نصوص أدبية

رجل وامراتان / راضي المترفي

لكني لا اعرف مالذي يجبرني على البقاء معك على الخط وسماع شتائمك النتة ايها المجنون ؟

. ربما حاجتك لهذه الشتائم او فراغ يومك من ذكر آخر يكلمك عن فحولته وتكلمينه عن طهرك الموهوم في محاولة لجره الى شباكك أيها القح...

. لاتكمل فقد امتلأت إذني ببذاءتك هذا اليوم وآن لي أن ارحل وأتركك وحيدا تجوس بحار النت علك تجد إحداهن وتلوك معها سيرة أخريات أيها النذ..

أف لها من امرأة قذرة

تنصب شراكها على ضفاف النت وتتصيد ضعاف النفوس العابرين امثالي تبيع لهم بضاعة لاتوجد في مخازن روحها وتتظاهر في بادئ الأمر بالعفة والبحث عن صداقة بريئة حتى يظنها المغفل على الطرف الآخر ملاك هبط غفلة الى هذا الكوكب ولم يلحظه احد إلا هو فيهيم بها حبا ويتبعها ككلب صيد حتى تفرع منه فترميه على قارعة النت حسيرا كسيرا .

هم هكذا الرجال

كلهم تبع ذيل ثوب امرأة ما ان يعرف ان على الطرف الآخر من النت امرأة حتى يبدو في منتهى الرقة والكرم والسجايا الحميدة ويوزع فخاخه من خلال كلام معسول وبعد ان يتأكد من نجاح خطته يطلب بكل أدب ان يرى صورة المتكلمة لكي يطمئن الى ان من يكلمه هي تلك المرأة الرائعة وما ان يرى الصورة حتى تنهال امطار الغزل والتغزل حتى لو كانت حولاء او صلعاء ويقدم بتواضع جنتلمان دعوة عشاء بمطعم فاخر تحت مسمى التعارف وولادة صداقة جميلة وصادقة كما يسميها هو وقد تستجيب المغفلة او من تتصوره ملاكا هبط من السماء واختلف عن ابناء جنسه لرغبته وما ان يلتقي بها حتى يبدأ بلمس مناطق من جسدها كأنها بضاعة يتفحصها وهكذا الى ان يتمكن من قطرها الى مخدع نوم رخيص ثم يبدأ بالتهرب منها وهجرة النت قبل ان يهجرها ومن ثم يشطبها كرقم او محطة تجاوزها قطار حياته بعد ان يحسب انه نال منها مبتغاه . لكن وان لم اكن انا الوحيدة التي استطاعت اللعب على كل حبال مكرهم ودناءتهم وجعلت الكثير منهم يقضي الليالي ملاعبا ازرار النت استجابة لرغباتي في جر الحديث معه الى مناطق رسمتها مسبقا ولم التقي احدهم بعد شهر او شهرين من المعرفة واسلبه باصرار كل ما اريد منه قبل ان يرى ظلي وافقده كل أسلحته وأحابيله فأواجهه وهو لاحول ولا قوة ولا أرى مخدعه ولا يرى طيات جسدي وقد شذ عن القاعدة البعض منهم وسلبني كل مقاومة واراني سريره ورأى ما أراد من بضاعتي لكن هذا صاحب اللسان البذيء اقسم لن يكون منهم رغم انه له سطوة لاتخطئها العين

. مساء الخير يا سيدة الجمال وأميرة حبي 

. رغم انك كنت قاسيا معي الا انه ليس من طبعي عدم رد السلام

. انا أسف لما حدث أمس واعترف اني أخطأت بحق أجمل امرأة عرفتها لكنني على استعداد للتكفير عن ذنبي وأتمنى ان تقبلي دعوتي للعشاء والسهرة .

. لا لا لا اعذرني .. لكن قبل هذا أين اعتدت ان تسهر وتتعشى ؟

. في قلب المدينة حيث يسهر المجتمع المخملي ويرقصون ويقدمون هداياهم لحبيباتهم وهم على مائدة العشاء .

. وهل قررت ان تشتري لي هدية تعبيرا عن إعجابك بي ؟

.  لالالا .. ليس تعبيرا عن إعجابي بل دليلا صادقا على حبي لك أيها الجميلة .

. إذا متى نلتقي غدا وأين ؟

. أتمنى ان تحضري الى مكتبي وهو قريب من السنتر في الساعة الرابعة بعد الظهر لكي تختاري هديتك بنفسك ومن ثم نكمل سهرتنا في ركن رومانسي يليق بامراة مثلك.

.  اكتب لي العنوان وسأكون في الموعد المحدد بالضبط في مكتبك .

. طيب اتفقنا واسمحي لي بالخروج من النت لأتهيأ ليوم غير عادي .

. وداعا .

. الى اللقاء

ترك النت فرحا وقال لنفسه كنت بارعا لقد نلت منها وغدا ستزور سريرك بعد الرابعة بقليل وستسحقها كفحلا لم ترى مثل فحولته في كل الذين عرفتهم وستصبح زبونة دائمة بعد هذه الزيارة ومن غير كلفة .

. ضحكت في سرها وقالت لنفسها كنت بارعة وما عليك إلا رسم خطة محكمة لانتزاع الهدية ومبلغ السهرة والعشاء وليذهب الى الجحيم .

في الساعة الرابعة كان في منتهى الأناقة وصرف حتى السكرتيرة باكرا واشترى هدية ثمينة واخرج من الخزانة مبلغ العشاء والسهرة وكان يمني النفس بموافقتها على المبيت معه ولايهم ان كان هذا المبيت في المكتب او الفندق .

بعد الرابعة بقليل رن الجرس فقام متثاقلا ولما فتح الباب كانت هناك عجوز ترمي عليه السلام وتعلن أنها تحمل له رسالة مهمة .

استقرت بالمكتب وأخبرته أنها رسولها له وهي  تعتذر عن الحضور لسبب طارئ إذ تعرضت أختها الصغرى الى حادث مروري وهي الان ترقد بالمستشفى وتعد بتنفيذ الزيارة بعد ان تتماثل أختها للشفاء .

فقال وقد اسقط في يده : وهذه الهدية والسهرة والعشاء ؟

قالت العجوز : بسيطة انا احمل لها الهدية والمبلغ الذي خصصته للسهرة وابلغها سلامك .

رد عليها : الا يمكن ان اذهب لزيارتها في المستشفى ؟

أجابت العجوز : أخويها هناك ويمكن ان يتسرب لهما الشك من حضورك وقد يلحقون بها الأذى .

. طيب خذي الهدية وسلميها المبلغ وبلغيها تحياتي وأرجو ان تتعافى أختها وتكون هي على الطرف الأخر من النت في اليومين القادمين .

قالت العجوز : لك  ذلك

خرجت العجوز بعد ان أخذت الهدية ومبلغ العشاء والسهرة ودس في يدها مبلغا قال انه أجرة التاكسي فدعت له بطول العمر وسارت الى حيث كانت تنتظرها شريكتها فسلمتها ما حملته منه وأخبرتها انه ربما يحتاج الى أكثر غزوة .

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2003 الأثنين 16 / 01 / 2012)

 

 

 

في نصوص اليوم