلستُ أرقب فتافيت الغيم المعلقة في السماء، لعلَ القائد يبديني بنظرة عائد، لكنه يعاند.

تزهدتُ في الحب إلى أن أخطأت مفهوم الفقر فيه، السائلون لا يألفون عالم العشق، للعشق رائحة ليست زائفة، إما أن تُدرك مقام ومنزلة المحب فتُرسي فلكك في بحره، أو أن تُقرع طبول فضيحة رائحته.

 اقتنصت فرصة اختبائه، رحت أجوب أزقة نفسي أخاطب غيابه:

يا ملاذي! أنتَ مشروع احتمالات في زمن الخيبات، تقتحم صمتي،

تحصن ذاكرتي وتردني ببعض انشطارات.

أذكر يومَ دعوتني لفراش الحروف، اضطرب احتمال بداخلي، فالتقينا على رصيف الكلمات... وأذكر ساعة دعوتني لافتراش تعري الحقيقة، ارتجفت أصابعي ليسقطَ احتمال، فارتدينا أكذوبةٍ على صفحات.

 

وأنا أصغي إلى الطنين بذاتي، أطرقتْ أجراس المجيء، أوغلتُ في

المسافة حتى ضاقت بيننا حد الاقتراب، ذابت العبارات بتلاشي الاغتراب، فاكتفينا بالإقامة داخل دائرة العشق المعطوبة.

 

القلب: يا لحظكَ أوقعكَ بامرأة غائبة.

القائد: يا لحظكِ وقعتِ برجل مغامر.

القلب: أصبحتَ هما ً يلبسني.

القائد: صرتِ مدينة ً أحبها.

القلب: أنتَ تيهي في حلمي.

القائد: كلماتكِ قبلات.

القلب: ستنتظرني؟

القائد: يا قدري...

 

الناصرة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1572 الاربعاء 10 /11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم