نصوص أدبية

بغداد بين عظمة الطيبين وحراب المتوحشين

 (خالد ناجي) طبيب إنتقتهُ ذاكرة إمرأة، ما زالت تبحث عن ماضٍ مهموم، 

لتحيط به عند سطور نافذة،

 إستعادت عافيتها بعد إصابتها بسرطان الثدي . . 

 

هنا ؛

بما ان آلهة المعرفة حطت ،

 حاملة بين دفتيها لغتين من التلاحم ؛

العبقرية الفذة ثانيا  والإنسانية الخالصة أولاً،

الحيز،

ذلك المكان من ساحة حافظ القاضي،

 أحضَرتهُ  وفق شروطي،

 ليستعرض مسيرة تاريخ حافل ؛

 

انذاك، هنالك

 إذ وانت تصعد السلم الضيق، المؤدي إلى منتصف الأمل المستعاد،

  يطل وجهك عند ملامح ناحلة ومشية متواضعة،

ترافقها في الوقت نفسه إبتسامة عريضة،

لكنها ليست باهتة،

 بل مليئة بالأمل،

هي إبتسامة تشبه في إطلالتها ضحكة لاعب ينتظر السباق برغبة واثقة،

 ولهذا كما لو ان منارة تستحضر كينونتها عند إطلالة جسر هائل،

 لتجتاز لحظات تحددها ؛

 طبيبنا الأصيل، يقف بهيبته،

يلد   بين الحين والحين .

 

الفكرة؛  مستشفى الآلوسي مكان يستعرض أهميته،

 تقام العمليات الكبرى لهذا الداء، مثلما لغيره ؛

إذ الضيف الذي إنسلت إلى نظام آفاقه آفة المرض الخبيث، يخضع

 إلى عملية إستئصال دقيقة،

لتهزم ذلك الكيان، الذي يبحث عن إلتهام ما تبقى من جسد الضحية ..

 

 لذلك إذ لا امل إلا إجتثاثه،

 يعلن الليل عن توقف ساعاته الأخيرة،

بينما يستحضر المرض لحظات كبريائه، 

 ليُحاكمُ بعد حين بمشرط جراح، ارضعتهُ منابع الحكمة لغة العلم والمثابرة ؛

ذلكم هو الرجل

 الذي عرفته الإنسانية طبيباً ماهراً في تشخيص سرطان الثدي وإجراء عملياته الدقيقة .

 

 "السرطان" إذن، تلك المقولة التي توحي بالخوف،

بالحمى،

 بالشحوب،

 بالتآكل،

بالأنين،

بأقراص المهدئات وسرنجات

اللحظات الأخيرة من الوجع المميت ؛ 

 

"السرطان" هو، تلك "الأرضة"،

التي يمارس فيها الداء سلطته المخيفة  وفق أقصى نمطية من الألم ؛

"السرطان" تلك ألآكلة ألتي تفتك بنظام الأشياء بطريقة موجزة ؛

 ذلك الإنتشار، الذي يغادر فيه الزمن مساحة أخرى من مساحات الحياة .

 

الموضوع، إذ عندما تخضع العينة المصابة بالداء إلى متابعة النمو،

الذي تم إستئصاله،

يطل (مختبر الزهراوي) بهيبته الوقور،

 منبراً خالصاً من منابر العلم ومحطة أخرى من محطات الرحمة المنتظرة .

 

الحالة المصابة، أيٍ كانت ترى نفسها محاطة بالإطمئنان،

وسط عناية طبية ومختبرية مشددة ؛

ولهذا يستكمل الطب مهنته الوقور،

ليرتبط بفعله المقدس،

لعلها تستعيد الفتها الجديدة، نافلة الحياة ؛

 

إذن،

 بعد أن يشير بطل السباق  هكذا بسبابته،

يكون المريض قد إستعاد عافيته .

 

الصورة ؛

في ذلك المكان، عند تلك النقطة، بناءاً عليه،

 عندما يلد الدفء،

القشعريرة تبحث عن ظلام آمن به تستعيد عافيتها،

 لتمارس سطوتها مع مخلوق ثان ؛

 

 لهذا يشع صاحبنا  حاملاً عصاه العبقرية،

بصحبة مصباح المعرفة،

 ليقرر الشفاء،

بلا حاجة إلى جرعة إشعاع ..

 

إلا ان (السرطان)،

 تلك ألأَزِمة التي  شُفيت  أبان تاريخ من السبعينات مضى،

ارتدت هذه الأيام  ثوباً آخرا،

 لتعلن محالفتها ألأبدية لإخطبوط أكثر إستبداداً واكثر توحشاً ؛

 

القصة كما ارى ؛

 هو ان الليل يمضي بحثاً عن مخالبه المخيفة ،

ليطارد دفء شتاءات ساكنة،

لذا كما عند إنشطارات صمت مهموم،

 الظلام يراود إمرأة ربما ستفارق الحياة بعد زمن وجيز،

السبب،

لإن الألم ؛

 ذلك الكابوس الذي ما  انفك  يبحث عن مشاغلة  لحظات صبور،

يمتد،

يقفز،

يعلن عن مسابقة من طراز آخر،

 الهاوية تستعيد عافيتها،

رحيق الزمن نفسه نظراً لذلك،

يبحث عن دروب سالكة،

لإنه  ربما، يستحضر نفسه، او  يستعدُ لمواجهة ثانية .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1121  الاثنين 27/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم