نصوص أدبية

أسطورة من الجنوب

أيُّها الصبح المغنى بأنفاس الرحيق،

يا هذا الدرب ألذي جاء مستوطناً في بقعةٍ من بقاع ألقلب،

 ليكبر في القلبِ نفسه .

يا محطةً يقطن بين عوالمها الكبرياء،

 وَيُصنعُ من كبريائها الجبروت،

يا عطراً لم تدنسهُ أفواه القذارات المستبدة وأبواق ألكلام،

يا فطرةً في الوجدان حاضرةً،

يا وقاراً تتغطى بتيجانه العروش،

وتكبر في حدائقه  ألسنابل، 

يا رحيقاً تحملهُ فراشات  ألربيع .

كمثلِ  ملاك يصعد نحو السماء،

الأصدقاءُ عندك جدل متجانس،

يطوف بقاع العالم بحثاً عن أوراق منفعلة،

الناس لديك يتصالحون دوماً حتى وهم يتخاصمون،

وإذا مصيبة أحلت بهم يتآزرون .

ليست بقعة أنت عابرة،

 أيتها الضفة المليئة بألأمنيات،

إنما أنت شاعرة،

 لظلٍ يجمع فييء الطيبين، وعطراً

يغازل أبيات ألكلام،

ليبحر بعد حين في عمق الوجدان  .

يا جسداً لا يفارقه ألأنين ؛

أصحابك كثُر،

ألواحد تلو ألآخر يمضي،

وفي النهاية نحوك يرجعون .

هاهي نكهة خبزك الجنوبي المحلى برائحة الضيافة ؛

الشعراء ..

الكتّاب ..

السياسيون ..

الشهداء ..

 الطيبون . .

أي لغة من ألأرض أنت  ؟!

أأسوار وجودك باقية تتغنى بالحب والشعراء؟

أم الشعراء ما انفكوا عن حبك يكتبون ؟

 

يا صبراً مطلق،

 ياعشقاً يستنير بدفء نهارات الكتابة،

 يا هذا الوصف الذي  يستقبح ذاكرة الليل،

يا وجعاً يتحدى زناة أرحام الوساخات ألمستبدة،

يا شاهداً يجمع بين خواصره جمال الفطرة،

ليلوذ بأهداب طهر جديد . 

 

الشيخوخة علامة فيك  تستحق الإصغاء،

وتقتضي إدراك القوانين ألصحيحة ؛ 

ألشيخوخة وفقك معنى يلتمس الوقار .

 

البكاء عندك ؛ أصوات لمسافات رحلت،

لتبقى كمثل مقولات يجمعها الحنين .

 

 التراث بين أوتارك عشق أزلي،

تنحني له  الأغنيات ؛

داخل حسن، حضيري ابوعزيز، وحسين نعمة،

حكايات كل واحدة منها تبحث عن مقولة،

 وكل مقولة لها أسماء .

 

كل شيء في مملكتك لا يخلو من كبرياء ؛

المثقفون، الأطباء، المعلمون،

حتى المجانين والمعتوهين أيضاً،

لهم في قاموسك كبرياء .

أيتها الخصوبة المليئة بالعطاء، 

كل شيء لديك معادلة كبرى،

 تبحث عن مفاتيح  مملكةٍ أتعبها ألشقاء..

ليست حكاية عاجزة عن النطق،

 كما يتصورك الحاقدون أنتِ،

 إنما خيوطك تحلو بأكثر من لون،

كغزل لا يفارق أصابع عاشقة  تنتظر الغروب،

لتمارس إطلالتها الأولى،

ولهذا جئت أليوم،

لإنقش دمعي عند سطور بوابتك ألقديمة،

 لعلي أطرز حرفاً آخر من حروف طهرك أيتها النقية .

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1119  السبت 25/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم