نصوص أدبية

أدلجة الصمت

 

ـ يوم جلست أنا والمشاعر،

 تأملت بعض الشيء في صفحات ذاكرتي؛ 

تلك التي أتعبتها الفواصل، وأرهقتها الحروف،

وعندما تحدثت قليلاً مع الصمت إبتسم الكبرياء،

 ليستحث خطواتي صوب زاوية  مقفلة .

 

 لم يكن الصمت سهلاً كما تتوقعون يا أصدقاء،

 فهنالك عند بقايا أرض محطمة،

معاناة  يجمعها نزيف واحد ويستأنف مصيرها وجود واحد،

طلاسم وألغاز تبحث عن مخابيء، لم يكتب عنها حتى ألآن ؛

 جدران مهددة بالهلع، وغيرها وجودات من التفاصيل الخبيئة، 

 لهذا، حاولت أن أخُضِعَ نفسي تماماً لإختبارٍ عسير، ليتني أرتقي،

لكنني  بعد حين رحت أستغرق في بطاقات نفوذي،

 فأكتتشفت أنها تؤدي إلى الهزيمة،

 لهذا، ونظراً لقدسية الموقف،

 إستوقفني الألم، نظر إليَّ مرة أخرى هكذا،

 فسألني سؤالاً له علاقة على ما يبدو بحجم ما أسعى إليه،

 لم أكن أتذكر سؤاله على وجه التحديد،

 لكنني أدركت أنه أراد أن يكتشف قدري،

وأن يعرف  "من أين" ؟،"وإلى أين أنا" ؟

كانت كلماتي تبحث عن ممرات سالكة،

 تبحث عن نقائها مع أرواح الطيبين،

 تتحدث عن أرض مزقتها الحراب،

عن أرواح تبحث عن إنشطارات جديدة،

عن مرافيء تتجه صوب أقلام محاصرة،

 

وعلى الضد، عن شخصيات ومواقف تصنعها اقلام فاسدة  وكيانات متسافلة،

عن سياقات  بلا ضمائر  ؛

عن تعليقات لا علاقة لها بحقيقة النص،

 عندئذٍ كانت أجابتي وجيزة وحازمة جداً، ذلكم هو وحدتي،

ولهذا أستوقفني الذهول مرة اخرى،

 ليسأل :

 هل لديك أصدقاء ؟

ـ لديَّ نتاجاتهم فقط ؛

ترى هل تؤرخها ؟

ـ أستجمع عطر النقاء من بعض أوجاعها، ألتمس عبر مخاضاتها فجراً جديداً،

 يعود فيه منفاي إلى مزاولة طقوسه القديمة،

حيثما تعلو أشجار النخيل وتلك السنابل،لتحاور آثار روعها النائية  ..

 

لهذا مرة أخرى، ونظراً إلى صدق ألإجابة وقدسية المشاعر،

 العلو بهيبته، قادني نحو دهاليز تسكن بين ثناياها،

كائنات  محاطة بأسوار من الشموع وألأحجار القديمة .

 

يومئذٍ وجدت قبوراً من الألغاز، يحيطها ظلام أكثر كثافة من التأمل،

حاولت أن أتجول مع وحدتي  أطوف بأسئلتي، بحثاً عن مصائر تلك الكائنات،

بينما شيء ما راح يلتف حول عنقي ، يسعى لإن يجرد مسعاي،

بعد ان أدركت ان الحرية مقولة خائبة لا علاقة لها بما نجادل  .

هنا الشيء نفسه  ذلك الحاجز ، راح يبحث معي عن أصل ما ابحث عنه،

عرفني  بحقيقة كينونتي، 

ولهذا مع ذروة المشاعر،

نجحت في ألإختبار، حتى صار  الصمت يحدثني،

 

لقد سمعته  يقول :

عندما ترافقني ستكتشف حقائق لا نهايات لها في عالم ألإدراك،

وستدرك ان الحس والعقل معاً يصنعان ظاهرة هذا الكوكب،

من يومها صار لي صديق هو من أعظم ألأصدقاء،

وأتفقنا أن ندون دستور صداقتنا الخالدة،

 ولكن بطريقة تختلف تماماً عما يتصوره ألآخرون ؛

وعليه ونظرا لهذا وذاك ،

قررت أن أبحث عن كيانات،

غير مذكورة . 

ذلك لكي  نعيش أنا وصاحبي،

بعيداً عن ألتآكل،

بعيداًعن الدجل ولغة الرياء،

بعيداً عن حكايات الذوات،

 ليتنا  نقدر ان نستجلي تاريخ إنسانيتنا العريق ولو بعد حين،

عبر الكتابة عن مقولات،

هي في مغزاها ما انفكت تبحث عن عطر مؤدلج .

 

 

 

 

في نصوص اليوم