نصوص أدبية

موت على قارعة القصيدة

حين إختطفه القناص ذات يوم  في فندق المنصور،

ولهذا جلست كما هو، أنزف القلب والحبر والكلمات .

 

قبل سنين مضت،

 يوم كنا سوية يؤرقنا الدمع المعطر

 بروعة الليل ونافلة النجوم الساطعات ،

 قافلة الغربة  كنا نتلوها معاً

 نحن والصبر والذكريات .

 

الإغتراب كما الغربة مقولتان ؛

 بهما،

يفترق المكان ويبكي الزمان،

بهما تغادرنا دموع الإصدقاء .

الإغتراب كما الغربة لوعة .

هنا، وعلى غرار ذلك  اذكر : 

انه ذات يوم حزين ؛

كما كلماتي، الكبرياء  كان أشبه بصمت يدنو

من عزلة قشعريرة منهمكة بجلباب كهولتها المنقوعة  بعبقرية شتاء اتعبته العواصف،

المطر كان في يومها  يختزل بكاء قرية داهمها الألم،

هنالك  على حين غرة،

كمثل كائن هرم، وكعادته أرهقني الأعياء ،

الشوارع صارت  انقاضاً من الكلمات ..

كابوس مطلق ذلك الذي أطبق جناحيه ليدّب في بغداد،

الضمائر تبعثرت، الخوف  أُطلَق العنان اليه،

الكوابيس بكل أصنافها عادت الى الحياة،  لقد أطلق العنان اليها ايضاً،

حتى المجانين أطلق العنان لكوابيسهم .

 

الكبرياء ؛

الذي كعادته كان يفترش الحزن مع  الليل ،

صار يبكي  . .

الفراق تحول الى قصائد سيابية،

اثقلتها لغة الدمع المنقوع بآهات الوطن .

 

الفاجعة ؛

 جميع العراق تحول الى وليمة يستغرقها الحزن،

الضجيج رابطة  تجمع الآخرين بطريقة مفتعلة،

وعلى رصيف يشبه الى حد ما بقعة ترابية داكنة،

وجدت ان الموت يستكمل واحته الخرساء  يحصدها،عبر مساحات تستقبل أنات،

 جليس عابر كان يمارس لغة الصمت،

على طريقة التمرد .

 

القصيدة كلمات لا أحد ينصت الى دموعها،

الا شوارع تسكنها البنادق،

والقطع الحربية،

صاحبي لم يكن يعلم انه بعد قليل سيودع ما يقول .

 

 هنا اللاحياء ؛

  يستخدم ترسانته الكبرى، لمطاردة الطيبين .

إعصار يسلب الشعراء قصائدهم،

هنا بغداد  تودع كل شيء  يهواه الشعر وتعشقه الأمنيات،

الأصدقاء، الأشجار، الشوارع، البيوت، الأغاني، الشعراء، العصافير، الفقراء،  الحياء ..

هنا القناص يحكم كل الأشياء،

 يختطف الحياة باصرار غريب،

ولهذا مات صاحبي مودعا روعته،

لتنبت عند أصابع سنبلة راحت تبحث عن روعة جديدة  .

 

 

 

 

في نصوص اليوم