نصوص أدبية

بكاءات عصفورعجوز

جلسنا انا والشتاء بصحبة حقيبة ناحلة ،

 كانت تجرجر خلف محطاتها آخر اصداء سحابة ممطرة ،

 يعقبها صفير قطار قادم من جهة الخريف ،

 بينما حزني كان يلتف بمعطف هرم ،

اتعبته كلمات اغنية صبور تسمى الريل .

 

حيث تواريخ الأصدقاء  مسافات ،

تجرجرها عربات ،

لها علاقة بأحزان

ماض يختزل رموز منارات عريقة ،

الصفة الحادة من زوايا الوتر ،

كانت تبحث عن طباع جديدة .

 

الفراق وجع يتردد عند مشاعر،

تابى ان ترافقها أوهام الشيخوخة ؛

هنالك عند اطراف تلك  المقبرة  النائية ،

استغرقني الصمت  قبل ان يغادرني الأحبة  .

 

الأعزاء مسافات شاسعة ؛

حفظناها لنتلوها على شكل ترنيمة ،

تبث احزان كوكب ،

يجمع بين عطرين من المودة ؛

الأول مات عند بقايا محطة ستينية مبعثرة ،

والثاني نشيد سبعيني تحمله تضاريس تاريخ ابكم ؛

لصحبة غناها طائر كهل .

 

 بين الحين والحين ،

ما زال  يبحث عن ذرة قمح ،

 بها يستعيد عشه المسافر،

ليته يحمل ما تبقى من خطوات صولته الجديدة .

 

الصدى عصفور بائس ،

كان يبحث عند اطرا ف غصن داهمه الصياد ،

 في برد  ليل اصم ،

ليستوقف إنشودة بيضة على وشك ان تفقس .

 المكان مقبرة تبحث عن أحفاد جدد ،

يعبث بهم عواء موحش ،

ليستغرقهم هناك عند تلك البقعة ،

 المحايدة لزوايا الوتر المصطفة  

فوق ذروة غصن فارقه الأحبة .

 

مع نهاية فصل مليء بالفراق ،

الأجيال تواريخ ،

لم يتم تدوين وقائعها اليومية ،

الا بين صفحات سجلات ،

لم يشاهدها الجمهور؛

الملائكة وحدهم يشهدون تلك الملفات .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1097  الجمعة 03/07/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم