نصوص أدبية

الصبيّ الراعي / بهجت عباس

عرشُـه تلّ ٌرحيبٌ أخضر العُـشـبِ ندِيّ ُ

ولدَيـْه الشَّـمسُ فوق الرأسِ تـاج ٌ ذَهَـبيّ

 

وحَوالَـيْ قدمـيهِ     غَـنمُ التَّـلِّ الخصـيبِ

تَـتـلوّى مَـلَـقـاً للسَّـيِّـدِ الرّاعـي الحـبـيـبِ

وبلونٍ أحـمرٍ قـد حمـلتْ رسـْمَ الصَّـليـبِ

لـكــنِ الفـرســانُ هـُـــمْ هـذي العـجــولُ

باخـتيالٍ وبـزهْوٍ      تـتَخـطّى وتَـجـولُ

 

فرقـة ُالتمثيل كانتْ    ماعـزَ الـتَّلِّ النَّـكِـرْ

وكذا سِـرباً مـن الطَّـيرِ وحَشـداً من بـقـرْ

بالمـزامـير وبالأجـراس مـنْ دون حــذرْ

شكّـلـوا جَـوقَـةَ موسيقى بلمـحٍ منْ بَـصرْ

 

أخذتْ تعزف لحـناً        بغـنـاءٍ ســاحـرِ

شارك الشَّـلالُ فيهِ        بخـريــرٍ هــادرِ

وحفـيفُ الشَّـجر التـنّـوبِ مِـلءُ الخـاطرِ

وقع المَـلكُ سريعاً      فـي سُـباتٍ قـاهـرِ

 

عنـدَ هــذا كان أمـراً واجـبـاً للسـيْـطـره

أنْ يـنـوبَ الكلـبُ بالحُكمِ ويقضي وَطَره

بنـباح ٍصَعـقَ الـتَّـلَّ الصَّـدى واهتّـصرَه

 

تَـمْـتـمَ المَـلـْكُ الصَّـبيّ ُ بنعـاسٍ ظاهــرِ

" إنَّ هذا الحكـمَ صعـب، مـا أنا بالـقـادرِ

أه! لـو عـُدتُ إلـى بيـتي، إلـى مليـكــتي

كنـتُ أحـظـى بهـدوءٍ وحـنـانٍ غـامــــرِ

 

" أرتمي بـيـن ذراعـيْها بصَمْتٍ وسُكون ِ

واضعـاً رأسي بلطفٍ دون هـمّ ٍ وشُجون ِ

وأرى ممـلكتي في سحـرعيـنيها الدَّفـين"

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1572 الاربعاء 10 /11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم