نصوص أدبية

ميلاد وبنفسج / راضي المترفي

تتألق الزهور والمواسم والايام عندما تحيط بك

وتغرب الشموس

 يخبو بريق الاقمار

تذبل الورود عندما تبتعدين عنها

الضوء انتي ..

الحب انتي ..

الامل انتي ..

وانتي الحياة يعشقها الجميع

افتحي ابواب سنة جديدة

من عمرك المديد

لنأتي .. انا ..والفالنتاين .. وبابا نوئيل

وعشاقك الاخرين

ورودنا حمراء وبيضاء وبنفسج وياسمين

وهدايانا ..

اعمارنا والايام والسنين .

في الليلة الماضية استلم من صانع المجوهرات (هديتها) مكتوبا على علبتها بأحرف من ذهب ذي لون بنفسجي (الى اجمل امرأة في رصافة بغداد) .

اكمل استحضاراته كمحارب عنيد ولم يترك جانبا من جوانب اناقة الرجل لحضور هكذا مناسبات الا وتاكد منه ثم جلس منتظرا رنين هاتفها ليتحرك الى حفل تخيل انه سيكون اسطوريا بتألقها وحضور الاخرين .

كان الضوء في بيتها بنفسجيا وكذلك ثوبها ومائدتها وشموعها واشيائها الاخرى ووضعت حول المائدة خمس كراسي افردت واحدا لها اما الباقيات فكانت كما يلي

الاول لأبن الجيران الذي انقطعت اخباره منذ اكثر من عشرين عاما

الثاني لزوجها الغائب

الثالث لحبيبها الذي مات كمدا بعد انتهاء قصة حبه

الرابع لحبيبها الحالي

تناغم حفيف ذيل ثوبها مع موسيقاها معلنة احتفالها بوداع عام مضى واستقبال سنة جديدة بحضور الكراسي وغياب الاخرين ثم رقصت اربع رقصات على انغام اغنية واحدة وجلست ترتشف من كاس اعدته لمناسبتها تلك .

طال انتظاره وصمت الهاتف لساعات وساعات حتى بدئت رائحة عطره بالتلاشي واستحضارته تتهاوى امام جيوش الوساوس والقلق لكن الامل لازال يقاوم حتى وان بدا يتضائل .

حانة منه التفاتة الى ساعة الجدار المصلوبة كمسيح صامت فرأى انها تجاوزت منتصف الليل بقليل . في هذه اللحظة بالذات سرت الحياة في الهاتف الجاثم على المنضدة فرن جرسه معلنا عن اتصال من طرف لايعرفه .

رفع السماعة فكان صوتها النشوان يبرر عدم دعوته بكون الدعوة خاصة ويطمئنه بان كرسيه كان حاضرا بالنيابة عنه معللة انها لا تريد تكليفه مشقة عناء حضور حفلة لايحضرها غرمائه الآخرين .

 

قصة قصيرة

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2027 السبت 11 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم